لابد أن نسير فى طريقين على التوازى أولا استكمال هدم الفساد ثانيا بناء الامجاد, مما يتطلب بالضروره التوافق على الانتماء الحضارى العام للمصريين ولان هذا التوافق مازال غير محققا على الاقل بين النخب والقوى الاعلاميه والماليه من ناحيه وبين الشعب من ناحية اخرى,فلقد تم وبكل قوه استدعاء الدين عندما بدأنا أولى خطوات البناء باستفتاء التعديلات الدستوريه .. نتيجه حتميه وستتكرر. -الاستفتاء شهد اقبالا كبيرا,14 مليون قالوا "نعم" و 4 مليون قالوا "لا" ولما كان الذين قاموا بالثوره حوالى 10مليون,يعنى أكثرية من قاموا بالثوره(وليس رموز الشباب) قالوا "نعم" عكس ما تم ترويجه اعلاميا. -نتيجة الاستفتاء "نعم" حاسمه لمصلحة اختيار الانتماء العام وفقا للمرجعيه الحضاريه الاسلاميه كأساس للدستور الكامل المنتظر وباستمرار الماده الثانيه من الدستور كما هى الان مؤكده لهذه المرجعيه,, ودون تفاصيل اختيار "نعم" يعنى اجراء انتخابات برلمانيه حره لانتاج برلمان شعبى أولا ثم البرلمان هو الذى يقوم بكل الترتيبات المهيمنه و اللازمه لاصدار الدستور الجديد... يعنى الاراده الشعبيه هى التى تؤسس للدستور الجديد وهو المطلوب بالضبط ... أما اختيار "لا" يعنى قيام المجلس العسكرى بالتعاون مع النخب والقوى الماليه والاعلاميه(معظمهم علمانيون ويساريون,بالاضافه لتأثير القوى الغربيه والامريكيه التى تدعم اسرائيل) هؤلاء هم الذين سيتولون الترتيبات المهيمنه واللازمه لاصدار الدستور الجديد ... وهو عكس المطلوب بالضبط. -كل النخب والقوى المذكوره بالاضافه للصحف القوميه برموزها الذين يمثلون النظام البائد, كانوا منحازين لاختيار "لا" بعيدا عن الشفافيه والمهنيه, الاستفتاء كان نزيها تماما لكنهم يصرون على أن النتيجه خطيره جدا لانها تمت باستدعاء الدين,يعنى هم يستدعون المال والاعلام والغرب والفتن والتضليل,يستدعون كل شئ الا الشعب,ونلاحظ هجومهم القاسى الحالى ضد التيار الشعبى الاسلامى. -انهم يريدون الديمقراطيه بشرط أن تكون النتائج كما يريدون وليس كما يريد الشعب,أى أنهم يتهمون الشعب بأنه لايفهم,يريدون شعبا يختار الفكر والاتجاه الذى تريده النخب,شعبا يعبر عن النخب,عكس المنطق والفطره... مما يعنى أن: " العلمانيه ضد الديمقراطيه " و "معظم النخب ضد الشعب " -العجيب أن هذا الامرالشاذ ليس عجيبا لانه لابد أن يحدث عند المواجهه بين العلمانيه ورمزها وبين الاسلام والمسلمين بشرط وجود مناخ الحريه,حدث ذلك مع أزمات مأذن المساجد بسويسرا وحجاب المرأه بفرنسا وحرق القرأن بأمريكا وبدأ يحدث بقوه فى مصر بعد تحقيق قدر من الحريات وظهور الاراده الشعبيه الحقيقيه -عند أى خطوه من خطوات بناء النظام السياسى الجديد,اذا شعر الشعب بأدنى محاوله للمساس بالمرجعيه الحضاريه التى تمثل الانتماء العام للمصريين,سيتم بكل قوه استدعاء الدين وتأثيرالمساجد والدعاة ورموز الاسلام,الشعب لا يمتلك الا ذلك والعلمانيون يمتلكون الاعلام والمال والنفوذ والعلاقات,هذا الاستدعاء ليس فقط ضروره منطقيه وحتميه فطريه بل أيضا واجب وشرف,المسافه كبيره بين الاسلام والعلمانيه ونتيجه للتغريب الثقافى نجد انها كبيره ايضا بين معظم النخب والشعب ولذلك لابد من تأسيس اعلام حضارى وطنى يستند لمرجعية الشعب,أقول ذلك لاثمن قيام صحيفة "المصريون" بالترتيبات اللازمه لاصدار قناه فضائيه, - على الجميع خصوصا المجلس العسكرى ونائب رئيس الوزراء ووزير الثقافه والنخب ورجال المال والاعلام أن يحاولوا أن يفقهوا أن وظيفتهم,فى مناخ الحريه, هى التعبير عن الشعب والانصياع لارادته وليس العكس. د.حسن الحيوان رئيس جمعية المقطم للثقافه والحوار [email protected]