أعربت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية عن رأيها بأن الشعبية التي اكتسبها الداعية الإسلامي عمر خالد إنما مصدرها الثقة التي حظي بها بين آلاف النساء اللاتي ارتدين الحجاب. وأكدت في تقرير لها تحت عنوان "داعية إسلامي يخاطر بشعبيته" أن عمرو خالد جعل شعبيته أمام محك بمحاولته لعب دور جديد كجسر بين الإسلام والغرب في وقت يتحدث فيه الكثيرون عن صدام الحضارات. وأشار التقرير إلى أن السبب الذي جعل شعبية عمرو خالد في خطر هو ما يقوله بشأن مسئولية المسلمين عن التوترات وأن الغرب ليس شريرا دوما وأن الحوار أفضل من المواجهة، وذلك في الوقت الذي لم يعتد فيه أحد على مثل هذا ا لحديث من رجال الدين. أورد التقرير تصريحات لعمرو خالد في قناة إقرأ الفضائية السعودية التي قصد منها تفسير حالة عدم الثقة بين المسلمين والغرب بالقول: شاب مسلم يسافر إلى أوروبا بتأشيرة مزيفة، ويتحصل على إعانة بطالة هناك ثم يظهر على شاشات التلفزيون فيقول سنطردك من بريطانيا ونستولي على أرضك ونقودك وزوجتك. وأضاف خالد بحسب ما أورد التقرير: إنه مثال نادر لكنه موجود. وقال التقرير إن الداعية المصري البالغ من العمر 38 عاما أثار عاصفة من الجدل عندما حضر في 9 مارس الجاري مؤتمرا للزعماء المسلمين والأوروبيين في الدنمرك لمناقشة الغضب عبر العالم الإسلامي بشأن رسوم النبي محمد صلى الله عليه وسلم والذي نشرته لأول مرة صحيفة دنماركية. وأضاف التقرير أن البعض في العالم العربي اعتبر حضور عمرو خالد المؤتمر استسلاما بل ووصفه البعض بالخائن والانتهازي. ولفت تقرير الوكالة الإخبارية إلى أن عمرو خالد توجه إلى العاصمة البحرينية لحضور مؤتمر لرجال الدين من المقرر أن يبدأ اليوم الأربعاء بهدف مناقشة كيفية الرد على الرسومات المسيئة للنبي، صلى الله عليه وسلم.. مشيرا إلى أن منظم المؤتمر هو أحد أبرز المنتقدين لعمرو خالد وهو الشيخ يوسف القرضاوي، على حد ما جاء بالتقرير. وجاء في التقرير أنه في الوقت الذي أثارت فيه رسومات النبي محمد موجة من الاحتجاجات عبر العالم الإسلامي، فإن الأمر بالنسبة لعمرو خالد كان بمثابة إعلان عن حاجة المسلمين لمنهج جديد يتبني الحوار مع بقية العالم. ونقل التقرير عن الداعية المصري خلال مقابلة أجرته الوكالة معه قوله: خلال الأعوام الثلاثة الماضية، بالتعاون مع الشباب عبر العالم الإسلامي، عملنا على بناء نهضة أساسها الإيمان في المنطقة والتي لن تحدث بالصدامات ولكن بالتعايش. ونوه إلى أن عمرو خالد استطاع تكوين شعبيته خلال الأعوام العشر الماضية من خلال الدعوة بأسلوب بعيد عن رجال الدين التقليديين ذوي اللحى والعباءات، اللذين يلقون الخطب التي دوما تؤكد على متطلبات الإسلام والخوف من اللعنة والنار. على العكس من عمرو خالد الذي بحسب التقرير عرف بملابسه الأنيقة وابتسامته العريضة إضافة إلى أن خطبه كانت تتجنب الحديث عن السياسة وتؤكد على رحمة الله كما كانت تسعى إلى توضيح كيف يمكن للشخص العيش كمسلم حقيقي بينما يستمتع بمظاهر الحياة المعاصرة. اعتبر عمرو خالد خلال لقاءه مع الوكالة أن انتقاله من مصر إلى لندن في عام 2002 كان سببا في تعرفه على القيم المشتركة بين المسلمين والغرب فضلا عن الاختلافات التي يمكن التغلب عليها.