حكومة د.الببلاوي.. اجتمعت وبحثت ودرست ودبرت وخططت، واستعانت بالخبراء والمستشارين، وتمخض كل ذلك عن قرار سيكون هو الدواء الشافي والعلاج الناجع الذي سيقضي على الارهاب ويمنع محاولات الاغتيال، ويدخل المارقين شقوقهم، والقتلة جحورهم.. «تمطعت» الحكومة، وخرجت على مصر بالحل العبقري لمكافحة الارهاب: «ايقاف استيراد «التوك توك» والموتوسيكلات لمدة عام، وحظر ركوب شخصين على دراجة بخارية واحدة»..!! الله أكبر.. وهل سنوقف استيراد وتصنيع السيارات أيضا حتى لا تستخدم في «الإرهاب» كسيارات مفخخة؟ هل حقاً هكذا تواجه الدولة موجة الارهاب الحالية التي تضم تصنيع قنابل بدائية، و«انتحاريين» بأحزمة ناسفة كذلك الذي «فجَّر» نفسه في أوتوبيس السياحة في طابا، والسيارة المسروقة والمفخخة التي استخدمت في محاولة اغتيال وزير الداخلية؟ .. أليست هذه هي نفس الدولة التي تترك أكثر من نصف مليون دراجة نارية تجوب شوارعها دون ترخيص؟ ألا يتفتق ذهن عبقري عن «إلزام» محلات بيع الدراجات النارية بعدم تسليم الدراجة نهائياً إلا بعد ترخيصها من المرور والتأكد من وضع الأرقام عليها، مع تغليظ العقوبة لتصل إلى المصادرة النهائية في حالة السير بالمركبة دون أرقام أو بأرقام مزورة؟ إن الانتشار العشوائي «للتكاتك» والموتوسيكلات بهذا الشكل الصارخ، ما هو إلا جزء من الحياة العشوائية التي نغرق فيها يومياً، دون حلول جذرية. ولأننا مخترعو تعبير «شيء لزوم الشيء»، رحم الله العبقري الراحل نجيب الريحاني، فكان لا بد لاستكمال منظومة المناطق العشوائية بشوارعها شديدة الضيق وحاراتها الأفعوانية غير الإنسانية، من وسيلة نقل «عشوائية» تصلح للسير فيها، فكان «التوك توك» والموتوسيكل، ومع تحول شوارعنا إلى جراجات مفتوحة، وسيارات متراصة للعرض وليس للسير، جاء الموتوسيكل كأداة إنقاذ سريعة تتخطى الزحام و«تخترق» الإشارات الحمراء. وفي دولة «الفوضى» تحول «التوك توك» إلى رمز للتحرش والاختطاف والسرقة بالإكراه،.. فيما التصقت بالموتوسيكل تهمة اختطاف الحقائب النسائية، قبل أن يتغير نشاطه الى الداعم الأول للإرهاب! .. طبعاً لا أحد يعارض أو يمانع إعادة الانضباط للشارع المصري، والالتزام من الجميع بضرورة ترخيص كل أدوات النقل،.. ولكن مثلها مثل اي شيء آخر.. كالنار والماء والسكين والكهرباء، مفيدة اذا احسن استخدامها، وقاتلة اذا أُسيء الاستخدام. وإذا كانت أقصى أفكار حكومتنا الرشيدة لمكافحة الارهاب هي منع ركوب شخصين على موتوسيكل واحد.. فلك الله يا بلدي. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter@hossamfathy66