قال الدكتور سعد الدين إبراهيم عالم الاجتماع والناشط المعارض إنه يشعر بالفخر والعزة والكرامة إزاء نجاح الثورة الشعبية التي أدت إلى الإطاحة بحكم الرئيس حسني مبارك، ووجه التهنئة للمصريين على عودة الروح، "فالثورة أعادت لنا كرامتنا وقيمتنا في العالم كله الذي كان يشاهد لحظة بلحظة مجريات الأمور في مصر". واتفق إبراهيم وهو أحد الذين جاهروا بمعارضتهم لنظام مبارك قبل سنوات وقضى بعض الوقت بالسجن مع آراء كثيرين قالوا إن مبارك في بداية توليه الحكم قبل 30 عامًا، خلفًا للرئيس أنور السادات كان يغلّب مصلحة الوطن على عكس الوضع في سنوات حكمه الأخيرة، حيث كان يغلب مصالحه الشخصية. وكان إبراهيم مقربا من مبارك وأسرته خاصة في السنوات الأولى من حكمه، حيث كان يشرف على رسالة الماجستير التي أعدتها سوزان مبارك حرم الرئيس السابق في الأربعين من عمرها، وكان موضوعها عن الفقر، حيث كانت تفكر آنذاك في كيفية مساعدة الأسر الفقيرة. وقال إبراهيم- الذي أقام لسنوات في المنفى- في مقابلة مع فضائية "المحور": "للأسف حال أسرة مبارك في بداية الحكم كان مختلفًا عن النهاية، كانوا ناس عاديين وشرفاء كان مبارك يغلب مصلحة الوطن على مصالحه، وكان يقول الكفن ليس له جيوب". ووصفه بأنه كان "زاهدًا في الحياة، لكن للأسف فالحال تبدل لأن السلطة مفسدة والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة والسلطة المطلقة الطويلة مفسدة لا حلول لها"، وكشف أنه طلب من الرئيس مبارك ضرورة التنحي في 4 فبراير الجاري، لكنه "كان عنيدًا ولم يتوقع جسامة ما يحدث حوله كان يظن أن الناس ستهدأ والثورة ستنتهي ويتم قمعها". وعزا سوء علاقته مع أسرة مبارك إلى "أني أول من تنبأ بملف التوريث ورغبة مبارك في توريث لابنه جمال للحكم، فلم أعد أحتمل ما أسمع، لهذا كتبت تقريرًا عن ذلك فغضبوا عليّ واعتبرها خيانة العيش والملح وأصبحت عدوهم الأول". وقال إنه في أعقاب ذلك "بدأت الاتهامات تلاحقني وكل القضايا التي كانت ضدي كانت من أعضاء الحزب "الوطني" فاتهموني بالخيانة وبأني عميل لأمريكا وجعلوا مني خائنًا لوطني وسجنوني وظلموني". وتابع: "الكثيرون مثلي ويشعرون بالظلم، لكن الثورة انصفتنا جميعا وأعادت الأمور لنصابها والحق لأصحاب الحق"، وقال إنه "رغم ما فعله مبارك بي وبغيري إلا أنه صعبان عليّ لأن نهايته كانت مأساوية في شيخوخته". وتوجه بالتساؤل إلى المجلس العسكري عن مصير زكريا عزمي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، وعمر سليمان نائب الرئيس ومدير المخابرات العامة السابق، وعما إذا كانا في القصر الجمهوري، وهل لا يزالان في السلطة ما دورهما؟، بعد أنباء عن أنهما لا يزالان يمارسان مهامهما حتى بعد الإطاحة بنظام مبارك. وطلب إبراهيم من شباب الثورة "أن يحافظوا على ثورتهم ونحن سنساندهم ولكن سنبقى خلفهم"، فيما دعا "البرلمان الموازي" والحكومة إلى فتح ملف القمح والغذاء، "فبلدنا كانت مزرعة روما للقمح والآن نستورده ونستورد كافي احتياجاتنا من الغذاء أرجو الاهتمام بهذا الملف". وتمنى في النهاية أن يكون الرئيس القادم عمره يتراوح بين الأربعين والستين وأن يعرف الناس بكل ماله وما عليه قبل الرئاسة وبعدها، وقال "أتمنى أن يكون إنسانًا عاقلاً ورشيدًا وذا خبرة ويتعامل مع الناس لا من برج عال".