قوى ثورية تدعو المرضى للانتفاض.. تجميع استمارات على غرار تمرد "عالجونا".. ومحاصرة مستشفيات الجيش 12 مليون مريض يعلقون آمالهم على الجهاز.. وآلاف الدعاوى القضائية تحاصر مخترعى جهاز فيروس سى.. والكتلة التصويتية للمرضى ترهن صوتها للسيسى مقابل علاجهم بالجهاز " الغريق يتعلق بقشاية " مقولة قديمة انطبقت مفهومها على مرضى الكبد وفيروس سي فى مصر، حيث استقبل الملايين من مرضى الكبد إعلان الهيئة العامة للقوات المسلحة عن اختراع جهاز جديد يقوم بعلاج مرضى الكبد دون عناء بمجرد تعريضهم للجهاز بحالة من الفرح المقترن بالحذر ، فى الوقت نفسه دعت عدد من الحركات الثورية على رأسها حركة شباب 6 إبريل جموع المرضى للتجمع يوم 30 يونيه القادم أمام مستشفيات القوات المسلحة طلبًا للعلاج بعد قيامها بإطلاق حملة "عالجونا" وتوزيع استمارات على غرار حملة تمرد، الأمر الذى أثار حالة من الجدل الكبير . وبعيدًا عن صخب الإعلام وتضارب التصريحات وحرب الشائعات المنتشرة، انشغل المرضى بأمر شديد الأهمية وهو الأمل الذى راود أفكارهم وداعب أحلامهم انتهاءً الأم وهواجس الموت التى تطاردهم بقية حياتهم، وبين كل خمسة مواطنين مصريين مريض بفيروس سي بحسب البيانات والإحصائيات الرسمية.
الشيخ ميزو خطيب التحرير يهدد بمقاضاة الفريق الطبى المخترع للجهاز دوليًا محمد عبد الله نصر، خطيب التحرير وأحد المرضى المصابين بفيرس سى، أكد أنه تواصل مع مجموعة الباحثين الذين أعلنوا عن اختراع الجهاز مؤخرًا لمعالجته وإنهاء آلامه من فيروس سي، موضحًا أنه تلقى وعدًا حقيقيًا وجادًا بمعالجته عبر هذا الجهاز، قائلًا "أنتظر تنفيذ القوات المسلحة لوعود علاجى وفى حالة عدم تنفيذ الوعد سيتم التصعيد بشكل كبير خلال المرحلة المقبلة". و أضاف نصر أنه حالة عدم تقديم علاج لى فإن ذلك يعنى متاجرة سياسية بآلام المرضى، مؤكدًا أن سيقوم بتنظيم مؤتمر صحفى لكشف الحقائق أمام الرأى العام، كما سيتم دعوة المرضى وأسرهم للتظاهر فى الميادين، وسيتم رفع قضايا ضد فريق البحث العلمى الذى أعلن عن اختراع الجهاز ، وسيكون ذلك بخطوات تقاضى محلية فى البداية، وسيتم توسيع الدائرة إذا لم يتم مقاضاتهم دوليًا. وشدد على أنه سيتم تأسيس جمعية لمرضى الكبد فى مصر لاتخاذ خطوات موسعة بشأن إيجاد علاج لهم لكى يتعلق الأمر بجميع المرضى وهمومهم. فيما يقول أحمد سيد، مريض، إنه يعانى منذ ثلاث سنوات من المرض دون أن يجد معينًا له، موضحًا أنه ذهب لكل المستشفيات وحصل على دفعة علاج من أجل إنهاء آلامه دون جدوى . وأكد أن جهاز الجيش أعطاه دفعات كبيرة من الألم للانتهاء من أزمته وأمكان معالجته من خلال هذا الجهاز .
معاناة المرضى على سلالم معهد الكبد تنتظر الأمل المفقود على سلالم المعهد القومى للكبد جلس عدد من السيدات والرجال ممن يعانون أمراض الكبد آملين فى إيجاد علاج لهم عبر جهاز القوات المسلحة المعلنة عنها، وتقول خديجة راضى إن لديها أربعة أولاد وتسعى لإيجاد علاج لنفسها، خاصة أن زوجها توفى وترك لها إرثًا ثقيلًا . موضحة أنها كانت فقدت الأمل فى الحياة إلا أن إعلان الجيش عن الجهاز الخاص بعلاج فيروس سي أعطى لها جرعات كبيرة للحياة وأمل كبير فى التعايش. وقالت راضى إنها لا تخشى الموت بقدر خشيتها على أبنائها من التشرد وأن يواجهوا مصير مجهول قد يدفعهم لطريق سلبى وغير قادرين على التعايش معه. من أسيوط جاء على درويش للبحث عن علاجه وأطمأن كثيرًا حينما حدثوه عن اختراع الجيش لجهاز يعالج فيروس سي، مؤكدًا أنه لا يشك أبدًا فى قدرات وكلام الجيش المصرى ومن ثم فهو ينتظر علاجه من قبل القوات المسلحة لأنها القادرة على إنهاء أزمته ومعاناته، وأوضح درويش أنه ينتظر وعود الجيش وفى حال عدم تنفيذها سيتم رفع دعاوى قضائية ضد الجيش إذا لم يتم علاجه، قائلًا: "عيب لما الجيش المصرى يكذب عيب قوى"، مكملًا إنه سيمتنع عن إعطاء صوته للمشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، فى الانتخابات الرئاسية إذا لم يتم علاجه من قبل جهاز الجيش . فيما أكد محمود جمال، طالب بكلية الهندسة جامعة عين شمس وأحد المرضى أن الوعود التى قطعها الجيش على نفسه خلال الفترة الأخيرة لابد من تنفيذها، مؤكدًا أنه ينتظر فرحة كبيرة بقبول علاجه على نفقة الدولة ومن خلال هذا الجهاز، كما شدد على أن الجهاز بمثابة القشاية التى يتعلق بها الغريق فهناك 12 مليون مصاب بفيروس سي وينتظر معالجته عبر جهاز الجيش .
