قرر المستشار هشام بدوي المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا الأربعاء، حبس أردني لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات، بتهمة التخابر لحساب جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد". وكشفت التحقيقات عن قيام المتهم وهو صاحب شركة متخصصة في الاتصالات وبرمجيات الحاسب الآلي بوضع مجموعة من أجهزة التنصت على الاتصالات الهاتفية داخل مصر لصالح الموساد الإسرائيلي. وكان المستشار طاهر الخولي المحامي العام بنيابة أمن الدولة ألقى القبض على المتهم بمعاونة أعضاء من هيئة الأمن القومي، حيث تم التحقيق معه على الفور ومواجهته بما هو منسوب إليه من اتهامات في ضوء مذكرة التحريات المعدة بمعرفة هيئة الأمن القومي. ونسبت النيابة إليه تهمة التخابر مع دولة أجنبية (إسرائيل) بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد. وكان الإعلان عن اكتشاف ضبط شبكة تجسس إسرائيلية في مصر تم القبض على أعضائها منذ عدة أيام أثار حالة من القلق في إسرائيل انعكست في ردود فعل وسائل الإعلام الإسرائيلية، فيما أحجمت الحكومة الإسرائيلية عن التعليق على الفور حول ما نشرته الصحف الحكومية في مصر. وتحت عنوان: "مصر تعتقل أجنبيًا يعمل لصالح الموساد"، قالت القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلي إن هناك "مزاعم" ترددت في مصر عن اعتقال السلطات الأمنية لشخص "يبدو" أنه أحد العملاء لجهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد". وأضاف إن المصريين "يزعمون" أن هذا العميل قام بالاعتراف خلال التحقيق معه كاشفًا عن دخوله مصر بعد قيام ثورة 25 يناير الشعبية، كما "يزعمون" ضبط أجهزة اتصال ب "الموساد" مع هذا الأجنبي. وكان برنامج "العاشرة مساء" على فضائية "دريم" نقل عن مصدر أمني أمس، إنه تم ضبط شبكة تجسس تعمل لحساب إسرائيل، وعلى رأسها شخص أجنبي، مضيفة أن هؤلاء الجواسيس دخلوا مصر في بداية أحداث 25 يناير، وكانوا يجمعون معلومات عن ضباط الجيش الموجودين بالشوارع، ومعلومات عن المرافق العامة وعن خطوط الغاز الطبيعي الموجودة في مصر. وقالت القناة الإسرائيلية، إن هذه ليست المرة الأولى التي تزعم فيها مصر تجسس "الموساد" على مصر، ففي ديسمبر الماضي ادعى المصريون إلقاء القبض على شبكة تجسس إسرائيلية كانت تعمل على أراضيها لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلي. وأشارت إلى هذه الشبكة تضم أربعة متهمين ومن بينهم طارق عبد الرازق الذي يعمل بمجال الاتصالات. بدوره، علق موقع "عنيان مركازي" الإخباري متسائلاً: لماذا تنشر السلطات المصرية معلومات "غير كاملة ومتقطعة ومبتورة" عن أعمال شبكة التجسس الجديدة، متهما الإعلام المصري بعدم نشر الحقيقية كاملة وراء الشبكة الجديدة، مطالبا بنشر مزيد من التفاصيل حول تلك القضية. وقال إن المصريين يرددون مزاعم جديدة باعتقال شخص أجنبي عمل لصالح "الموساد" الإسرائيلي ضمن شبكة تم اكتشاف نشاطها بعد قيام ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك. وأضاف: وفقاً لما تردده القاهرة، فإن الشبكة قامت بجمع معلومات وتحديد خرائط البنية التحتية لشبكة الغاز الطبيعي بمصر، بالإضافة إلى أماكن إستراتيجية حيوية أخرى بالبلاد، مشيرًا إلى أن هناك تعتيمًا على سير التحقيقات مع شبكة التجسس. وكانت الصحف القومية الثلاث: "الأخبار" و"الأهرام" و"الجمهورية" تناقلت أمس الأربعاء نبأ القبض على شبكة التجسس، وأوردت نقلاً عن مصادر مسئولة، إن النيابة تجري تحقيقات مع شبكة تجسس إسرائيلية كبيرة ألقي القبض على أعضائها منذ عدة أيام، وقالت الصحف إن الشبكة تضم متهما مصريًا وإسرائيليين هاربين. وذكرت الصحف الثلاث أن الشبكة كانت تسعى إلى "الإضرار بالمصالح القومية للبلاد."وأن النيابة ستعلن كافة التفاصيل عقب انتهاء التحقيقات. وهي المرة الأولى التي يعلن فيها اكتشاف شبكة تجسس منذ الإعلان العام الماضي عن شبكة تضم مصريا وإسرائليين كانت تسعى لتجنيد عملاء لاختراق قطاع الاتصالات المصري وكذلك جمع معلومات عن أشخاص يمكن تجنيدهم للعمل مع المخابرات الإسرائيلية في سوريا ولبنان.