ليس هناك من أمنية للرجل المسن وزوجته، وهما على أعتاب الموت سوى أن يريا أحفادهما لكن أنى لهم ذلك وهم معتقلون بأحد السجون الأمريكية بالعراق برفقة أمهم، ولم يكن هناك من تهمة لهؤلاء الصغار إلا أنهم أبناء عبد المنعم عز الدين، الشهير ب "أيوب المصري"، و"أبو حمزة المهاجر"، وزير حرب ما يُعرف ب "تنظيم دولة العراق الاسلامية"، والذي أعلن عن قتله بالعراق في العام الماضي. ويؤكد الجدان وهما من مدينة "أبو كبير" محافظة الشرقية، أنه لم يبق لهما من أمل في هذه الدنيا ومطمع فيها سوى أن يريا أحفادهم الصغار المعتقلين في سجن أمريكي بالعراق منذ شهور مع أمهم حسناء علي اليمنية الجنسية، على الرغم من كونهم أطفال صغار لم يرتكبوا أية جرائم. وأعربت اللجنة العامة لحقوق الإنسان بنقابة المحامين في بيان حصلت "المصريون" على نسخة منها عن تنديدها بما وصفته ب "الجريمة التي تخالف كل الأعراف والقيم والمواثيق والقوانين والدساتير في العالم"، وتساءلت مستنكرة: كيف يتم احتجاز أطفال بدون ذنب إلا انتقامًا من أبيهم بعد قتله؟. والأطفال الثلاثة هم: أيوب (11 عاما)، مريم (6سنوات)، حمزة (3 سنوات) محتجزون في زنزانة مع أمهم التي صدر بحقها حقها حكم بالإعدام والمحدد لتنفيذه يوم العاشر من مايو الجاري، وهو الحكم الذي قالت اللجنة إنه لم يصدر بحقها سوى لكونها زوجة "أبو أيوب المصري". وناشدت اللجنة برئاسة ممدوح اسماعيل المحامى عضو مجلس النقابة العامة للمحامين، المجتمع الدوي التدخل لوقف ما وصفته ب "المهزلة الدامية" بإعدام الزوجة، مستنكرة صمت المنظمات الدولية إزاء ذلك الحكم وإنقاذها من حبل الإعدام دون أن يكون هناك من جريمة ارتكبتها تستوجب إزهاق روحها. وتساءلت: "أين المنظمات النسوية التى تملأ العالم صراخًا على احتجاز قطة، وأين منظمات حقوق الانسان وأين الرئيس علي صالح المشغول فقط بقمع ثورة شعبه ألا أفضل له أن يسارع لإنقاذ تلك المرأة حتى يُحسن من صورته أمام العالم ّّّّّّّّّّّوأمام شعبه". وطالبت اللجنة الخارجية المصرية ووزيرها نبيل العربي الذي وصفته ب "الوزير المحترم" التدخل بكل قوة وحسم لوقف ما أسمته ب "المهزلة الإنسانية"، واستلام الأطفال المصريين وعودتهم إلى جدهم وجدتهم فهما أولى الناس برعايتهم. وامتنعت عن مناشدة الولاياتالمتحدة والحكومة العراقية، "لأنهما لايعرفان لغة ولا معنى ولاقيم حقوق الانسان مطلقًا". وكانت زوجة المصري أكدت خلال التحقيقات التي أعقبت القبض عليها أنها لم تكن تعرف بأن زوجها هو أبو أيوب المصري الا بعد مصرع أبو مصعب الزرقاوي عام 2006، وفق تقارير صحفية عراقية. وأضافت في اعترافاتها أنه عندما خرج من بغداد أستأجر بيتا بأحد بساتين ديالى وبعد شهر انتقل منه إلى بيت في مكان تجهله، وهو عبارة عن منزل بطابقين وأن القوات الأمريكية هاجمت المنزل وقتلت الشخص الذي يقيم في الطابق العلوي وقبضت على زوجته- يمنية الجنسية أيضا- ثم أطلقت سراحها بعد يوم واحد. وأوضحت أن زوجها نجا من الهجوم وهربوا إلى الفلوجة مع زوجة القتيل، وبعد أحداث الفلوجة الثانية عام 2004 غادروا إلى منطقة أبو غريب, وفي عام 2007 سكنوا الثرثار وتنقلوا في أكثر من مكان إلى أن تم اكتشاف مخبئهم في الثرثار غربي العراق.