استمارات عالجونا على غرار تمرد على غرار حملة تمرد قامت حركة شباب 6 إبريل وعدد من القوى الثورية بطبع منشورات باسم حملة عالجونا من أجل توزيعها على المواطنين ومرضى فيروس سى، لدعوتهم لمحاصرة جميع مستشفيات القوات المسلحة يوم ال30 من يونيه القادم، وذلك من أجل تنفيذ وعد القوات المسلحة بتلقى العلاج اللازم من أجل القضاء على مرض فيروس سي و الإيدز يوم 30 يونيه القادم، والذى يستفيد منه حوالى 12 مليون مصرى. ، متقدمة بخالص الشكر والتقدير للقوات المسلحة لإنجازها العظيم واختراع جهاز يعالج المواطنين من الكبد الوبائى .
ومن جانبه، أكد محمد كمال، عضو المكتب السياسي بحركة شباب 6 إبريل ونائب مدير المكتب السياسي بالحركة، أنهم قاموا بطباعة منشورات دعوة مرضه فيروس سي و الإيدز بالتوجه إلى مستشفيات القوات المسلحة يوم 30 يونيه المقبل من أجل تلقى العلاج كما وعدت القوات المسلحة. وأوضح عضو المكتب السياسي بالحركة أن نجاح أو فشل جهاز القوات المسلحة يحاسب عليه من صرح ببدء العلاج يوم 30 يونيه، وإذا حدث أى خلاف سيكون بين القوات المسلحة والشعب ونحن لسنا طرفًا فى القضية كما اتهمنا البعض بأننا نخلق بدعوتنا حالة من العداء بيننا وبين القوات المسلحة، خاصة أن الشعب المصرى أجمع حصل على وعد من قيادات القوات المسلحة بعلاج مرضى فيروس سى والإيدز ، والقوات المسلحة هى من حدد معاد العلاج، وهى أيضًا من حدد مكان العلاج بجميع مستشفياتها، وكل ما قامت به الحركة هو نشر دعوة القوات المسلحة بين المواطنين والمرضى من أجل التوجه لتلقى العلاج، من أجل إعادة الأمل لمرضى فيروس سى و الإيدز فى هذا الوقت العصيب.
أستاذ الكبد بمعهد تيودور بلهارس الجهاز للنصب على الغلابة شن الدكتور علاء عوض أستاذ الكبد بمعهد تيودور بلهاريس هجوما حادا على فريق البحث وجهاز علاج الفيروسات المزعوم ، متسائلا "هل الخلاف على الجهاز" السحرى" ا لقاهر الفيروسات خلاف علمى؟ بمعنى هل نحن بصدد تقييم اختراع حقيقى قائم على أسس علمية وهناك اختلافات حول النظرية أو التطبيق التكنولوجي؟ ام اننا فى مواجهة حالة "نصب" شديدة تمارس على الشعب المصرى لا علاقة لها بالعلم من قريب أو بعيد ويمارسها مدعون للعلم ،مضيفا انه دائما ما كانت تقوم الحكومات بالنصب على الشعوب نصب سياسى أو اجتماعى أو اقتصادى، لكن الجديد هو النصب بمعناه الجنائي فى تلك الحالة. وأوضح عوض أن الجهاز الذى تم الإعلان عن أنه بإمكانه شفاء مرضى الفيروسات وخاصة فيروس التهاب الكبد الوبائى "سى" و الإيدز غير المتوفر عنه أى معلومات بأى دورية علمية محلية أو دولية عالمية ولم يعرض بأى مؤتمر علمى طبى، مؤكدًا أن الفكرة والأساس العلمى والنظرى للجهاز ليس واضحًا، مشيرًا إلى أنه لم يقم الفريق الطبى البحثى له بالكشف عن الأساس العلمى له والدلائل والتصميم العلمى للدراسة والعلاج المستحدث أو إجراءات التجارب الأولى ونتائجها والتى كان من المفترض أن تجرى على أكثر من مرحلة تبدأ بالتجارب على الحيوانات، كما لم يوضح أعضاء الفريق تفاصيل الدراسة الإكلينيكية والنتائج، مضيفًا أنه نظرًا لذلك الإعلان السطحى المجرد من أى معلومات علمية لا يمكن تقييم الجهاز أو مناقشته بشكل علمى. واتهم عوض اللواء إبراهيم عبد العاطى، والفريق البحثى بالتصريح بمعلومات علمية تحتوى على كم هائل من المغالطات ومتناقضات