بعد 7 أشهر على المحرقة: لم يتم الحكم على الجناة.. والقضية مقيدة كجنحة ضد "مجهولين".. المهندس ومدرب التنمية البشرية مطاردان بلعنة "رابعة".. "والفنان" الذى لم يكمل "فكرته".. وأبو البنات يترك أطفاله لوالده المسن
تتغير الحكومات وتتبدل الوجوه ويظل المنطق في إدارتها ثابتًا عاصيًا على التغيير، هو موروثها السياسي يمكن أن تقول أو اعتياد شعبها على المراوغة وعدم المصارحة من قبل المسئولين. تحدث الكارثة تلو الأخرى لتتسابق الوعود الرسمية بالكشف عن المسئول، وتتشكل لجان تقصى الحقائق، وتعمل المنظمات الحقوقية لتتناقل وسائل الإعلام نتائجها وقصص المتضررين، إلى أن يمر الوقت ويتغير المسئول دون تنفيذ وعوده، ويأتي خليفته ليعيد على مسامعنا تلك التعهدات التي كنا قد نسيناها أو تناسيناها. ويكرر مجددًا نفس منطق سلفه: "أكنس تراب أزمتك تحت السجادة، لتظل الواجهة نظيفة"، ولكن إلى أى مدى تظل هذه السجادة تخفى كل هذه الروتينية والمراوغة فى التعامل مع الأزمات؟؟!! هي واحدة من أولى الحوادث الغامضة التي لم يعلن عن حقيقتها أو تفاصيل وقائعها حتى الآن، رغم مرور سبعة شهور، تتناقض الروايات بين الرسمية والغير رسمية ويظل الموقف غامضًا لم يحل، ففي يوم 18 أغسطس من العام الماضى وبعد أربعة أيام من فض اعتصامي ميدان رابعة العدوية ونهضة مصر، يتابع المصريون خبر وفاة 37 مواطنًا داخل سيارة ترحيلات سجن أبو زعبل، يقول الناجون من الواقعة إن الوفاة كانت بعد إطلاق غاز مسيل للدموع داخل السيارة أدى إلى اختناق 37 مسجونًا، فيما تشدد وزارة الداخلية على أن الواقعة كانت عن طريق الخطأ. وفى محاولة لاستكشاف ما وقع فى الحادث حاولت بعض منظمات حقوقية استجلاء الحقيقة إلا أنها قوبلت بتضييقات أمنية، وعلى الطرف الآخر أصدرت بعض الصحف الدولية تحقيقات تكشف فيها عن تورط الداخلية المصرية فى عمل متعمد لقتل المرحلين. مضايقات تتعارض مع القانون يرفعها النائب العام المراكز الحقوقية رصدت المضايقات التى بدأت منذ اللحظة الأولى للتحقيقات وفقًا لما صدر عن مركز هشام مبارك. وتمثلت هذه المضايقات فى رفض النيابة العامة قبول أى طلبات من الادعاء المدني، معتبرة أن هذه الطلبات ستتقدم أمام المحكمة مباشرة، وتعد هذه النقطة مخالفة للمادة 199 من قانون الإجراءات الجنائية والذي يتيح للمحامين التقدم بأى طلب أمام النيابة العامة، وبناء على ذلك تقدم المحامون ببلاغ للنائب العام إلى أن اضطرت النيابة إلى الاستجابة لقبولها لاستقبال طلباتهم. إلا أن المفاجأة هو توصيف القضية باعتبارها "جنحة" وليست "جناية" وهو ما يعنى أن الأحكام مهما تم تشديدها فلن تتجاوز العشر سنوات لكل متهم من الأربعة، في حين أنها لو اعتمدت كجناية فلن تقل عقوبتها عن الأشغال الشاقة المؤقتة أو المؤبدة. على الرغم معرفة الشخصيات المشرفة على سيارة الترحيلات صاحبة الواقعة وتوقيت حدوثها إلا أن التحقيقات