اختفى شاب من بني سويف في العشرينيات من عمره فى ظروف غامضة بالقاهرة منذ يوم "جمعة الغضب" في 28 من يناير الماضي ولم يعثر عليه حتى الآن، رغم محاولات الأم الأرملة طرق جميع أبواب السجون والمستشفيات ومشرحة زينهم. وكان محمد أحمد عبد المجيد 26 سنة والمقيم بكوم أبو خلاد بمركز ناصر ببني سويف قد سافر إلى القاهرة عقب اندلاع الثورة لإحضار إخوته الصغار الذين يعملون هناك، خوفا عليهم من الأحداث. وتقول جليلة قرني أحمد والدة محمد إنه خرج يوم الجمعة 28 يناير الماضي بعد قيام المظاهرات لإحضار إخوته الصغار الذين يعملون معه بالقاهرة، وأوضح أن ابنها ليس له في السياسة ولا المظاهرات و"لا يعرف غير الغيط والشغل بمصر". وأضافت: رجوته أن ينتظر حتى تهدأ الأوضاع، وإخوته في أمان فرفض وأصر على إحضارهم خوفا عليهم. وقالت إن "محمد كان هو العائل الوحيد لنا بعد أبيه، لأنه اكبر أخواته وكان يساعدني فى "الغيط" حتى تخضر الأرض ثم يذهب للعمل بالقاهرة علشان مصاريف البيت، ويجينا كل أسبوع". وذكرت أنه وقبل يومين من يام قال لي "آخذ إخوتي معي يتعلموا ويشوفوا الدنيا فوافقت وتركهم في العمل ونزل علشان يعطيني فلوس للبيت ويرجع وحدث ما حدث". وأشارت أم محمد إلى أن ابنها عند خروجه نسى بطاقته الشخصية ولم يعد ليأخذها، وقال "أجيب أخواتي وارجع بسرعة وانتظرت يومان ولم يعد محمد وفوجئت بإخواته عادوا من دونه وهم يسألون عليه". ووصفت حالها في تلك اللحظة بأنها كانت مثل "المجنونة"، وسارعت بالسفر إلى القاهرة للبحث عنه دون جدوى في مستشفيات أم المصريين والقصر العيني والهرم وذهبت لمشرحة زينهم لكن دون فائدة. كما توجهت إلى السجون تبحث عنها ظنا أنه قد يكون اعتقل خلال أحداث الثورة، "ذهبت إلى السجن الحربي والشرطة العسكرية وسجن الفيوم الذي وهرب منه المساجين فسافرت إلى سجن الوادي الجديد ثم سجن المنيا ولم أعثر عليه حتى الآن". وقالت أم محمد التي أنهكها البحث عن ابنها: "تعبت وأنا وحيدة ليس لي غير أبنائي وليس لي دخل يساعدني في البحث أكثر من ذلك.. بعت طلبات البيت علشان أوفر أجرة المواصلات ويا ريت فيه نتيجة تقودني إلى معرفة مصير ولدي". وناشدت أم الشاب المفقود المجلس العسكري وكل المسئولين وأصحاب القلوب الرحيمة أن يردوا لها ابنها حيا أو ميتا، وقالت: هم أدرى بالسجون والمستشفيات وأنا ست أرملة ابحث عنه منذ يوم 29 يناير حتى الآن وأنفقت كل ما أملك ولم يبقى إلا هدومي لو حد يشتريها أبيعها لكي أبحث عن ابني.