حذر تسيبي مازائيل السفير الاسرائيلي الأسبق لدى القاهرة من خطر وصول "الإخوان المسلمين" إلى السلطة في مصر بعدما باتوا على وشك الدخول، وهو ما اعتبره يشكل خطرا حقيقيا على أمن اسرائيل التي لم يخف مسئولوها مخاوفهم من إلغاء معاهدة السلام في حال وصول الإسلاميين إلى الحكم في مصر، على الرغم من تعهدات الجماعة باحترام المعاهدات والاتفاقات الدولية بما فيها اتفاقية كامب ديفيد. وزعم في مقابلة مع القناة السابعة الإسرائيلية الخميس، أن مصر "أصبحت على حافة الفوضي"، ورأى في السماح بعبور السفينتين الحربيتين الإيرانيتين قناة السويس في اتجاه المتوسط يوم الثلاثاء "دليلا على فقدان السيطرة وحالة الفوضى في مصر". وأضاف إن "نظام الحكم في مصر تم نقله لأيد أمينة، وهو الجيش الذي يحاول استعادة النظام لكن يبدو أن الامر لا يزال بعيدا عن التحقق"، موضحا أن الشعب المصري أراد التغيير لكن الانتخابات لا تزال بعيدة عن الأفق السياسي في مصر، "مما يعني استمرار حالة تعطيل الدستور وسيطرة الجيش على السلطة". وقال مازائيل إن هناك "حالة هلع" في الأوساط الإسرائيلية من إمكانية تولي "الإخوان المسلمين" زمام الحاكم في النهاية، لأن مصر دولة إسلامية تحكم شعبها العقيدة، فيما ينظر إلى أن "الإخوان" يحاولون استغلال الوضع والتغلغل بمراكز السلطة من خلال لجان تعديل الدستور والتي تتمثل فيها الجماعة. وخلص إلى أن عبور السفنيتين الإيرانيتين قناة السويس معضلة خطيرة، مشيرا إلى أنه وإن كان القانون المصري يسمح للسفن بالعبور إلا أن الحديث يدور عن سفينتين تابعتين للدولة التي ترغب في ابادة اسرائيل كما أن عبورهما يأتي في وقت لم يستقر الحكم فيه في مصر بشكل تام. بدوره، شن شاؤول منشه خبير الشئون العربية بالإذاعة العبرية هجوما شديدا على "الإخوان"، ووصفهم في تقرير بأن "لهم تاريخًا قاتم السواد ملطخًا بالدماء"، وقال إن هذه الجماعة "لا تنتهج سبيلا إلا العنف والقتل وسفك الدماء"، على حد زعمه. ودلل على ذلك باغتيال رئيس وزراء مصر الأسبق النقراشي باشا في أربعينات القرن الماضي ومحاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر في أكتوبر 1954 بينما كان يلقي خطابا بالإسكندرية، حيث أطلقت عليه ست رصاصات لم تصبه، موضحا أن من رحمها خرج الجهاديون الذين اغتالوا الرئيس أنور السادات. وأشار إلى أن عبد الناصر – الذي شن حملة ضد الجماعة اعتبرت الأعنف في تاريخها- وصف سلوك "الإخوان" ب "الحقد الاسود"، لافتا إلى قيامه بإعدام زعيمهم سيد قطب عام 1966 بعد اتهامه وبطانته بسلسلة من الاعتداءات وأعمال التخريب ضد أمن الدولة والأقباط والكنائس في مصر. وأضاف أن للإخوان فروعا بالدول العربية وأنهم نشطوا في سوريا في ثمانينات القرن الماضي وقاموا بمحاولة "اغتيال" الرئيس السوري حافظ الأسد، قام بعدها بملاحقتهم في معقلهم في حماة، واصفا إياهم ب "عصابات الإخوان المجرمين". وقال الخبير الإسرائيلي إن حركة "حماس" و"الإخوان" "جبلا من طينة واحدة"، واتهمهما بأن "شعاراتهما العنف والإرهاب وسفك الدماء"، بحسب