شهدت مصر أمس كسوفاً كلياً للشمس استمر لثلاث دقائق و 58 ثانية ، أظلمت فيها منطقة السلوم إظلاما تاما وكان الظلام جزئيا في باقي المحافظات. وقد شهد الرئيس مبارك وأكثر من 10 آلاف سائح من بلدان مختلفة والسفير الأمريكي لحظة الكسوف الكلي للشمس في منطقة السلوم والذي بدأ الساعة الثانية عشر و 38 دقيقة ، كما حضره وزير السياحة . كما شاهدت معظم محافظات مصر القريبة من السلوم خاصة الإسكندرية والبحيرة كسوفا كليا للشمس ، في حين شاهدت القاهرة والمحافظات الأخرى بالإضافة لدول عربية أخرى الكسوف بشكل جزئ. وقد تجمع أكثر من 250 من علماء الفلك المصريين والأجانب لتسجيل الكسوف وإجراء بعض التجارب على الإشعاعات الشمسية الناتجة عن الكسوف. والكسوف الكلي كما يقول خبراء الفلك ظاهرة قليلة الحدوث خلال كل قرن وتعني أن يأتي القمر بين الشمس والأرض مما يعني حجب أشعة الشمس بالكامل من الوصول للأرض لعدة دقائق الأمر الذي يؤدي لإظلام السماء ورؤية بعض النجوم في السماء. وحسب ما صرح به الدكتور مسلم شلتوت أستاذ بحوث الشمس والفضاء ونائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك بمصر أن مصر لم تشهد في القرن العشرين إلا كسوفا كليا وأحدا للشمس في عام 1905 قادما من أسبانيا مارا بشمال أفريقا قاطعا الصحراء الغربية ووادي النيل والصحراء الشرقية ثم عابرا البحر الأحمر إلى شبه الجزيرة العربية. وحتى إعداد هذا التقرير لم تسجل مستشفيات مطروح أو الإسكندرية إصابات من جراء النظر إلى السماء لحظة كسوف الشمس ، حيث أن النظر على قرص الشمس لحظة الكسوف الكلي يعرض الإنسان للعمى بسبب الأشعة الصادرة من الشمس في تلك اللحظة تسبب حدوث تغييرات في تركيبات العدسة البلورية للعين مما يصبها بالمياه البيضاء وفي معظم الأحيان تصاب بفقد كامل للأبصار. وكانت السلطات الصحية في محافظات مطروح والإسكندرية قد نصحت بعدم النظر للسماء لحظة الكسوف إلا من خلال مرشحات ضوئية ( نظارات خاصة ) تقي العين من الأشعة الفوق بنفسجية وتحت الحمراء وهي أنواع من الإشعاعات الغير مرئية وتكون كثيفة عند كسوف الشمس.