وزير الإسكان يبحث مع رئيس المنظمة العربية للسياحة تعزيز التعاون    مؤسسة العربى تحتفل بالعيد القومى للجيزة وتشارك الزفاف الجماعى للمحافظة    موسكو: واشنطن تعمل منذ فترة على تهيئة بنيتها التحتية للتجارب النووية    التشكيل الرسمي لمباراة إندونيسيا ضد السعودية.. سالم الدوسري يقود الهجوم    كل ما تريد معرفته عن مشاركة يد الأهلي في بطولة أفريقيا بالمغرب    محمد صلاح ينفرد بصدارة هدافى تصفيات أفريقيا عبر التاريخ برصيد 19 هدفا    الإسماعيلى يعلن عدم اكتمال النصاب القانوني لعمومية سحب الثقة    فريق من النيابة العامة ينتقل إلى موقع حريق مخزن قطع غيار سيارات بالسلام    تأجيل محاكمة 21 متهما بخلية دعاة الفلاح لجلسة 24 ديسمبر    عرض فيلم "هيبتا.. المناظرة الأخيرة" بسينما الشعب في 5 محافظات    وزير الثقافة: نعمل بشكل مكثف لتطوير البنية التحتية للمواقع الثقافية    نائب وزير الصحة: إدراج الإسكندرية بمنظومة التأمين الصحي الشامل    "التحالف الدولي" يعيد تموضع قواته في سوريا لمواجهة بقايا "داعش"    السيسي للمصريين: ربنا نجانا في 2011    "المنشاوي" يترأس اجتماعًا لمناقشة خطة الأنشطة الطلابية بجامعة أسيوط الأهلية    إصابة جديدة تضرب دفاع ريال مدريد قبل الكلاسيكو    سعر الحديد مساء اليوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025    السبت.. نبيل فهمي في صالون ماسبيرو الثقافي    بيراميدز يحدد موعد استئناف تدريباته    مدير صندوق مكافحة الإدمان يستقبل المدير التنفيذي للوكالة الأوروبية للمخدرات    الداخلية تعلن قائمة الممنوعين من السفر لحج القرعة لعام 2026    وكيل «تعليم البحيرة» يشهد ندوة «التعليم بين تحديات الحاضر ورهان المستقبل»    تكاثر السحب الممطرة على هذه المناطق.. الأرصاد الجوية تكشف حالة الطقس في القاهرة والمحافظات    المشدد 6 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه ل3 متهمين بالإتجار فى المخدرات بسوهاج    ألمانيا تمنح الشرطة صلاحية إسقاط الطائرات المسيرة بعد حوادث مطار ميونيخ    وزيرة التضامن تترأس اجتماع اللجنة العليا للأسر البديلة الكافلة    نائب محافظ الأقصر يشارك في احتفال مصنع سكر أرمنت بانتصارات أكتوبر | صور    شيرين عبد الوهاب.. صوت العاطفة وتحدي الصعاب في عيد الميلاد    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 8 اكتوبر 2025 فى المنيا    أحمد عمر هاشم.. تعرف على أبرز 10 معلومات عن جهوده الدعوية    «نادية عمارة» تكشف الأسس الشرعية والاجتماعية لاختيار شريك الحياة    محافظ الجيزة يعتمد حركة مديري ووكلاء الإدارات التعليمية    خالد العناني مديرًا عامًا لليونسكو.. والريادة الثقافية والحضارية موطنها مصر    انطلاق برنامج مصر جميلة لاكتشاف المواهب الفنية والأدبية بالوادي الجديد    ضبط كميات كبيرة من المواد الغذائية مجهولة المصدر بمدينة العاشر من رمضان    طارق العوضي: البرلمان الحالي غير مؤهل للنظر في «الإجراءات الجنائية»    بلخي: إعادة بناء النظام الصحي في غزة ضرورة إنسانية عاجلة    علاج 1928 مواطنا مجانا ضمن قافلة طبية بقرية في الشرقية    «فصل الشتاء».. نصائح للوقاية من الأمراض الموسمية    بلخي: اجتماع اللجنة الإقليمية بالقاهرة يناقش إصلاحات جذرية لمستقبل الصحة في المنطقة    عزاء الدكتور أحمد عمر هاشم اليوم بمسجد الشرطة بالتجمع الخامس بعد صلاة المغرب    السيسي: الوضع الاقتصادي يتحسن يومًا بعد يوم.. ولسه الأفضل قادم    رجال لا يكررون الخطأ مرتين.. 