صدمنى حكم محكمة استئناف القاهرة الصادر بالامس برفض الطلب المقدم من الدكتور عصام العريان برد رئيس المحكمة والعضو اليسار ( المستشار احمد ابو الفتوح ) فى قضية الاتحادية بدعوى " أن طلب رد المحكمة جاء بعد ان استمرت فى نظر القضية على مدى 7 جلسات أبدت خلالها هيئة الدفاع عن المتهمين طلباتها ودفوعها المتعددة .. وبعد أن قطعت المحكمة شوطا فى إجراءات القضية خلال تلك الجلسات " وقد جاء بأسباب طلب الرد أن عضو يسار الدائرة ( المستشار أحمد أبو الفتوح ) قد ظهر فى احدى البرامج التلفزيونية وعبر خلالها عن ارائه ووجهات نظره الشخصية فى الاحداث تجعل هيئة الدفاع غير مطمئنة إلى حياده واستقلاله حيث أن مناط صلاحية القاضى للفصل فى دعوى معروضة عليه تتمثل فى الحيدة وعدم انعقاد عقيدته على رأى مسبق فى الدعوى يؤثر على مركز الخصوم فيه .
ولما كنت ضيفا مع المستشار احمد ابو الفتوح فى نفس البرنامج المشار اليه فى طلب الرد ( دفتر أحوال مصر ) المذاع على القناة الثانية بالتلفزيون المصري .. ولما كنت شاهدا ومستمعا لكل الآراء ووجهات النظر التى ابداها سيادة المستشار احمد ابو الفتوح واعلن عنها فى البرنامج بكل قوة وصراحة وبلا مداهنة او مواربة والتى اعترضت عليها جميعا فى مناظرة ساخنة للغاية .
لذا فإنني أخاطب فى سيادة المستشار / احمد ابو الفتوح ضمير القاضي وحيدته وعدله ونزاهته وشهامته بل ورجولته .. أخاطبه بعيدا عن الثغرات التى استغلتها او المسوغات القانونية التى استندت اليها محكمة استئناف القاهرة فى رفضها لطلب الرد .. أخاطبه بغض النظر عن عقيدته وقناعاته فى الدعوى المنظورة أمامه او آرائه فى مراكز الخصوم فى تلك الدعوى .. أخاطبه بغض النظر عن المستشار ( او حتى الدائرة ) التى ستتولى نظر الدعوى بعد تنحيه او تنحيها عن نظر الدعوى او لن تكون اقل خصومة او عداوة للمحالين أمامها من هذه الدائرة .
أخاطب واناشد واستصرخ المستشار / ابو الفتوح بضرورة التنحى عن نظر دعوى" الاتحادية " احتراما للعدالة وانتصارا للرجولة والشهامة إذ كيف يقبل قاض او يسمح لنفسه ان يصدر حكما على رئيس دولة لم يعترف هو منذ البداية بشرعيته او بشرعية دستور 2012 بل وهاجم خلال البرنامج المذاع سياساته وقراراته بل تطاول على الحزب الذى ينتمى اليها ذلك الرئيس والذين يحاكمون أمامه فى هذه الدعوى .. كيف يقبل قاض على نفسه ان يكون حكما وخصما فى ذات الوقت او ان يرضى على نفسه ان يحكم على خصومه " السياسيين " وهم له كارهون متيقنون من ظلمه لهم وحيفه عليهم .
واخيرا .. فاننى اسطر هذه الرسالة للمستشار / احمد ابو الفتوح وأنا أدرك جيدا ان الكثير من المصريين اليوم اصبحوا لا يطمئنون بشكل عام لسير العدالة فى مصر وانهم مؤمنون بان ثمة خللا أصاب السلطة القضائية وأنها لم تعد تتمتع بالحيدة الواجبة ولكنني على الرغم من تلك الاتهامات فأنني انتصر فى طلبي من المستشار ابو الفتوح بضرورة التنحي عن نظر الدعوى لروح العدالة وقيم الشهامة والمروءة والرجولة .. فهل سيستخدم سيادة المستشار حقه القانوني فى التنحى عن نظر الدعوى انتصارا للعدالة والمروءة بغض النظر عن حكم محكمة الاستئناف ام سيواصل نظر الدعوى رغم عدم اطمئنان الخصوم لإجراءات محاكمتهم أمامه !!!