أكد الدكتور حسين شحاتة الأستاذ بجامعة الأزهر، الخبير استشاري في المعاملات الاقتصادية الشرعية، أنه لا تتحقق التنمية إلا من خلال الأمن، ولن يتحقق الأمن إلا بتطبيق أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية، ولن تطبق أحكام الشريعة إلا بوجود نظم وآليات تحقق حفظ الدين والنفس والعقل والعِرض والمال، باعتباره المنهج السليم لتجنب الإرهاب والبلطجة وتحقيق الرخاء الاقتصادي. وقال إنه من موجبات حفظ الدين والنفس والعقل والعِرض والمال، حماية العقيدة لكل إنسان سواء كان يهوديًا أو نصرانيًا أو مسلمًا، ومنع كافة صور المساس بالعقائد وتجنب الاعتداء على النفس والمحافظة على كرامتها وعزتها وحقوقها المشروعة والمحافظة على فكر الإنسان وحماية حرية الرأي والتفكير في إطار المشروعية. وأضاف إن الإسلام اهتم بتحقيق الأمن للناس جميعًا بصرف النظر عن اختلاف عقيدتهم وجنسياتهم، كما كفل لكل إنسان في ظل الدولة الإسلامية الحياة الرغدة، وحرم كافة صور الاعتداء على الدين والنفس والعقل والعرض والمال، معتبرا أن هذا كله من موجبات التنمية الاقتصادية وأن المساس بذلك يقود إلى التخلف، ويعتبر الإرهاب والبلطجة من وسائل ذلك التخلف. وأشار إلى أن مدلول الإرهاب والبلطجة من المنظور الإسلامي, هو اعتداء غير مشروع على الحاجات الأصلية للإنسان والتي أمر الشارع الحكيم بحفظها وهي حفظ الدين والنفس والعقل والعِرض والمال، ومن آثاره السلبية, إثارة الخوف والرعب والفزع والقلق في الناس لتحقيق أغراض غير مشروعة ومنهي عنها في الكتاب والسُنة وإجماع الفقهاء. وأكد أن هذه الآثار لها أبعاد اقتصادية سلبية، ومن بين هذه الاثار الاعتداء على الإنسان، الذي هو مناط التنمية، كما أنه اعتداء على المال الذي هو قوام الحياة والتنمية، فضلاً عن كونه اعتداء على البنية الأساسية التي هي من مقومات التنمية، كما أنه اعتداء على القواعد والمبادئ والأحكام والأسس التي تحكم وتضبط المعاملات وتحقق التنمية الشاملة للمجتمع، وتأسيسًا على ذلك فإن الإرهاب والبلطجة يسببان خسائر اقتصادية تصيب الفرد والأسرة والمجتمع والدولة بالإضافة إلى الخسائر المعنوية. وذكر أن علماء الاقتصاد الإسلامي يؤكدون أن من مسئولية ولي الأمر في الدولة الإسلامية تحقيق الأمن للناس وعدم ترويعهم، وكذلك توفير الحاجات الأصلية لهم، وتَرك أساليب وسبل ووسائل ذلك لكل زمان ومكان، وهذا من موجبات التنمية الاقتصادية. كما يجمع علماء الاقتصاد بصفة عامة والاقتصاد الإسلامي بصفة خاصة على أن الإرهاب والبلطجة يقودان إلى الخوف والفزع والقلق والخلل في آليات المعاملات الاقتصادية وهذا يقود إلى التخلف والحياة الضنك، كما يؤكد. وقال شحاتة إن رأس المال المهدد بواسطة الإرهاب الذي بطبيعته جبان وأشد خوفًا وقلقًا من العامل يهرب إلى أماكن ومواطن وبلاد حيث الأمان والطمأنينة، وهذا ما نشاهده بعد كل عملية إرهابية حيث نجد خللاً في أسواق النقد والمال والبورصات وارتفاع الأسعار وظهور السوق السوداء وهروب الاستثمار إلى الخارج، وهذه الآثار جميعاً تقود إلى خلل في آلية المعاملات الاقتصادية ومن ثم إلى إعاقة التنمية.