أكد رئيس الوزراء الفرنسي جون مارك ايرولت مساء /الاربعاء/ في تولوز عزم الحكومة على محاربة "وبلا كلل" العنصرية والأعمال المعادية للسامية. جاء ذلك فى الكلمة التى ألقاها رئيس الحكومة الفرنسية مساء اليوم بمدينة تولوز بمناسبة الذكرى الثانية للضحايا السبع الذين قتلهم الجهادى محمد مراح فى مارس من عام 2012، وهم ثلاثة جنود بالإضافة إلى ثلاثة أطفال يهود ومعلمهم. وأضاف أيرولت – أمام التجمع الذى نظمه المجلس التمثيلى للمؤسسات اليهودية بفرنسا "كريف" - أن هذه الجرائم لا تزال عالقة بالذاكرة لانها استهدفت "الجمهورية"، وعلى الجمهورية أيضا أن تعمل بلا هوادة لمحاربة العنصرية ومعاداة السامية ..معربا عن تضامنه مع عائلات الضحايا. وأوضح رئيس الوزراء الفرنسي أن السنوات الأخيرة شهدت تصاعدا في وتيرة "الأعمال المعادية للسامية والعنصرية في بلادنا"..معبرا عن انزعاجه إزاء ما أطلق عليه "الكراهية اليومية التى باتت شائعة". وأشار فى هذا الصدد إلى الشعارات (المعادية للسامية) التى تم ترديدها خلال مظاهرات يوم الغضب فى السادس والعشرين من يناير الماضى بباريس، وكذا والعروض الاستعراضية التى يقدمها الساخر ديودونيه والتى حظرتها السلطات. وقال أن الحكومة كانت محقة فى حظر هذه العروض ، كما كان هو الحال في كل مرة يتخذ فيها إجراءات ضد الأفعال العنصرية والمعادية للسامية أو تلك المعادية للأجانب. وشدد رئيس الوزراء الفرنسى على أن مسؤولية حكومة تكمن فى التذكير بأن "العنصرية ومعاداة السامية ليست آراء، ولكنها جريمة وأن الضالعين فيها لا مكان لهم في وسائل الإعلام أو في الأماكن العامة ولكن أمام المحاكم". وأوضح أيرولت أن هذا الاصرار من جانب الحكومة ينطبق أيضا على مكافحة الإرهاب..معربا عن قلقه إزاء ظهور ما وصفه بانه " أقلية متطرفة مستعدة للمشاركة في القتال أو أعمال إرهابية في الخارج، وربما غدا في التراب الوطني". وفى باريس..دعا وزير الداخلية الفرنسى مانويل فالس إلى "التفكير" و"مقاومة" ظاهرة معاداة السامية وذلك خلال تجمع حاشد في باريس بمناسبة الذكرى الثانية على مقتل ضحايا الشا الجهادى محمد مراح بتولوز. وقال فالس – أمام مئات الأضخاص الذين تجمعوا بساحة تروكاديرو المقابلة لبرج إيفل بدعوة من "كريف" – إلى أن تفادى تكرار المآساة مرة أخرى يتطلب "وضوح كبير". وأعتبر وزير الداخلية الفرنسى أن الأعمال المعادية للسامية آخذة في الارتفاع في السنوات الأخيرة فى فرنسا، وانها تأتى من قبل "اليمين المتطرف الفرنسي"، ولكن "أيضا تتغذي على ظاهرة "معاداة الصهيونية".