... من قبل ما أكتب أنا عارف إن الرد جاهز بأن وراء كل ثورة اضطرابات لابد منها .,ولكن أنا مصر على الصراخ والتحذير حتى لا يذبل الورد اللي فتح في جناينها ويموت الشهداء الأحياء و أرجوك خليك معايا هنا يا حضرة الكامل وانعم برأيك على شعب فقير عاطل ..,وهات ورقة وقلم و ضع سطرا بالطول في نصف الورقة واجعل لكل قسم عنوانا الأول مصر عام 457 للهجرة والثاني مصر رايحة على فين تحت العنوان الأول: يحكي المقريزي أنه بسبب الفتن والصراعات الطائفية والاضطرابات السياسية وانخفاض منسوب النيل وقلة الأقوات و اشتداد الفساد وقطع الطرق وانتشار العيارين والشطار-يعني الحرامية والبلطجية- وقعت الشدة المستنصرية تعالوا ننسخ ما كتبنا هنا ونضعه تحت العنوان الثاني مصر رايحة على فين: لدينا فتن وصراعات ومطالبات فئوية واحتكاكات طائفية وقتلى وجرحي بالعشرات في المقطم والسيدة عائشة ,وانعدام الأمن واختفاء الشرطة وانتشار البلطجية وقطاع الطرق حتى إن قصابا –يعني جزارا- قطع الطريق على حافلة تقل أطفالا عائدين من المدرسة بالزمالك وحتى إن التوك توك احتل المهندسين وشارع الهرم..وأيضا لدينا أن دول حوض النيل تهددنا بانخفاض المنسوب هيا نرجع لنصف الصفحة الأول مصر 457 يقول المقريزي في كتابه اتعاظ الحنفا أنه وقعت الشدة المستنصرية - نسبة إلى الخليفة المستنصر بالله-واشتد الغلاء بمصر وقلت الأقوات في الأعمال وعظم الفساد والضرر وكثر الجوع حتى أكل الناس الجيف والميتات وأكلوا الكلاب ووقفوا في الطرقات يخطفون من يمر من الناس فيسلبونه ما عليه ثم يأكلونه .. وظلت سبع سنوات عجاف وبيع رغيف الخبز بالف دينار..والله هذا حدث في مصر المحروسة قبل أقل من الف عام كفاية ونقطة ومن أول السطر وتحت عنوان مصر رايحة على فين قد نفى المجلس الأعلى العسكري مصطلح الثورةالمضادة.والثورة المضادة المقصود بها شرم الشيخ باتجاه القاهرة بعد أن نجح ميدان التحرير أن يكون القاهرة باتجاه شرم الشيخ.,واللي فات انتهى والراحل لا يعود والمتخلي لن يستلم ثانية.,لكني أكاد ألمح ثورة مضادة أخرى قد تكون أعنف وأكثر صخبا من الأولى ولن تدع نظاما قائما إلا حولته فوضى. الشهداء صعدوا للسماء والمطالب تحققت بدأ من رحيل مبارك ونظامه وحتى تغيير أحمد شفيق.,لكن المشهد لا يزال مرتبكا و بلغت الروح الحلقوم والغضب حمل الراية من يد الكآبة التي دخلها أغلبية شعب مصر.,والفئوية شعار المرحلة والطائفية عنوان المشهد.والشرطة غائبة,والأمن لن يعود طالما وجد البلطجية والحرامية في المشهد الراهن مرتعا خصبا لم يكونوا يحلمون به يوما من الأيام.والمرتبات قد لا تذهب لجيوب ملايين الموظفين والعمال بعد شهرين لأن الخزائن أوشكت على دخول نفق الفراغ.,والإنتاج توقفت عجلته والبورصة ليس لديها ما بقي لتخسره,ومخزون القمح الاستراتيجي قاب شهرين أو أدنى من النفاد.,وأولادي قد لا يذهبون للمدرسة خوفا من قطاع الطرق.,والحر على الأبواب والزهق يغلي قدور الصدور.,ومن صبر اليوم لن يسكت غدا.,والحل سيكون قاسيا إما بقبضة عسكرية فوق رؤوس الجميع منعا للانزلاق نحو الفوضى المرعبة أو هي الفوضى فاتحة ذراعيها.,وليس ثمة مدكر والتوقعات أدهى وأمر.,فهذا الأسبوع جرت احتكاكات بين مسلمين ومسيحيين وسالت دماء بسنج ورصاص البلطجية.,وأيا كان المتسبب والمستفيد لكن هذا حدث وهذا هو الواقع دون تجميل. فمن فرح أمس للثورة سينقلب عليها.وومن هاجم الشرطة سيحن لها .,وأخشى أن يصدق فينا قول داهية السياسة العربية عمرو بن العاص رضى الله عنه:إمام ظلوم جهول غشوم خير من فتنة تدوم.ثم نعود ونبكي على عصر صاحب الضربة الجوية ونغض الطرف عن سنينه الثلاثين العجاف ورجال أعماله ممن نهبنا ومص دماءنا. وكانت الناس قبل الخامس والعشرين من يناير تتهامس خوفا من بطش النظام الساقط فأصبحت اليوم تتهامس خوفا من بطش الثوار.,ورجعت ريمة لعادتها القديمة.ولم نتعلم من انقلاب يوليو عام اثنين وخمسين شيئا.,وصرنا لا صوت يعلو فوق صوت الشعب .والشعب مخنوق ومرعوب من غد فيا كل الرجال والشباب ويا بني وطني على رأي السادات,أستحلفكم بالله أن كفوا أيديكم وخلوا أماكنكم وكفاية -بمد الأف- اعتصامات ومظاهرات,و اجعلوا المطلب الأساسي الآن هو الشعب يريد عودة الشرطة,ومصر عاوزة تعرف لها صاحبا.,فالوضع بقي ماسخا ومقرفا.,ودقيقة سكوت لله قبل أن ينقلب السحر على الساحر و نترحم اياما أنكرناها وأنكرتنا ورجالا كرهناهم وكرهونا دقيقة سكوت لله ولقول الله تعالى:ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين. [email protected]