جلس أمام نافذة الهواء، فرأى عامل النظافة يبتسم ل ابنه الذي يجلس على كرسي متحرك وبجواره بائع "الخبز" يلملم خبزه من أمام الفرن لكي يضعه أمام المارة.. يتذكر موقف صديقه ويبكي، هل كان يمزح عندما أراد أن يذكرني بالماضي؟ لا إنه أراد أن يحطمني! جميعهم يريدون تحطيم ما بداخلي كي لا أشعر بالتفاؤل الكامن داخلي.. ولكنني سأحطم خطتهم وأبتسم. في الماضي كان الجميع يرى الأحلام "مستحيلة" وأن هذا الشخص الذي يظن أن أحلامه "سهله" ولكنها تحتاج إلى بعض من "الصبر" و "الثقة بالله" ما هو إلا شخصٌ يعيش في عالم أخر.. الأن يرى بعضهم أن الشخص المتفائل ما هو إلا شخصٌ عديم الإحساس، هل التفاؤل خطيئة لا سمح الله؟
عامل النظافة بداخله "قلب" يؤمن ب الله، نفسٌ طيية نقية، ثقة بأن القادم أجمل حتى لو ظلّ عاملاً ينظف الشوارع لكي يراها هؤلاء الناس أجمل ما يكون.. لا يهمه رأي فلان ولا رأي أي حد، الله يسكن بداخله وهذا ما يطمئنه ويجعله سعيداً
بائع الخبز ليس شخصاً يصنع الخبز فقط ولكنه يصنع مذاقاً طيباً داخل قلوب الجميع، لا يشعر بالقلق ولا يظن أن مهمته تكمن في صناعة الخبز.. مهمته في غرس النقاء والطيبة داخل كل نفس تقابله، يعمل منذ زمنٍ بعيد في هذه الصنعه وقد تكون جزءاً من حياته، يستيقظ من نومه كي يذهب باكراً إلى مكان عمله، ينظف مكانه جيداً -تعوّد على النظافة وخصوصاً في هذا المكان لكي ينشر بداخل المشتري نظرية "الخبز النظيف من المكان النظيف"- يبدأ في عمله ويصنع الخبز الطازج الذي يسعده أولاً قبل أن يلفت إنتباه هؤلاء الناس .
ما الذي يستطيع حجب إبتسامتك وإبعادها عنك؟ هل فشلت في الماضي؟ ربما فقدت حبيب؟ من الممكن أن تكون فشلت في قصة حُب؟ الوقوف أمام الأخطاء طويلاً يجلب التعاسة نحو قلوبنا كثيراً.. نخجل أن نفيق و ربما لا نعرف كيف نفيق، الفشل ليس مبرراً.. الفشل خُلق كي يسعادنا على النجاح، نفشل لنستعيد ما خسرناه ونطبق أساسيات خطة المرحلة القادمة بجدية، نفشل لنهضم ما خسرناه ونبدأ في تذوق السعادة من جديد.. الفشل حينما يكون مبرراً فكل الناجحين لا يستحقون النجاح لأنهم بالفعل لم ينجحوا من فراغ ولم يصلوا إلى هذه المرحلة دون جهد وتضحية وفشل
دعني أوضح لك أمراً.. لن تستطيع فعل الشيء الذي تريده إلا إذا كنت قادراً فعلاً على إختبارات الحياة التي تقف أحياناً كثيرة أمام هذا الشيء الذي تسعى من أجله، لا تلوم الماضي على ضرباته القاسية ولكن إجعل من الماضي طريقاً مستقيماً تمشي فيه كي تحقق الأحلام التي تنتظرك، لا تجعل اليأس سبيلاً ل آلام القلب الذي بداخلك.. القلب يحتاج ل الراحة والسعادة، كن حذراً فجميع من حولك لا يهمهم نجاحك بقدر ما يهمهم فشلك فهم يجدون سعادتهم في حزنك، لا تبكي أمام المرآة وتقول "ربما كنتُ خاطئاً، ربما كان هؤلاء صادقون" أنتَ من يصنع السعادة وأنتَ أيضاً من يصنع النجاح فقط عليك الصبر وعدم التسرع والثقة بالنفس وقبل هذا كله عليك الثقة بالله.