أصرت على تسجيل الشخص المسئول عن دخول مصدر الغاز إلى السيارة ب" المجهول". فيما يقول أهالى الضحايا إن الشخص المسئول لا يخرج عن واحد من ثلاثة هم: عمرو فاروق أبو النجا، نائب مأمور قسم شرطة مصر الجديدة، إبراهيم محمد نجم، إسلام عبد الفتاح، ومحمد عبد العزيز الضابطين بقسم شرطة مصر الجديدة. سواء كانت الواقعة كانت عمدية أو بشكل عفوى كما تقول الداخلية إلا أن هذا لا يغير فى حقيقة لا يعيشها إلا أهالى الضحايا، وهى أن ذويهم رحلوا في ظروف غامضة. وسرد هؤلاء الأهالي تفاصيل وفاة أبنائهم فى مؤتمر نظمه مركز هشام مبارك، لحقوق الإنسان، وأشاروا فيه إلى استعدادهم لاستنفاد كل الطرق القانونية وإذا لم يحصلوا على حقوق أبنائهم سيتم اللجوء إلى القضاء الدولى. وما بين مهندس ومدرب للتنمية البشرية، وتارك لابنتين، وثالث لم يرتكب ذنبًا سوا أنه كان متواجدًا بالقرب من ميدان رابعة العدوية خلال فض الاعتصام كانت قصص بعض الضحايا. جميعهم متهمون بالانتماء إلى جماعة إرهابية، وجميعهم أيضًا ينفى تلك التهم، مؤكدين أن أبناءهم ليسوا أصحاب ميولا سياسية. شاهد عيان: بعد ساعة من دخول الغاز بدأ الضحايا يفارقون الحياة دائمًا ما يكون لشهود العيان أهميتهم فى أى حادثة غامضة، فماذا لو كان هذا الشاهد من ضمن من تم استهدافه ومن الذين عرضوا للوفاة مع من رحلوا. هو محمد عبد المعبود، شخص فى عقد الرابع، اعتاد الاعتقال، يبدو ذلك على وجهه من قبل أن تحدثه، فهذه التجاعيد والملامح تحمل وراءها تجارب من الاعتقال. كان ضمن ال45 شخصًا الذين حشروا داخل سيارة الترحيلات يوم 18 أغسطس، يصف التجربة بأنها "محاولة قتل عمدى" "فالسيارة لا تحتمل أكثر من 25 شخصًا كيف يوضع فيها 45؟؟!!!" وتابع ل" المصريون" أنه اعتقل بعد فض اعتصام رابعة العدوية بيوم واحد بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وتم احتجازه بعد الحادثة لمدة عشرة أيام إلى أن تم أعيد اعتقاله من خمسة أشهر مجددًا وأفرج بعد ذلك عنه منذ شهر. وسرد عبد المعبود، لحظة دخول مصدر الغاز، قائلاً: "إننا لم نكن نرى المصدر وقت دخوله ولكن فجأة وجدنا السيارة امتلاءات برائحة غاز شديد وبعد ساعة أخذ السجناء يخبطون على بوابة السيارة يسعون للهروب من الموت إلا أن كان أغلبهم فقد الوعي ما بين حالات الإغماء والوفاة". وأشار إلى أنه بعد فتح باب السيارة تم التعامل مع الجثث بشكل غير آدمي، حيث أخذوا يخرجونها من داخل العربة ووضعوها على الأرض مع فصل المفارقين للحياة وكانوا 37 شخصًا، عن الذين مازالوا على قيد الحياة ولكن يعانون من الإعياء. واعتبر عبد المعبود، أن فى المجمل التعامل البارد مع الواقعة عكس له كيف كانت الداخلية تتعمد التخلص من السجناء كعقاب لهم على ما تسميه ب" الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين". صيام.. ساكن "رابعة" الذى نزل لإنقاذ ضحايا الفض فحشر مع مَن