تعبيره. ونسب إلى مرشد "الإخوان" السابق محمد مهدي عاكف قوله "الديمقراطية بالنسبة الينا هي كالقبقاب ننتعله ونصل به الى الحمام فنرميه" في رده على سؤال عقب الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2005، حول هل: "الإخوان" يحترمون الديمقراطية التي أوصلتهم مجلس الشعب؟. وزعم أن "الإخوان" حاولوا إحراق المتحف المصري بالقاهرة ويحاولون تدمير تمثال أبي الهول بذريعة أنها أصنام، وقال إنه "في غمرة الأحداث الأخيرة في مصر، قام نشطاء الإخوان مساء يوم 29 يناير لإحراق المتحف المصري لاعتقادهم أن محتويات المتحف ليست إلا أصناما كما أن للإخوان مخططا لتدمير تمثال أبي الهول باعتباره صنما أيضا"، على حد قوله. وذكر أن الذي أنقذ المتحف هم الشباب المصريون الذين قالن إنهم علاوة على معارضتهم لحكم مبارك يدركون أن سيطرة "الإخوان" ذات مغزى مدمر مأساوي، فهم يسعون إلى نسف السلام، وهذا معناه ضرب حركة السياحة إلى مصر، وإغلاق قناة السويس ووقف المعونات الخارجية. في السياق ذاته، هاجم هاجم رون بن يشاي المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" ما سماه ب "الإسلام المتطرف" في مصر، معتبرا أنه الرابح الأساسي من "الفوضى"، متهما الحركات الإسلامية ومن بينها جماعة "الإخوان" تعمل على استغلال الأزمة من أجل مراكمة القوة والنفوذ السياسيين في مصر ولبنان وتونس والجزائر، وربما الأردن بعد ذلك. وقال في تقرير نشرته الصحيفة إنه إذا عمل "الإخوان" بحذر من أجل توسيع قواعدهم الشعبية فسوف تحقق أهدافهم في نهاية المطاف، الأمر الذي من شأنه أن يحدث "تآكلا" في اتفاقيتي السلام مع مصر والأردن، وفي استعداد هاتين الدولتين لمواصلة التعاون الأمني والعلاقات الاقتصادية مع إسرائيل. ودعا المحلل العسكري، حكومة بنيامين نتنياهو إلى الاعتماد على بدائل أخرى للغاز الذي تستورده من مصر، وتجنب التداعيات السلبية على الاقتصاد الإسرائيلي، نتيجة لارتفاع أسعار النفط، والاستعداد الأمني لاحتمال تصاعد تهديد الصواريخ على تل أبيب في حال انسحبت الأردن ومصر من اتفاقيتي السلام أو تجميد الاتفاقيتين. وطالب الجيش الإسرائيلي بدراسة قدراته الهجومية البرية والجوية والبحرية، وملاءمتها للتهديدات الجديدة التي قد تتطور مستقبلا، لأن عدم الوضوح والنقص في الموارد يضع متخذي القرارات في الجيش والأجهزة الأمنية أمام تحديات لم تعرف إسرائيل مثلها في مجال الأمن منذ حرب أكتوبر 1973. في سياق منفصل، حذر شاؤول تسيماح مدير عام وزارة البنية التحتية الإسرائيلية من أن وزارته ستتعامل بصرامة متناهية مع أي محاولة قد تقوم بها أي شركة اسرائيلية لاستغلال وقف تزويد إسرائيل بالغاز الطبيعي من مصر لكسب أرباح مفرطة، وفقا لما نقلته عنه الاذاعة العبرية في تقرير لها. وأضاف إن تزويد إسرائيل بالغاز الطبيعي من مصر توقف في أعقاب تفجير مقطع من أنبوب الغاز على مقربة من مدينة العريش بشمال سيناء قبل أكثر من أسبوعين وفي أعقاب ذلك ازدادت كميات الغاز المستخرجة من آبار النفط قبالة شاطيء عسقلان بأكثر من ضعفين ونصف.