وكأن لسان حاله يقول المثل الشعبي المعروف: "لا تعايرني .. ولا أعايرك.. الهم طايلني وطايلك"، هكذا بدا شريف طه، المتحدث الرسمي باسم حزب "النور" في هجومه على جماعة "الإخوان المسلمين"، متخذًا من موقف "إخوان لبنان"، الداعم لترشح سمير جعجع، رئيس حزب "القوات اللبنانية" لرئاسة لبنان، ذريعة للهجوم على الجماعة. واتهم طه، "الإخوان"، باتباع سياسة "الكيل بمكيالين"؛ ففي حين تنتقد موقف الحزب السلفي من دعمه لترشح المشير عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع السابق، للرئاسة في مصر، بعد أن أطاح بالرئيس محمد مرسي، تتخذ "الجماعة الإسلامية" في لبنان المحسوبة على الإخوان موقفًا داعمًا لترشح جعجع، وهو أحد أبرز قادة الحرب الأهلية في لبنان. وكتب طه عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "سمير جعجع أحد قادة المليشيات المسلحة في لبنان والذي كان له دور بارز في الحرب الأهلية هناك وعرف بتورطه في مذبحة صبرا وشاتيلا وتعاونه الوثيق مع الكيان الإسرائيلي هو المرشح الرئاسي لجماعة الإخوان في لبنان حيث تري الجماعة قدرته على إنشاء دولة مؤسسات قوية وأنه يمثل حالة توافق وطني"! وتابع: "أما بالنسبة لتاريخه الدموي فتطالب الجماعة بعدم إثارة تاريخ أي مرشح حفاظًا على اللحمة الوطنية ! لكن الأعجب من كل هذا هو صمت القبور ممن ملؤوا الدنيا ضجيجًا ببيانات عابرة للحدود؟ والمأساة الحقيقة هم هؤلاء الشباب الطاهر الذي يضيع حياته تصديقًا لشعارات ودعاية هؤلاء المتاجرين بالدماء وعواطف الشباب"!!، وفق تعبيره. ويبدو كلام المتحدث باسم حزب "النور"، محاولة للرد على هجوم على الحزب الذي يرى مراقبون أنه لعب دورًا في الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، مخالفًا التوقعات بالاصطفاف مع باقي القوى الإسلامية التي أيدت ما تصفه ب "الشرعية"، خاصة مع ظهور ممثل للحزب، في خطاب 3 يوليو الماضي الذي أعلن فيه السيسي، وزير الدفاع وقتها، عزل الرئيس محمد مرسي. وكان هذا الموقف أبرز مؤشر على حالة الخلاف بين الفصيلين الإسلاميين الأكبر في مصر، إلا أن قطاعًا كبيرًا من السلفيين لا يبدون على توافق مع الموقف السياسي ل "الدعوة السلفية" في الإسكندرية، وحزب "النور" في الصراع السياسي الراهن، ودعمهما للمشير السيسي، في الانتخابات الرئاسية المقررة يومي 26 و27 مايو الجاري.