حشروا جلست غير قادرة على التماسك، يتوارد أمام مخيلتها صورة ولدها بين الحين والآخر، ترفع يدها مرة لتدعو على من قتلوه، ومرة أخرى لتمسح عينيها من البكاء، ترى هل لأم أن تحاسب على أفعالها بعد وفاة ولدها، تتحدث عن ابنها لتحلف وتتباهى به، "هو وسام على صدرى، جائزة عمرى، شلوا حياتى لا سامحهم الله" هكذا كانت كلمات والدة شريف محمد صيام إحدى ضحايا سيارة الترحيلات وأحد الذين حشر مع من حشروا إلى سجن أبو زعبل. شاب تنطبق عليه كل معايير الرفاهية، فى العشرينات من عمره يسكن فى حى راقٍ ويعمل بشركة عالمية، والده أستاذ جامعي وهو يعمل مدربًا للتنمية البشرية، ولكن يبدو أن كل ذلك ليس كافيًا للحماية من لعنة اعتصام رابعة، فمجرد وجوده فى ميدان الاعتصام - وهو نفسه ميدان سكنه - كان مبررًا للقبض عليه وتوجيه إليه تهم الانتهاء إلى جماعة الإخوان. يقول والده ل"المصريون" إن ابنه لم يرتبط قط ولا بأى اتصالات بجماعة الإخوان بل بالعكس كان شابًا عاديًا رفض أن يرى عملية الفض بالقرب من منزله دون أن يسعى لمساعدة من تمت إصابتهم فى عملية الفض من قبل قوات الأمن. وتابع أن الداخلية قامت بالقبض عليه على أنه كان أحد المعتصمين، رافضين الاستماع إلى شهادته. وتقول أمه: "إننا لسنا فى دولة العدل نحن فى دولة بوليسية محكمة"، بينما يقول والده: "أنا اليوم رغم أننا دكتور جامعى إلا أنني أشعر بأننى أرخص من فى هذه الدولة". الديب.. مُخرج جاء إلى القاهرة بفكرة دفعته حياته ثمنًا لها "بحلم بمصر تكون جنة بس كل الأحداث بتأكد لى إنها مش هتكون كده غير بعد الدم... اللهم احقن دماء المصريين يارب" بهذه الكلمات اختتم المخرج محمد الديب، حياته، شاب ضمن مَن دفعوا حياتهم ثمن لدولة العواجيز، توفى يوم 18 من أغسطس الماضي في حرم سجن أبو زعبل، ليظل حقه حتى الآن مهضومًا حائرًا بين المسئولين. قال شقيق الديب، وهو أحمد الديب، إن أخاه والذى يبلغ من العمر 25 عامًا، كان أحد مؤسسى رابطة فنانى الثورة التى أسست بميدان التحرير عقب ثورة 25 يناير، وقد حرص على توثيق جميع الأحداث وبحيادية تامة، "فإحساسه كمخرج دفعه لذلك منذ اللحظة التى اندلعت فيها الثورة، ولقبه رفاقه بالشهم". "فكرة" هو اسم الفريق الفني الذى شكله محمد مع مجموعة من رفاقه فى عام 2009، "فن هادف بلا إسفاف ولا إفراط، وهو الشعار الذي ظهر بأفلامه الوثائقية الدرامية والتى بلغت 25 فيلمًا". وأضاف أحمد الديب الأخ الأكبر لإخوته، "إن محمد جاء من محافظة البحيرة للقاهرة من أجل إتمام "فكرة"، وارتبط منذ اللحظة الأولى بالعمل الخيري "فمن أنشطته، التوجه لحلايب وشلاتين لإقامة معارض خيرية بصحبة إحدى الجمعيات الخيرية لمساعدة قاطنيها محدودى الإمكانيات، والمحرومين من اهتمام الدولة، ولم يترك فرصة للعمل الخيري والإنساني إلا وبادر وشارك فيها". وتابع: "كغيره من الشباب الرافض لحكم وفساد نظام الرئيس الأسبق