4 أبراج تتعلم بسرعة من التجارب    الإحصاء: 36.8 % زيادة بقيمة المبالغ المودعة فى صندوق توفير البريد 2024 / 2025    "بجوائز مالية للمرة الاولى".. بطولة مصر المفتوحة للهواة تجمع نجوم الجولف من 15 دولة    وفد لبنانى يزور هيئة الاعتماد والرقابة للاطلاع على تجربة مصر بالإصلاح الصحى    وزير الصحة: إنهاء 20 مشروع بتكلفة 11.7 مليار جنيه خلال 2025    بن جفير يقتحم الأقصى مجددًا وسط توتر أمني في عيد العرش اليهودي    «الشكاوى الحكومية» تتلقى 13.5 ألف شكوى واستغاثة صحية    مصرع صغير وإصابة 3 آخرين في مشاجرة بالأسلحة النارية بسوهاج    الصحة: تنفيذ 348 مشروعًا لتطوير المستشفيات ب 27 محافظة    يد - بعثة الأهلي إلى المغرب للمشاركة في بطولة إفريقيا    تزوجت بقصد الإنجاب عبر الحقن المجهرى دون جماع والطلاق بعده.. ما حكم الدين    أكسيوس: ويتكوف وكوشنر يصلان شرم الشيخ للانضمام لمفاوضات إنهاء حرب غزة    «كنت أسير خلفه».. كيف بشر نبي الله الراحل أحمد عمر هاشم بمستقبله    اعرف اسعار الدولار اليوم الأربعاء 8-10-2025 في بني سويف    سعر سبيكة الذهب اليوم الأربعاء 8-10-2025 بعد الارتفاع الكبير.. بكام سبيكة ال10 جرام؟    منتخب مصر المشارك في كأس العرب يواصل تدريباته استعدادًا لمواجهة المغرب وديًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإخوان: مبارك .. دليل براءتنا
في بيان مطول لأمينها العام

تبرأت جماعة الإخوان المسلمين من العمليات الإرهابية وأحداث العنف التي شهدتها البلاد مؤخرا، من خلال بيان أصدره محمود حسين الأمين العام للجماعة مساء اليوم، قال فيه إن نشاط ونضال الجماعة ضد الفساد والاستبداد طوال تاريخها يقوم على السلمية المطلقة ونبذ العنف بكل صوره.
وأكد البيان الذي نشره حسين عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن من ينسب نفسه للجماعة يجب أن يكون هذا نهجه وتلك سيرته، فإن دعا إلى غير ذلك أو اختط لنفسه نهجا غير نهج الجماعة فهو ليس من الجماعة وليست الجماعة منه مهما أدى أو قال والجماعة منه براء.
وأشار البيان إلى أن الجماعة تربى أبناءها دوما على حرمة الحياة الإنسانية وحرمة الدم، مؤكدا على أن من كانت هذه عقيدته فإن من المستحيل عليه أن تمتد يده بالسوء لأحد، ولو امتدت يد الأخير إليه بالسوء، وشعارنا مع من ظلمنا من إخواننا﴿لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾.
وأنتقد البيان الهجمة الأمنية التي تشنها ما اسماه "سلطة الانقلاب العسكري" في مصر على الجماعة، لافتا إلي أنها حملة إعلامية تحاول شيطنة الجماعة وإلصاق التهم الباطلة والزائفة بها، تزداد وتيرتها مع تنامي الرفض الشعبي المستمر لسلطة الانقلاب واستمرار الشعب المصري في ثورته السلمية لاسترداد حقوقه المهدرة وشرعيته الملغاة بالرغم من كل ما تواجه به من إجراءات بطش وإرهاب وقتل واعتقال.
