قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدلي بتصريحات متناقضة و"يكذب" على الغرب، موضحة أنه زعم في 7 مايو أنه سحب القوات الروسية بعيدا عن الحدود الأوكرانية، ولكن أحد مسئولي حلف شمال الأطلسي "الناتو" أكد بعد يومين أنه لا توجد مثل هذه التحركات للجيش الروسي. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها في 11 مايو أن تصريحات بوتين بشأن الأزمة الأوكرانية تختلف عن الإجراءات الروسية على أرض الواقع، موضحة أن كل الأدلة تشير إلى أن موسكو لا تزال تدعم المسلحين الانفصاليين الموالين لروسيا في المدن الواقعة في شرق أوكرانيا. وتابعت أن بوتين لن يقبل بالتسوية بشأن الأزمة الأوكرانية إلا إذا زاد الغرب والولاياتالمتحدة من شدة العقوبات المفروضة على روسيا. وبدأ الانفصاليون الموالون لروسيا صباح الأحد الموافق 11 مايو التصويت باستفتاء للانفصال في إقليم دونباس الذي يشمل مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك شرقي أوكرانيا، فيما أعلنت واشنطن رفضها لنتائج التصويت، وهددت برفقة حلفائها بتوسيع دائرة العقوبات على روسيا في حال استمرت خطوات إقرار انفصال مناطق شرقي أوكرانيا. ودُعي أكثر من سبعة ملايين بشرقي أوكرانيا للإدلاء بأصواتهم بالاستفتاء، وسيتابع الأوكرانيون البالغ عددهم 45 مليون نسمة باهتمام كبير هذا الاقتراع الذي قد يؤدي إلى نتائج تاريخية. وفي دونيتسك تحدث رومان لايغين -رئيس اللجنة الانتخابية لما يسمى بجمهورية دونيتسك- عن مشاركة "ملايين الناخبين"، مؤكدا أن الاستفتاء هو "الوسيلة الوحيدة لتجنب تصاعد العنف والحرب". وفي سلافيانسك -التي تضم 110 آلاف نسمة والقريبة من دونيتسك- صرح فياتشيسلاف بونوماريف -الذي أعلن نفسه رئيسا للبلدية- السبت بأنه يتوقع "مشاركة بنسبة 100%". وأشارت استطلاعات أوكرانية للرأي إلى أن 70% من سكان شرقي أوكرانيا يعارضون التيار الانفصالي ويؤيدون وحدة أراضي البلاد، مقابل 18% يخالفونهم هذا الرأي. وفي هذه الأثناء, أبلغ الرئيس الأوكراني المؤقت ألكسندر تورتشينوف مواطني المناطق الشرقية بأنهم سيواجهون كارثة إذا صوتوا بنعم، وحثهم على رفض "جمهورية دونيتسك الشعبية" التي أعلنها الانفصاليون الناطقون بالروسية، والذين يسيطرون على عدد من المدن في أعقاب الاشتباكات والاضطرابات المستمرة منذ أسابيع. وقال تورتشينوف إن الانفصال عن أوكرانيا "سيكون خطوة نحو الهاوية لهذه المناطق"، وأضاف أن المؤيدين للانفصال "لا يفهمون أنه سيعني الدمار التام للاقتصاد والبرامج الاجتماعية والحياة بوجه عام بالنسبة لأغلبية السكان في هذه المناطق". وسيكون انفصال دونيتسك ولوغانسك -وهما الحزام المنتج للفحم والحديد الذي يمثل 16% من الإنتاج الاقتصادي لأوكرانيا- ضربة قاسية لكييف. وأعلنت الولاياتالمتحدة السبت أنها لن تعترف بنتائج التصويت، وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي في بيان إن الاستفتاء "غير شرعي بموجب القانون الأوكراني، ويشكل محاولة للتسبب بحدوث انقسامات واضطرابات". وأضافت أنه إذا تم إجراء الاستفتاء فإنه "سيشكل انتهاكا للقانون الدولي ولوحدة وسلامة أراضي أوكرانيا"، وعبرت عن خيبة أمل واشنطن لإخفاق الحكومة الروسية في استخدام نفوذها لمنع التصويت، بعدما دعا الرئيس فلاديمير بوتين في السابع من مايو إلى تأجيله. وهددت بساكي بفرض عقوبات جديدة على روسيا "إذا استمرت في زعزعة استقرار شرقي أوكرانيا، وعرقلة الانتخابات الرئاسية, التي ستجرى في أوكرانيا في 25 مايو . وقالت ألمانيا وفرنسا من جانبهما إنهما ستدعمان فرض عقوبات أشد صرامة على روسيا إذا أعاق "التمرد" الذي يرون أنه من تدبير موسكو الانتخابات الرئاسية التي تهدف إلى استقرار البلاد, غير أن بوتين قال إنه على الآخرين احترام حقوق الروس بما في ذلك تقرير المصير. وأضاف بوتين أمام حشد في أول زيارة له لمنطقة شبه جزيرة القرم في 9 مايو منذ أن ضمتها روسيا في 17 مارس الماضي "نعامل كل البلاد وكل الشعوب باحترام، نحترم حقوقهم ومصالحهم المشروعة بما في ذلك استعادة العدالة التاريخية، وفي الوقت نفسه حق تقرير المصير". وفي خضم هذه التوترات، نشب قتال ضار في 9 مايو بين قوات أوكرانية ومسلحين موالين لموسكو في ميناء ماريوبول بجنوبي شرقي أوكرانيا, وتسببت الاشباكات في مقتل ما بين سبعة أشخاص وعشرين شخصا عندما دخلت قوات أوكرانية المدينة، وخاضت قتالا مع مسلحين للسيطرة على مقر الشرطة