نفى الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس "الدعوة السلفية"، ادعاء الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، بأن شيوخ "الدعوة" يقولون بتكفير الأزهر، قائلاً إن "هذا الكلام لا يصدر إلا ممن هو في غيبوبة شديدة"، مشددًا على أن "الدعوة السلفية" بإجماع شيوخها لا تكفر الأزهر، أو الأشاعرة الذين اعتبرهم الأقرب إلى السلفيين. وفي رده على اتهامات كريمة ل "الدعوة السلفية"، وتحديه لها بإعلان عدم تكفيرها للأزهر، قال برهامي، إن "الدعوة السلفية باتفاق وإجماع شيوخها وأبنائها العاملين لا يكفِّرون "الأزهر"، ولا "الأشاعرة" وهو الذي أظنه قد توهمه د."كريمة"، ومِن أجله ادعى أننا نكفر الأزهر، فالأشاعرة -رغم الخلاف معهم في مسائل- هم أقرب المذاهب إلى طريقة السلف، وهم مِن أهل القبلة بلا نزاع عندنا"، وفق قوله. وجاءت اتهامات كريمة للسلفيين بتكفير الأزهر في إطار السجال حول كون "الأشاعرة هم "أهل السنة" كما يدرس في مناهج الأزهر، أم السلفيين الذين يصفون أنفسهم بأنهم "أهل السنة"، فيما صرح الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية سابقًا، بأن "السلف ليس مذهبًا"، وأن "شيخ الإسلام" بن تيمية ليس "سلفيًا" بل هو "أشعري"، وهو مذهب "أهل السنة والجماعة"، على حد قوله. وقال برهامي إن الإمام أبوالحسن الأشعري، كان في آخر حياته على منهج السلف، مضيفًا: "الإمام "أبو الحسن الأشعري" نفسه فنحن على ما هو عليه في آخر كتبه، وخصوصًا كتابيه: "الإبانة عن أصول الديانة"، و"مقالات الإسلاميين"؛ فقد نصر فيهما طريقة السلف نصرًا مبينًا، وصرَّح بانتسابه إلى طريقتهم في الأسماء والصفات، وغيرها". وأضاف: "معلوم أن "أبا الحسن" قد بدأ طريقه في الاعتزال، ثم فارق المعتزلة وأسس مذهبه المنسوب إليه، ثم صار في آخر أمره إلى طريقة السلف، وعلى أي حال فنحن لا نكفِّر الأشاعرة الذين لا يأخذون بما سطره "الأشعري" في آخر كتبه، ولكننا نختلف معهم". وتابع: "ليس كل شيوخ الأزهر يخالف طريقة السلف، بل منهم مَن ينصرها ويقررها ويدرسها، وشيوخ "الدعوة السلفية" منهم أزهريون، وهذا أوضح دليل على أنهم "لا يكفرون الأزهر" كما يزعم صاحب الزعم الكاذب الذي يريد الفتنة والانقسام؛ ليحقق اتهام السلفيين عمومًا بالتطرف والإرهاب ظلمًا وعدوانًا، وزورًا وبهتانًا، وهم مع الأزهر والأوقاف والجمعيات الإسلامية المعتدلة "حائط الصد" أمام فكر التكفير والعنف ضد المجتمع والدولة". وختم برهامي متسائلاً: "فهل يريد هذا المدعي بالباطل "هدم حائط الصد" هذا وتحطيمه لكي يتمكن الأعداء من تمزيق المجتمع وتقسيمه، وإيقاع العداوة بين أبناء الأمة الواحدة؟! فليتقِ الله وليتثبت فيما يقول، وليصدق فيما يقوله بعد تثبته".