اتفقت مجموعة الاتصال الدولية المجتمع بقطر، لبحث الوضع في ليبيا، على ضرورة استمرار دعم الثوار دون التصريح مباشرة بتسليحهم، مهددين العقيد معمر القذافي بأن استمراره في الحكم يعقد الأمور. وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه اليوم الأربعاء: إن قوات التحالف في ليبيا يجب أن تواصل الضغط العسكري القوي على قوات العقيد معمر القذافي لإقناعه بأنه ما من سبيل أمامه سوى ترك السلطة. وقال جوبيه الذي اجتمع في قطر مع وزراء خارجية آخرين لمناقشة الحملة الجارية في ليبيا: إن الأمر يتطلب تنسيقا أفضل بين حلف شمال الأطلسي والمجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا بشأن الهجمات الجوية. وقال جوبيه "الهدف واضح.. على القذافي أن يرحل لكننا نحتاج لحل سياسي... علينا أن نواصل الضغط العسكري القوي والنشط لإقناع القذافي بأنه ما من مخرج." وأضاف أن مسألة ما إذا كان رحيل القذافي سيكون شرطا مسبقًا لإجراء مفاوضات بشأن التوصل لحل سياسي مازالت محل نقاش. وكشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيطالية أن بلاده تريد من المجتمع الدولي النظر في تسليح الثوار الليبيين وفقا لقرار الأممالمتحدة الذي يجيز استخدام كافة الوسائل للدفاع عن المدنيين. غير أن وزير الخارجية البلجيكي ستيفن فاناكيري ذكر من جانبه أن بروكسل تعارض ذلك التوجه، وأن مسألة التسليح ليست مدرجة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973. وفي رده على سؤال للصحفيين على هامش اجتماع مجموعة الاتصال الدولية بشأن الأزمة الليبية والذي بدأ جلساته اليوم الأربعاء بالعاصمة القطرية الدوحة، قال الوزير البلجيكي إنه "لا حجة مقنعة في تسليح المدنيين طبقا لقرار الأممالمتحدة رقم 1973". واعترف المسئول الإيطالي بأن تسليح الثوار يتطلب قرارا سياسيا على الدول الأعضاء اتخاذه، لكنه شدد على أنه لن يكون هناك حل سياسي للأزمة الليبية مع بقاء القذافي في سدة الحكم. وبينما رأى وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله أن حل الأزمة الليبية لن يكون عسكريا، صرح نظيره البريطاني وليام هيج على متن الطائرة المقلة له إلى الدوحة لحضور الاجتماعات بأن حلف شمال الأطلسي بحاجة إلى قوة ضاربة أكبر في ليبيا، وتكثيف العقوبات المفروضة على حكومتها. ومن مقر الاجتماع بالدوحة الذي يشارك فيه المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض، قالت مصادر إعلامية: إن هناك تباينا في مواقف دول مجموعة الاتصال فيما يتعلق بتسليح الثوار. ونُقل عن مصادر لم يسمها القول: إن البيان الختامي للاجتماع لن يتطرق إلى مسألة التسليح بشكل صريح. وعلى الصعيد الميداني، كان حلف الناتو قد قصف ما قال إنه مواقع لكتائب القذافي في الزنتان وسرت ومصراتة، وسط انتقادات فرنسية بريطانية لدوره، ودعوات إلى استئناف الضربات الجوية الأميركية، وهو ما يبدو أن واشنطن تستبعده حاليا. يأتي ذلك في وقت دارت فيه معارك ضارية بين الثوار وكتائب القذافي في مصراتة، وتحدث مسئول ليبي معارض عن 10 آلاف قتيل سقطوا بنيران الكتائب.