قلل الدكتور محمد سعد الكتاتني، عضو مكتب الإرشاد بجماعة "الإخوان المسلمين"، وكيل مؤسسي حزب (الحرية والعدالة) من المخاوف التي أثارها البعض حول مرجعية الشريعة الإسلامية للحزب، معتبرًا أن الهدف من إثارة هذه المخاوف هو تفزيع الناس وتخويفهم من الإخوان، لتحقيق أهداف سياسية. وأضاف الكتاتني في مقابلة مع موقع هيئة الإذاعة السويسرية على الإنترنت، إن "مَن يسعوْن لتخويف الرأي العام الداخلي وتفزيع الخارج من الإخوان بإثارتهم القلاقل حول عبارة (ذو مرجعية إسلامية)، لهم أهداف سياسية معلومة"، وتابع: "أنا أتعجب لأن هؤلاء لم يحركوا ساكنًا عندما أعلن حزب الوفد مؤخرا في إعلان كبير بجريدة الوفد على أنه يؤمن بأن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع". وأوضح أن "مرجعية الشريعة الإسلامية هي الضمانة التي تحفظ للمسيحيين حرية العقيدة والعبادة وبناء الكنائس، وهي التي تعترف بحقهم في الاحتكام إلى شريعتهم في كل ما يتعلق بالأحكام الدينية". وقال إنه "انطلاقًا من هذا الفهم، فإننا لا نُلزمهم بشيء مما يتصل بالعبادة والزواج والطلاق والميراث.. إلخ الأحكام الدينية". وأكد وكيل مؤسسي حزب "الحرية والعدالة"، أن "الحزب يفتح أبوابه أمام كل مواطن مصري، يقبل ببرنامجه ويؤمن بمبادئه ويلتزم بقانونه الأساسي وينفذ لوائحه الداخلية"، مشيرا إلى أن "حزب الجماعة سيكون حزبا مدنيا، يؤمن بالديمقراطية ويقبل بالاحتكام إلى رأي الشعب في انتخابات حرة ونزيهة وشفافة". وجدد الكتاتني التأكيد على احترام "الإخوان" لاتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل منذ عام 1979، دون أن لم يستبعد تمامًا إعادة النظر في الاتفاقية التي واجهت على مدار أكثر من 30 عامًا من توقيعها انتقادات واسعة، لكنه ترك هذا الأمر للبرلمان الجديد الذي سيتم انتخابه خلال شهور. واستدرك قائلاً: "اتفاقية كامب ديفيد أو غيرها، ستظل بالنسبة لنا كإخوان مسلمين محترمة ومعمول بها حتى يتم انتخاب برلمان حُر، وعندها، ننتظر البرلمان ليقول كلمته في هذه الاتفاقات، التي تتجاوز المئات. وفي كل الأحوال، سنلتزم ونرضى بما يراه البرلمان، لأنه الممثل الشرعي والوحيد للشعب المصري"، مشددًا على أن من حق هذا الشعب أن يراجع الاتفاقات التي أبرِمت في غيابه. من جهة أخرى، برر الكتاتني قرار الدكتور محمد بديع مرشد "الإخوان" بفصل أي عضو بالجماعة ينضم لحزب آخر، في الوقت الذي يعلن فيه فتح الباب أمام انضمام أي مصري لعضوية حزب الجماعة، وقال إنه لا يرى تناقضًا في هذا الأمر، "فنحن نشترط فيمن يرغب في الانضمام إلى حزبنا أن لا يكون منضما إلى حزب آخر، وهذا أمر معمول به في كافة الأحزاب". ورفص الكتاتني التعليق على ما يتردد حول دعوة بعض شباب "الإخوان" للإخواني البارز الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بإنشاء حزب جديد باسم "النهضة"، قبل المضي في اتخاذ إجراءات عملية بهذا الشأن، وطالب بالتمهل قبل الحكم انتظارًا لما ستسفر عنه الأيام القليلة القادمة. واعتبر أن الأمر لم يتجاوز حتى الآن كونه تصريحات صحفية، في الوقت الذي لم يعلن فيه والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح حتى الآن بشكل واضح وصريح عن ترشحه للرئاسة. وأضاف: "ما نعلمه عنه أنه رجل شجاع ويعلم جيدا ما يقول، ومن ثم، فنحن لا نحاسب على النوايا، وعندما يعلن الرجل قبوله الانضمام إلى حزب آخر، غير حزب الجماعة أو يعلن صراحة ترشحه للرئاسة، سيكون لكل حادثة حديث".