مبارك، خرج محمد ثائرًا مع ثوار 25 يناير، يهتف عيش حرية عدالة اجتماعية لم يترك الميدان طيلة ال18 يومًا، أصيب بأحداث 28 يناير، بخرطوش تركها بجسده ذكرى لثورته، حتى توفاه الله. وعن اعتقال محمد، قال أحمد: "في يوم فض اعتصام رابعة العدوية تم اعتقال الكثيرين بشكل عشوائي، ولم يكن الجميع من مؤيدي مرسي أو الإخوان فأخي كان يصور ما يحدث ويرصد فقط ولم يكن ينتمى لأى تيار سوى أنه من شباب الثورة"، ملفتا: "احتجز أخى باستاد بورسعيد ثم بعد ذلك تم ترحيله فى سيارة الترحيلات يوم 18 أغسطس". الديب كان من ضمن 45 معتقلاً تم إلقاؤهم داخل عربة الترحيلات في ساحة سجن أبو زعبل شمال شرق القاهرة، وفي وقت الحادثة كان المعتقلون قد أمضوا 6 ساعات داخل العربة، وكانت درجة الحرارة في الخارج 31 وفي الداخل بالطبع كانت أشد حرًا، ولم يكن هناك مكان للوقوف ولم يكن لدى المعتقلين أي مشروبات، وقام بعضهم بخلع قمصانهم ومحاولة الشرب من العرق الذي تصبب منهم من شدة الحرارة وفي هذه اللحظة كان الكثير منهم قد فقد الوعي تمامًا, وازدادت الداخلية سوءًا بأن منعت دخول أى قطرة من الماء إلى السجناء ليفقدوا معها كل مشاعر الإنسانية. من جانبه، قال محمد محمد الديب، عضو الهيئة العليا لحزب مصر القوية: "رغم سعادة محمد بتولى محمد مرسى رئاسة الجمهورية وسقوط الفريق أحمد شفيق، إلا إنه انتقد مرسى فى الكثير من سياساته، ويحمل الإخوان ضياع الثورة بسبب إقصائهم لعدد من الفصائل السياسية الأخرى، واستعلاء خطاباهم السياسى، ورفضهم لعدم الإنصات لقواعدهم"، مضيفا "بحلم أكون صاحب شركة إنتاج قبل ما أتم 40 سنة". حلم محمد لم يمهله القدر لتحقيقه بعد أن لقى مصرعه مع ال38 شخصًا الذى اختنقوا، حسبما أفادت الداخلية أثناء نقلهم لسجن أبو زعبل. وأضاف الديب: "أن ابنى قتل عمدًا مع سبق الإصرار والترصد والدليل هى أن سيارة الترحيلات سعتها لا تسمح بأكثر من 25 معتقلاً مزدحمين ومع ذلك قامت الداخلية بوضع 45 شخصًا بالإضافة إلى إلقاء القنابل المسيلة للدموع والذى ثبتت البحوث أنها غازات سامة كل ذلك يؤكد بأن الداخلية كانت لديها نية مبيتة من الأساس بقتل هؤلاء الشباب. وتابع قائلا: "أيضا لدينا قضية محولة لمحكمة جنايات القاهرة بتهمة انتمائى لجماعة الإخوان المسلمين على الرغم من ترشحى فى حزب معارض للإخوان فى مجلسى الشعب والشورى الماضيين، وقد قبض عليا وأنا أواسى أحد أصدقائى فى فقده ابنه وأثناء عودتى قام عدد من البلطجية بالقبض عليا وتسليمى إلى الشرطة التى قامت بتحويلى إلى النيابة العامة ثم إلى محكمة جنايات القاهرة. وأكد الديب في عزم وتحد: "لن أترك حق ابنى ولا حق زملائه وسيتم تصعيد القضية لأعلى المستويات". رفيق.. أب لابنتين وزوجة تركهن لوالده المسن "هم كبير على أكتافى" كلمات بدأ بها حديثه والد الشهيد رفيق محمد إبراهيم، الذى أبكى بكلماته الصادقة قلوب مصر والمصريين قائلا: "أنا كاتب على قبر ابنى شهيد، ولو أثبتوا بورقة واحدة أن له أى انتماء سياسى أو علاقة بالإخوان.. هروح أولع فى قبره". وتابع: "ابنى من سكان الحى العاشر ويعمل فى شركة استصلاح أراض مقرها بمنطقة "الخمس عمارات" بمدينة نصر، وهى شركة أجنبية تابعة لشركة أمريكية كبرى، بما يجعل هناك تحريات أمنية متتابعة عن نجله وجميع العاملين بالشركة، وأنه لا ينتمي إلى أى تيار أو جماعة سياسية، وأنه خلال اتجاهه إلى عمله فى الساعة الثامنة صباحا وهو يستقل مينى باص، تم القبض علي". وحينما علمت ذهبت إلى قسم مصر الجديدة الساعة الثانية عشرة ظهرا، وهناك قال الضباط إن ابني محتجز على سبيل الأمانة، وتم التحقيق معه في يوم السبت وقدمت أنا وزملاء ابنى شهادة من الشركة توضح محل سكنه بالحي العاشر وخط سيره إلى مقر عمله بالعمارات الخمسة، وقررت النيابة إخلاء سبيله وأخبرني وكيل النيابة أن يتجه إلى القسم لاستلام ابنه، وفوجئت بنائب مأمور مصر الجديدة "عمرو فاروق" يطلب منى الانتظار وعند الساعة الخامسة مساء ألح عليّ لاستلام قرار إخلاء سبيل ابنى للعودة إلى محل سكنه بمدينة المحلة للغربية بسبب ساعات الحظر، فأخبرته أن ابنى محبوس 15 يومًا، لكن الشاهد قال إنه أخبرني بما سمعه من وكيل النيابة، فسخر منى نائب المأمور وقال له "وانت مروح بتعدى على طنطا ابقى سلملنا عليها". واستكمل الأب: "تلقيت اتصالاً من ابنى وكأن القدر يقول لى اسمع صوت ابنك لآخر مرة، وأخبرنى أنه يتحدث من تليفون ضابط بقسم شرطة مصر الجديدة، فتحدث للضابط وقال له "هاجى أدفع الكفالة الصبح بس أنا خايف ترحلوه مكان تانى"، فأخبرنى الضابط بأن أمامى مهلة 24 ساعة لدفع الكفالة بسبب الحظر، وقال الأب "كان قلبى حاسس، كنت خايف ينقلوه"، واستيقظنا من الفجر وركبنا القطار وفى الطريق اتصل بى زملاء ابنى وأخبرونى أنه تم ترحيله إلى سجن أبو زعبل، فطلبت من زملائه دفع الكفالة ومقابلتهم عند سجن أبو زعبل ووصل إلى هناك الساعة 9 و40 دقيقة تحديداً"، وحينما لم أجد من يجيبنى عن ابنى صرخت بشدة فخرج لى ضابط وأخبرنى أن ابنى لن يخرج من السجن إلا بعد يومين لدواع أمنية، وطلب منى الانصراف، فاتجهت إلى النيابة وطلب منى وكيل النائب العام أن اتجه إلى قسم الشرطة وأحرر محضرًا ضد المسئولين عن عدم تسليمه ابنى فاتجهت إلى القسم وخلال تحرير الضابط أحمد تميم المحضر تلقيت اتصالاً تليفونيًا وعاد بعده ومزق الورقة، وخلال تلك الأثناء استقبلت اتصالاً من زوجتى تقول له "ابنك ظهرت صورته محروق فى التليفزيون وودوه على مشرحة زينهم". ودخل والد الشهيد فى موجة بكاء وهو يتحدث "أنا مغسل ابنى كانت أنفه مسدودة وجسده أسود مثل الفحم، إزاى يكون دا قتل خطأ.. إللى عمل كدا فى ابنى مش بشر دا لازم يتحاسب"، "أنا كتبت على قبر ابنى الشهيد رفيق محمد إبراهيم، ولو حد أثبت غير كدا هروح أولع فى قبره، أنا عايز حق ابنى". شاهد الفيديو: