مشروع بناء سد النهضة ليس مخطط حديث ولكن في الماضي كان هناك إهتمامً ووعي من حكام مصر عبر التاريخ فاخذوا الإحتياطات التي تضمن إستمرار تدفق مياه النيل إلي مصر. ومنذ عهد محمد على باشا برز هذا الإهتمام فقام بإرسال ابنه على رأس الجيش المصرى لتأمين منابع النيل كلها وفى عهد الخديوى اسماعيل تكرر الأمر حيث اعلن حربين على الحبشة بسبب المياه وهو ما كرره الخديوى عباس الذى أعلن أيضا حربا على اثيوبيا بسبب المياه حتى جاء الرئيس جمال عبد الناصر الذى تواصل معهم بشأن قضية المياه وكانت له علاقات جيدة مع هيلاسيلاسى الذى لم يستطع المساس بمياه نهر النيل خوفاً من قيام عبد الناصر بضرب بلاده عسكرياً وهو ما تسبب فى الانفصال الذى حدث بين الكنيسة المصرية والكنيسة الاثيوبية. ولذا فمن المؤكد أن هذه القضية مستمرة منذ زمن طويل وذات جذور وأطماع أثيوبيه قديمه وهى تريد أن تتحرر من مخاوفها التاريخيه من مصر والتى أصبحث بمثابة مشكلة نفسيه عند الاثيوبيين . وفي تصريح للدكتور أحمد فوزى دياب كبير خبراء المياه بالأمم المتحدة وأستاذ المياه بمركز بحوث الصحراء والمحكم الدولى وخبير إستراتيجيات المياه لصحيفة الأهرام قال أنه سيتم اقامة بحيرة ضخمة ملحقة بالسد تصل سعتها ل74 مليار متر مكعب من المياه يتم امتلائها على مدى ست سنوات كل عام تملئ فيه هذه البحيرة سيتم اقتطاع 12 مليار متر مكعب من نصيب مصر من مياه النيل كل عام والذى يصل ل55 مليار متر مكعب ولايكفى فى الظروف الحالية للاستهلاك المائى للمصريين وخاصة مع مشروعات الاستصلاح الزراعى والزيادة السكانية واشار الى هذه الكمية التى ستنتقص كل عام ستصيب مناطق زراعية كاملة بالصعيد بالتصحر بعد انخفاض منسوب السد العالى وبحيرته اضافة الى ان انخفاض مخزون المياه سيمنع السد من توليد الكهرباء مما سيؤدى لحرمان مئات القرى المصرية من التيار الكهربائى وهو مالم تقبله مصر وتوضحه كل الدراسات الدقيقة بالارقام . وذكر الدكتور هانى رسلان رئيس وحدة السودان وحوض النيل بمركز الاهرام للدرسات السياسية والاستراتيجية في صحيفة الدستور أن هناك مخاطر شديدة من بناء سد الألفية بإثيوبيا، موضحاً أنه سيؤدى إلى تعميق الفالق الأرضي الموجود، مما سينتج عنه انفصال القرن الإفريقي عن القارة بشكل تام، كما أن نهر النيل الأزرق الذى يعتبر المورد الرئيسي لمياه نهر النيل (86%) قد يغير مساره وبذلك يجف نهر النيل تماما. وفي تصريح آخر للدكتور أحمد عبد الخالق الشناوي الخبير الدولي في الموارد المائية وتصميمات السدود قال فيه إنه في حاله المساس بسد النهضه الاثيوبى أو انهياره لأى سبب كان، سيعنى ذلك فناء مصر, فبالإضافه للمياه الهائله التى ستدفق على السودان و مصر و تحصد فى طريقها الاخضر و اليابس فإن انهيار سد النهضه الاثيوبى يعنى ببساطه انهيار السد العالى بالتالى, فجسد السد العالى لن يتحمل ضغط المياه المفاجئ الناتج عن انهيار سد النهضه, فتصبح الكارثه بالنسبه لمصر كارثتين, و بأجراء حسابات دقيقه فإن انهيار سد النهضه و السد العالى فى آن واحد يعنى غرق الكتله السكانيه فى صعيد و دلتا مصر بالكامل و فناء 70 مليون مواطن مصر. وحذر فريق عمل تنمية أفريقيا لربط نهر الكونغو بالنيل من إمكانية حدوث صدوع وانهيارات "زلزالية" داخل القشرة الأرضية بأثيوبيا نتيجة الأعمال الانشائية التي تتم حالياً ب"سد النهضة" الإثيوبى خاصة وان منطقة المشروع تقع داخل الفالق الثلاثى المرتبط بالفالق الافريقى الأعظم الذى يخترق الهضبة الاثيوبية، ما قد يتسبب في زيادة النشاط الزلزالى والبركانى بمنطقة الجزيرة العربية السعودية واليمن وسلطنة عمان. ومما سبق يتضح أنه اذا كان من الصعوبه ان تقوم دوله معاديه مثل اسرائيل مستقبلا مثلا بضربة جوية تجاة السد العالى, فبإمكانها الان ضرب سد النهضه بمنتهى البساطة, و انهيار سد النهضه سيتكفل بتدمير السد العالى بالتالى. ولذلك، بالانتهاء من بناء سد النهضه فأن مشكله ندره المياه و الجفاف لن تكون بشئ يذكر بجانب " الترتيبات الامنيه" اللازم اتخاذها, فمصر ستجد نفسها مضطره لحمايه سد النهضه كما تحمى السد العالى تماما.