وأضاف البيان: إن الجماعة وقد أقض مضاجعها حال الأمة وما هي فيه من تردي دفعها للاهتمام بالعمل الدؤوب الذي من خلاله تغير هذا الواقع متحملة كل ما يصيب أفرادها من اتهامات وتضييق في الأموال والأرزاق والأنفس والأولاد ، واثقة من وعي ونضج شعوب أمتها في إدراك بهتان وكذب هذه الحملة وخصوصا لو تم العودة بالذاكرة لما كتبه هؤلاء أو قالوه عن الجماعة في فترات سابقة.
ومما تعلمناه في مدرسة الإخوان المسلمين وسلوك رجالها الأوفياء وقادتها المخلصين، عدم الخوض في مساجلات ليس من ورائها إلا هدر الأوقات فيما هو غير نافع أو مفيد.
ووفاء لهذا المنهج ولرمز الجماعة الصابرة وإعذاراً إلى الله عز وجل وإيفاء لحق شعوبنا في الوقوف على الحقائق بلا لبس أو غموض أو تشويه نود أن نعيد التأكيد على القيم والمفاهيم الأساسية التالية، مع دعائنا للجميع بالتوفيق والهدى والسداد ( رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون )...
وأوضح أمين عام الإخوان أن الجماعة تستمد أفكارها ومبادئها ومنهاج حياتها من الإسلام الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، قائلا: نعتمد على التربية التي تحيي الضمائر، وتقوي مراقبة الله تعالى، وتزكي النفوس، وتدفعها للتعاون على البر والتقوى، وتدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وترفض الإكراه والعنف.
وأشار حسين إلى أن منهج الجماعة هو إصلاح النفس أولا ثم إصلاح الأسرة ثم المجتمع بدعوته الى الخير في كل جوانبه ولعل الجميع يعلم ماذا قدم شباب ونساء الإخوان في هذا المجال سواء في مجال إنشاء المدارس والمستشفيات والأسواق الخيرية .... الخ مما يشهد به العدو قبل الصديق، وماذا قدم الإخوان أيضاً في مجال الخدمات أثناء تواجدهم في النقابات والمحليات والبرلمان وغير ذلك ولم يستطع أحد ان يقدم دليلا واحدا على إدانة أي عضو من الإخوان بالتكسب أو الاستفادة من هذه المجالات لا لشخصه ولا لأحد من أقربائه .

وفيما يتعلق بمنهج الإصلاح والتغيير لدي الجماعة، فأوضح حسين أنهما يقوما على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة مستمدا من قوله تعالى " ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" وقوله " ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم " وان نشاطها ونضالها ضد الفساد والاستبداد يقوم على السلمية المطلقة ونبذ العنف بكل صوره، وتحمل كل ما يصيبها من إيذاء واعتقال وقتل وتعذيب واضطهاد، في سبيل ذلك ...
وشدد البيان علي حرمة الدماء بالقول: الجماعة تربى أبناءها دوما على حرمة الحياة الإنسانية وحرمة الدم، فالله تعالى قضى﴿أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْر ِنَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾، وقال سبحانه ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾، وقال الرسول صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ، حَرَامٌ عَلَيْكُمْ»، وقال: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ»، ونعتقد أن الْمُؤْمِنَ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الكَعْبةِ.
ومن كانت هذه عقيدته فإن من المستحيل عليه أن تمتد يده بالسوء لأحد، ولو امتدت يد الأخير إليه بالسوء، وشعارنا مع من ظلمنا من إخواننا﴿لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾.
واستعرض أمين عام الإخوان تاريخ الجماعة مع أنظمة الحكم السابقة في مصر، مشيرا إلي تعرض الإخوان في السجون سنة 1954 وسنة 1965 لتعذيب وحشي، ذهب بحياة عدد منهم، وبعد خروجهم من السجون كان معذبوهم يسيرون أمامهم في الشوارع والطرقات ولم يتعرضوا لهم بقول أو فعل يسوؤهم، ولعل صفحات التاريخ تذكر الكلمة التي كانت دائماً على لسان المرشد العام الثالث للجماعة الأستاذ عمر التلمساني رحمه الله حين كان يذكر الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر - الذي نعلم أنه قد سجن وعذب في عهده - كان دائماً يتبع اسمه بطلب الرحمة له.
وكذلك المرشد العام الخامس الأستاذ مصطفى مشهور رحمه الله والذي حاول بعض إخوانه أن يطلبوا منه أن يتقدم بدعوى تعويض على ما أصابه من تعذيب وسجن لسنوات طوال إلا أنه كان يرفض ويؤكد أننا ما تحملنا ذلك إلا احتسابا لله ولا نريد أجرا أو تعويضا إلا منه وحده .. وكان هذا دأب المئات من الإخوان كذلك.
أما فيما يتعلق بفترة حكم الرئيس محمد مرسي، فاستشهد بالحملات الإعلامية الظالمة التي شنت على الرئيس الأسير الدكتور محمد مرسي وهو في موقع السلطة وطالت شخصه وأسرته افتراء وكذبا وتدليسا وتحملها صابرا محتسبا ، ولسان حاله يستلهم الأدب القرآني " رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " .
وتابع: ومؤخرا وقد قتل آلاف من المصريين، وفي القلب منهم الإخوان المسلمون، في مذابح رابعة والنهضة وغيرهما، فلم يرفع أحد منهم سلاحا في وجه قاتليهم، واعتقل آلاف من قادتهم واعتدي عليهم بكل أنواع العدوان، فلم يستخدم أحد منهم عنفاً ليدافع عن نفسه.

وانتقدت البيان الحملات الإعلامية الظالمة، حينما تعوزها دلائل وحقائق الواقع، استدعاء أحداث من الماضي ، شهد بعدم صحتها وصحة دلالاتها وزيف وافتراء نسبتها للجماعة، المخالف قبل المؤيد، والمتحامل قبل المنصف .. فضلا عن شهادات من هم في السلطة في ذلك الوقت ومواقف الجماعة في حينها سواء في فترة الأربعينات أو الخمسينات...
وحينما خرج بعض من أعضاء الجماعة، حينما ضاقت عليهم الأرض بما رحبت نتيجة حملات الإيذاء والاضطهاد والتعذيب في الخمسينات والستينات وساحوا في أرض الله الواسعة ، كانوا ومازالوا نماذج للإخلاص والاجتهاد في الإعمار وبناء نهضة تلك الدول في مختلف المجالات، دون تدخل في شؤونها الداخلية، وهو ما يزال عليه الإخوان إلى الآن، وسيبقون عليه.
واستشهد البيان بشهادة الرئيس السابق حسني مبارك، والذي برأ الجماعة من ممارسة العنف أو حمل السلاح بالقول: حينما تعرضت الجماعة لحملات اعتقال كبيرة في عهد الرئيس حسني مبارك طالت حوالي خمسين ألفا منهم، وحوكم بعضهم محاكمات عسكرية، وتعرض بعضهم لتعذيب وقتل ومصادرة أموال، ولم ينجروا إلى عنف، ولم يحرزوا قطعة سلاح واحدة، وإنما ظلوا على سلميتهم.
بل وشهد الرئيس السابق حسني مبارك نفسه بذلك ..
فقد صرح الرئيس محمد حسنى مبارك لجريدة " لوموند " الفرنسية أثناء زيارة له لفرنسا سنه 1993 ، بتصريح نشرته الصحف المصرية وفى مقدمتها جريدة الأهرام بتاريخ 1 / 11 / 1993 قال فيه :
" إن هناك حركة إسلامية فى مصر تفضل النضال السياسى على العنف ، وقد دخلت هذه الحركة بعض المؤسسات الاجتماعية واستطاعوا النجاح فى انتخابات النقابات المهنية مثل الأطباء والمهندسين والمحامين " .
واستشهد البيان أيضا بشهادة وزير الداخلية المصرى الأسبق اللواء حسن الألفي، الذي أكد انقطاع أى صلة للإخوان بالعنف والإرهاب، فى مؤتمره الصحفى الذى عقده، ونشرت وقائعه بتاريخ 14 من أبريل سنة 1994، حينما سٌئل عن علاقة الإخوان بتنظيم الجهاد أو الجماعة الإسلامية - وهما المنظمتان اللتان يتهمهما النظام باستخدام العنف آنذاك- فكان رده :
" الإخوان جماعة لا يرتكب أفرادها أعمال عنف ، بعكس تلك التنظيمات الارهابية "جريدة الجمهورية ، وجريدة الاهرام ، عدد 14 / 4 / 1994 م .
وذكر البيان شهادة خبراء الأمم المتحدة والمختصين فى هذا المجال وعلى رأسهم خبير الإرهاب الدولي المصرى بالأمم المتحدة اللواء أحمد جلال عز الدين - والذى قام الرئيس مبارك بتعيينه عضوا بالبرلمان عام 1995 ضمن العشرة الذين يحق لرئيس الجمهورية تعيينهم - حيث صرح فى مقابلة موسعة له عن " الإرهاب والتطرف " مع جريدة " الأنباء " الكويتية :
" أن الإخوان المسلمون حركة دينية سياسية ليس لها صلة بالإرهاب والتطرف " ، " وأن الاخوان فى نظر عدد كبير من تنظيمات العنف يعتبرونهم متخاذلين وموالين للسلطة ومتصالحين معها ... "
العدد 6560 من جريدة الأنباء الكويتية الصادر فى13/8/1994
وفيما يتعلق بموقف الإخوان من أعمال العنف التي شهدتها البلاد فى التسعينيات فأكد البيان على أن الإخوان أدانوا ذلك بمنتهى الصراحة والوضوح، مشيرا إلي نشر كل الصحف فى مصر الحكومية والحزبية إلي هذا البيان فى عام 1995م ، والذى جاء فيه :
" لقد أعلن الإخوان المسلمون عشرات المرات خلال السنوات الماضية أنهم يخوضون الحياة السياسية ملتزمين بالوسائل الشرعية والأساليب السلمية وحدها ، مسلحين بالكلمة الحرة الصادقة ، والبذل السخى في جميع ميادين العمل الاجتماعى ... مؤمنين بأن ضمير الأمة ووعى أبنائها هما فى نهاية الأمر الحكم العادل بين التيارات الفكرية والسياسية التى تتنافس تنافسا شريفا فى ظل الدستور والقانون ، وهم لذلك يجددون الإعلان عن رفضهم لأساليب العنف والقسر لجميع صور العمل الانقلابى الذى يمزق وحدة الأمة ، والذى قد يتيح لأصحابه فرصة القفز على الحقائق السياسية والمجتمعية ، ولكنه لا يتيح لهم أبداً فرصة التوافق مع الإرادة الحرة لجماهير الأمة ... كما أنه يمثل شرخا هائلا فى جدار الاستقرار السياسى ، وانقضاضا غير مقبول على الشرعية الحقيقية فى المجتمع .
وإذا كان جو الكبت والقلق والاضطراب الذى يسيطر على الأمة قد ورط فريقا من أبنائها فى ممارسة إرهابية روعت الأبرياء وهزت أمن البلاد ، وهددت مسيرتها الاقتصادية والسلمية ، فإن الاخوان المسلمين يعلنون - فى غير تردد ولا مداراة - أنهم برءاء من شتى أشكال ومصادر العنف ، مستنكرون لشتى أشكال ومصادر الإرهاب ، وأن الذين يسفكون الدم الحرام أو يعينون على سفكه شركاء فى الإثم ، واقعون فى المعصية ، وأنهم مطالبون فى غير حزم وبغير إبطاء أن يفيئوا إلى الحق ، فإن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده ، وليذكروا - وهم فى غمرة ماهم فيه - وصية الرسول صلى الله عليه وسلم فى حجة وداعه " أيها الناس إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم إلى يوم القيامة كحرمة يومكم هذا فى عامكم هذا فى بلدكم هذا " .
