تظاهر، اليوم الاثنين، آلاف السوريين في مدينة حمص، أثناء تشييع جنازة ثمانية على الأقل قتلتهم قوات الأمن بالرصاص، مطالبين بالإطاحة بالرئيس بشار الأسد. ونقلت وكالة "رويترز" عن شاهد عيان قوله: إنّ المُشَيِّعين أخذوا يرددون "زنقة زنقة.. دار دار هنطيح بك يا بشار." ونقلت وكالة "رويترز" عن حقوقي في مدينة حمص قوله: إنّ القوات السورية قتلت ثمانية مُحْتَجّين أثناء الليل في حمص في مواجهات بعد مقتل زعيم قبلي محتجز. وتابع الحقوقي الذي طلب عدم نشر اسمه، أنّ حمص في حالة غليان. مضيفًا: أن قوات الأمن وبلطجية النظام يستفزّون القبائل المسلحة منذ شهر ولكن المدنيين خرجوا أيضًا في أعداد كبيرة إلى الشوارع في مختلف المناطق بحمص الليلة الماضية وجرى إطلاق الرصاص عليهم. ومضى يقول: إنّ الاحتجاجات ضد حكم حزب البعث زادت حِدّة في حمص بعد أن سلمت السلطات جثة الشيخ بدر أبو موسى من قبيلة الفواعرة إلى أسرته لدفنه يوم السبت الماضي. وقُتل فتى عمره 12 عامًا في جنازة أبو موسى التي تَحَوّلت إلى مظاهرة في اليوم ذاته. وكانَ ألقي القبض على أبو موسى قبل أسبوع أمام مسجد بعد أن شارك في مظاهرة مؤيدة للديمقراطية وهي واحدة بين مظاهرات عديدة تشهدها سوريا احتجاجًا على حكم الرئيس بشار الأسد المستمر منذ 11 عامًا. وذكر الحقوقي أنّ أبو موسى كان رجلاً يتمتع بصحة جيدة قبل احتجازه وقبل أن يسلموه جثة هامدة، وأضاف أنّ من المعروف أن قوات الأمن تتعامل بوحشية مع المحتجين لكن من الصعب تحمُّل المزيد. وتابع أنّه لا يمكن استبعاد تسلح بعض المحتجين، وقال: إنّ القبائل تشعر بالإهانة وتريد الانتقام لكن قوات الأمن شوهدت وهي تستقل شاحنات وتطلق النار على المدنيين. وكثّفت السلطات السورية من حملة اعتقالات للمحامين والشخصيات المستقلة والنشطاء منذ اندلاع الاحتجاجات قبل شهر. ومضى الحقوقي يقول: إنّ أعضاء قبيلة الفواعرة التي ينتمي إليها أبو موسى انطلقوا إلى شوارع حمص أمس الأحد احتجاجًا على موته، وانضمّ إليهم أفراد من قبيلة بني خالد وأعداد كبيرة من السكان الذين تجمعوا في عدة أماكن في أنحاء المدينة. وقال أحد الناشطين: "ارتفع التوتر أمس لدى ورود الأخبار عما يجرى في الرستن وتلبيسة" المنطقتين المجاورتين لحمص حيث قُتل أربعة أشخاص على الأقل أمس الأحد برصاص قوات الأمن السورية. وكان متظاهرون دمّروا في الرستن يوم الجمعة تمثالاً ضخمًا للرئيس السوري السابق حافظ الأسد والد الرئيس الحالي بشار الأسد.