سلّمت عبير طلعت التي فجر "اختطافها" أحداث العنف الطائفي في إمبابة مساء السبت الماضي نفسها أمس الثلاثاء إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة من أجل حمايتها, بعد يوم واحد من مناشدتها المجلس مساعدتها على الحياة بشكل طبيعي، بعيدًا عن التنقل بين الكنائس مختفية، بعدما أشهرت إسلامها عن قناعة تامة، قبل عدة شهور قبل أن يتم اختطافها واحتجازها داخل الكنيسة لمحاولة إقناعها بالارتداد عن دينها الجديد والعودة إلى المسيحية وفق ما أكدت على لسانها. وكشف الدكتور ناجح إبراهيم، منظّر "الجماعة الإسلامية"، رئيس تحرير الموقع الإلكتروني للجماعة على شبكة الإنترنت، أن الجماعة هى التى قامت بدور الوساطة من أجل تسليم عبير للقوات المسلحة حيث قام أعضاء من الجماعة بصحبتها إلى أن وصلت بأمان. وأكد أن الجماعة- التي نشرت حوارًا لها يوم الاثنين- هي التى تقف وراء المبادرة الخاصة بتسليم عبير لنفسها خاصة بعد أن كشفت فى حديث مسجل بالصوت والصورة عن كل ما حدث لها خلال الشهور الماضية, واعتبر أن قضية عبير هي قضية حقوقية، مثلها فى ذلك مثل حالات لأخريات يتم فيها احتجازهن دون إرادتهن بعيدا عن سلطة الدولة ،وهذا ما يستدعي التركيز عليه، أيًا كانت ديانة هذه السيدة. وكانت عبير وهي من كفر شحاتة التابع لمركز ساحل سليم جنوب شرق أسيوط أشهرت إسلامها قبل سبعة أشهر من الآن، وقامت بتوثيق إسلامها بمساعدة أحد الأشخاص ثابت بمشيخة الأزهر، لكنها تعرضت للاختطاف في مارس الماضي وتعرضت للاحتجاز داخل الكنيسة. واعترفت عبير في المقابلة قائلة: "نعم، أشهرت إسلامي بالأزهر الشريف، فقد سافرت مع زميل لي في معهد الخط إلى القاهرة يوم 15سبتمبر لأشهر إسلامي وأوثقه، ولكن مع ما أسمعه من محاولات الضغط على البعض للرجوع القسري عن معتقداتهم، أثرت البعد عن بلدي". وأضافت، إنها نُقلت إلى سجن آخر في "دير العذراء" بأسيوط، واستمرت به حوالي ثمانية أيام، ثم رحلت إلى دار المسنات بأسيوط ومكثت بها قليلاً، حتى رحلوها مرة أخرى إلى القاهرة تحت إشراف كاهن كنيسة أسيوط. وأكّدت أنها تعرضت في الكاتدرائية بالعباسية لشتى أنواع الضغط لتعود إلى "النصرانية"، واضطرت إلى مسايرتهم حتى لا يؤذوها، إلى أن سجنوها مرة أخرى بمنزل بجانب كنيسة مارمينا بمنطقة إمبابة، وهناك وقعت الأزمة. وكشفت أنها بالفعل اتصلت بزميل لها سرًا كي يهربها، وأنها عندما وصل ومعه جماعة من المسلمين، فوجئت بإطلاق النار من الكنيسة، إلا أنها وسط خوفها قررت الهرب من المكان، لتنجو بنفسها. وأصدرت "الجماعة الإسلامية" بإمبابة بيانا أمس أعلنت فيه إدانتها الشديدة للأحداث الدامية التي وقعت بالحي، مؤكدة أهمية التعايش السلمي بين المسلمين والأقباط, وأشارت إلى أن قياداتها فى إمبابة حاولت منع شرارة الأحداث من البداية, ولكن عندما بدأ إطلاق النار لم يسمع لنا أحد. وناشدت الجماعة الجهات المسئولة وجميع الأطراف بنزع فتيل الأزمة وإزالة أسباب الاحتقان ومنع تكرار وصول الأمر للصدام المسلح، من خلال عدة إجراءات منها أن تتكفل الحكومة بحماية حرية العقيدة, وأن تتوقف الكنيسة عن منع يرغب فى دخول الإسلام إذا اختار ذلك. وطالبت الجماعة بسرعة الحسم في القضايا العالقة، كقضية كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين وغيرهما, خاصة وأن التأخر في حسم هذه الأمور كان من أسباب الاحتقان واشتعال الأزمة, وشددت على ضرورة إخضاع جميع دور العبادة للتفتيش بواسطة الجهات الرسمية المختصة للتأكد من خلوها من أية أسلحة, ومنع أي أحد من حيازة أي سلاح ناري إلا بترخيص مع التعامل بحزم وحسم مع من يستعمله في غير ما رخص له فيه. وناشدت الجماعة المسلمين بالتريث والتروي والتثبت من الأخبار حتى لا نقع ضحايا للإشاعات ولدعاة الثورة المضادة, وأكدت خطورة الاستقواء بالخارج والمطالبة بالتدخل الأجنبي في شئون مصر, وقالت إن هذه جريمة أخرى لا تقل عن الجرائم التي تمت والتي ندينها جميعا.