مع العلم، مشيرًا إلى تأكيد اللواء أن فيروس "سى " من الفيروسات مزدوجة الشريط أو كما قال عبد العاطى "الحبل " وهو الأمر غير الصحيح، مؤكدًا أنه لا يوجد طالب بالفرقة الثالثة بكلية الطب لا يعلم أن فيروس سى مفرد الشريط وهى المعلومة التى تعتبر "أ _ ب" علم الفيروسات، مستنكرًا حديث عبد العاطى حول علاج الفيروسات وفقًا لحجم وطول الحمض النووى لها، كما تعجب من تصريح أحد أعضاء الفريق البحثى عن انتقال الفيروس مع بصمة أحد المرضى له حينما عانقه وهو الأمر المتناقض تمامًا مع أساسيات العلم، متسائلًا "هل بعد كل ذلك يطالبنى الفريق بتصديق كشفهم واختراعهم العظيم ؟". وأكد أستاذ الكبد الشهير أن ما أعلنه عبد العاطى وفريقه البحثى من نتائج ليس لها أى أساس علمى ولا تتبع لأى من المناهج العلمية، واصفًا إياها بالنتائج التى تتجاوز الخيال دون تقديم أى أدلة علمية ويتبع منهجًا علميًا يستخدم خلاله خطوات بحثية وعلمية تقدم نتائج مقبولة، فقط كلام يتناقض مع أساسيات العلم، مؤكدًا أنه لا يرفض أن يحلم أى عالم ويحاول تغيير أي من تلك الأساسيات شريطة أن يقدم الأدلة العلمية التى تثبت صحة وجهة نظره، مشددًا على أنه بعد كل ذلك فإنه كطبيب وباحث لابد أن يقف 100 مرة أمام ما يحدث، رافضًا فكرة أن يتم أخذ ما حدث بمحمل الجدية وإخضاعه للمناقشة كخلاف علمى، واصفًا الأمر بأنه لا يعدو كونه مجرد "حالة مهزلة" . كما كشف عوض عن جانب مهم بالقضية، حيث أكد أنه من الضرورى خلال تطبيق أي أبحاث أو تجارب أن يتم عرضها أولًا على لجنة أخلاقيات البحث العلمى لتتأكد من تطابق معايير الباحث وخطواته مع المعايير الدولية، إلا أن الفريق البحثى كان قد أعلن أنه عرض الدراسة على اللجنة عقب الانتهاء من التجارب وهو الأمر الذى يعد تجاوزًا خطيرًا إن صح فعليًا، مشددًا على ضرورة أن تسأل فى ذلك وزارة الصحة. وأضاف عوض أن الحديث حول إبقاء الاختراع كسر حربى ورفض الإفصاح عن أي معلومات حوله مجرد هراء، موضحًا أن السرية قد يتم اتباعها خلال المراحل الأولى فقط من أى دراسة وتعرض الدراسة بالمؤتمرات العلمية مع إخفاء بعض تفاصيلها أما الآن ومع إعلانهم عن بدء تطبيق واستخدام الاختراع فى شهر يونيه القادم فمعنى ذلك أن مرحلة التجارب و السرية قد انتهت تمامًا ودخل الاختراع فى مرحلة التطبيق والتصنيع بشكل نهائى، ويتم الإعلان عن الاختراع للعالم، مشيرًا إلى أن شهادة براءة الاختراع ليست شهادة لصلاحية المنتج بقدر ما هى صك ملكية للفكرة ولا يمكن لأى جهة أو شركة أدوية أن تسرق فكرة الدراسة. وأكمل أستاذ الكبد قائلًا "الغريب أن الفريق لم يسمح نهائيًا لنشر أى تجربة أو إجراء نفذه فى أي دورية، كما لم يحصل على براءة اختراع"، مضيفًا "فى غمرة الحديث عن الجهاز السحرى لعلاج الفيروسات لم ينتبه الكثيرون إلى أن الموضوع فيه كبسولات أيضًا تستخدم كعلاج مكمل، و لا أظن أن هذه الكبسولات هى من الأدوية المعروفة والمسجلة فى وزارة الصحة وعلى ضوء تاريخ اللواء إبراهيم عبد العاطى فى ممارسة ما يسمى بالعلاج بالأعشاب، فغالبًا ستكون الكبسولات مصنوعة من مواد عشبية، وهنا علينا أن نسأل: هل حصلت هذه الكبسولات على ترخيص بالاستخدام حتى ولو فى إطار دراسة إكلينيكية؟ وهل تم دراسة سميتها على حيوانات التجارب وتحديد جرعاتها الآمنة؟ التساؤلات لن تنتهي والإجابات ستظل غائبة.