أما الذين يخلطون الأوراق عامدين ، ويتهمون الإخوان ظالمين ، بالمشاركة فى هذا العنف والتورط فى ذلك الإرهاب ، متعللين فى ذلك ، بإصرار الإخوان على مطالبة الحكومة بألا تقابل العنف بالعنف ، وأن تلتزم بأحكام القانون والقضاء ، وأن تستوعب دراستها ومعالجتها لظاهرة العنف جميع الأسباب والملابسات ولا تكتفى بالمواجهة الأمنية - فإن إدعاءاتهم مردودة عليهم بسجل الإخوان الناصع كرابعة النهار على امتداد سنين طويلة شارك الإخوان خلال بعضها فى المجالس النيابية والانتخابات التشريعية ، واستُبعدوا خلال بعضها الآخر عن تلك المشاركة ، ولكنهم ظلوا على الدوام ملتزمين بأحكام الدستور والقانون ، حريصين على أن تظل الكلمة الحرة الصادقة سلاحهم الذى لا سلاح غيره ، يجاهدون به فى سبيل الله ( لا يخافون لومة لائم ) .
والأمر فى ذلك كله ليس أمر سياسة أو مناورة ، ولكنه أمر دين وعقيدة ، يلقى الإخوان المسلمون عليهما ربهم ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ).
كما نفي البيان التصاق التهم للإخوان بأنهم جماعة تكفيرية تكفر الآخر، بالقول: تستمر الحملة الظالمة في الزيف والافتراء فيتحدث بعض السائرين فيها عن اتهام الإخوان بتكفير الآخر بدون أي دليل أو برهان أو أن يكلف نفسه بالعودة إلى حقائق التاريخ القريبة والبعيدة. إن الإمام المؤسس رحمه الله وضع أركانا عشرة للبيعة أولها ركن الفهم ووضع له أصولا عشرين منها " ولا نكفر مسلما أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما وأدى الفرائض برأي أو بمعصية إلا إن أقر بكلمة الكفر، أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة، أو كذب صريح القرآن، أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال، أو عمل عملا لا يحتمل تأويلا غير الكفر".
واختتم البيان: طوال أكثر من 86 عاما هي عمر دعوة الإخوان لم يتهم أحدا الإخوان بالتكفير أو يأتي بواقعة تدل على ذلك .. بل حين لجأ البعض لطرح الفكرة بعد التعذيب والايذاء الشديد الذين لاقوه في السجون تصدى لها المرشد العام الثاني للجماعة الأستاذ حسن الهضيبي رحمه الله وأصدر معلما في فكر الجماعة والدعوة إلى الله بعنوان " دعاة لا قضاة " ، وخير هؤلاء الأفراد إما بالالتزام بمنهج الإخوان أو ترك الجماعة وظل الإخوان وسيبقون باذن الله على هذا المنهج لا ينحرفون عنه ولا يبدلون.

وأخيرا، إن من القواعد الأساسية التي قام ويقوم عليها عمل الجماعة ويحكم طريقها منذ بداية تأسيسها وحتى اليوم وإلى ما شاء الله أن هناك مبادئ محددة وثوابت حاكمة ومفاهيم واضحة يقوم عليها فهم ونشاط الجماعة، وهي ليست رأياً فردياً وإنما هو منهاج الجماعة فمن ابتعد عنه فقد اختط لنفسه طريقا غير طريق الإخوان المسلمين .
ولعل هذا توضيحاً وإعذاراً إلى الله لأولي الألباب " ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين".
شاهد الصور:


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.