دان باتير: كنا خائفون من الزيارة ووردت أنباء بتجمعات للجيش المصري واستهداف لطائراتنا نائب بيجين طالب باستدعاء جزئي للاحتياطي وعُقدت جلسه قرر فيها رئيس الوزراء السماح بالزيارة
"بالرغم من كل الصعوبات معاهدة السلام مع مصر أثبتت وجودها وبشكل استثنائي"، كانت هذه إحدى تصريحات دان باتير، المستشار الإعلامي لرئيسي الوزراء السابقين إسحاق رابين ومناحيم بيجن، والتي جاءت في مقابلة خاصة مع صحيفة "ذا بوست" العبرية. وبحسب الصحيفة، فإن باتير كان كاتم أسرار رابين وبيجن، وبمناسبة الذكرى ال35 لتوقيع معاهدة كامب ديفيد للسلام مع القاهرة تم منحه جائزة "القلم الذهبي" في المتحف الإسرائيلي للكاريكاتير والاحتفال به، نظرًا لمشاركته ودوره في تلك المعاهدة. وقال باتير، إنه سأل الرئيس المصري الراحل أنور السادات متى طرأ على باله فكرة زيارة إسرائيل (في إشارة إلى زيارته التاريخية للقدس في عام 1977)، وأجابه بأن هذا حدث حلال رحلة جوية قام بها من بوخارست إلى طهران لزيارة شاه إيران، وعندما حلقت الطائرة في سماء تركيا، وبالتحديد فوق جبل "آرارات"، طرأت الفكرة في ذهنه، فكرة زيارة القدس". وأضاف أنه كانت "هناك أنباء خلال زيارة السادات بأن هناك تجمعات للجيش المصري وأن مصر ستضرب طائراتنا، ولهذا اقترح يجآل يادين نائب رئيس الحكومة حينئذ استدعاء جزئي للاحتياطي، وتطور الأمر إلى عقد الحكومة جلسة طائرة قرر فيها رئيس الوزراء آنذاك مناحيم بيجن ألا يتم استدعاء الاحتياطي، وأن الزيارة ستتم، وبعدها بأيام أعلن المصريون أنهم بالفعل حركوا قواتهم بعد أن رأوا تجمعات ومناورات في الجانب الإسرائيلي". وأشار إلى أنه حتى هبوط السادات من الطائرة كانت هناك تخوفات بأنه ستخرج من الطائرة فرقة من الانتحاريين والتي ستغتال كل النخبة الإسرائيلية، لافتًا إلى أنه "قبل أسبوعين من توقيع كامب ديفيد ( مارس 1979) كان هناك ضغوط أمريكية على إسرائيل حيث زار الرئيس جيمي كارتر إسرائيل وطالب بتوقيع اتفاق فوري، وتقدم بمطالب لم يتقدم بها المصريون أنفسهم وعلى رأسها وضع ضباط اتصال مصريين في قطاع غزة كما اتهم الإسرائيليين بإفشال جهود السلام". وعن إمكانية تعديل اتفاقية السلام مع مصر، قال باتير إن "كامب ديفيد مستمرة بنجاح منذ 35 عاما ولم تنتهك فعليًا لهذا لا يمكن تعديلها، لكن في نفس الوقت لم يكن أحد يتوقع ما يحدث في شبه جزيرة سيناء، وبالرغم من أنه كان لزاما علينا السماح للجيش المصري بالعمل هناك، إلا أن تل أبيب والقاهرة تنتهكان المعاهدة بتلك الطريقة". وذكر أن "المعاهدة أثبتت وجودها رغم كل الصعوبات، وبشكل استثنائي في أحلك الظروف، كنت من بين المعتقدين بأن الدولتين لن يكون بينهما سلام كذلك الموجود بين الولاياتالمتحدة وكندا، منذ البداية كان واضحًا أن الكثيرين في مصر ليسوا دعاة سلام كالرئيس السادات، لكن من توقيع المعاهدة وعدم دخول الجانبين في حرب تم إنقاذ الكثير من الأرواح".