كما لو أن مسؤولينا تفاجأوا بوجود «العشش» و«الغرز» و«القهاوي» أسفل الكباري البعيدة عن قلب العاصمة، بعد انهيار كوبري «منصور» في عزبة النخل! .. وكما لو أن إعلامنا «الرصين» فوجئ بوجود عشرات من أنابيب الغاز تنتشر عشوائياً مع هذه «الغرز» والمقاهي وعربات الفول والطعمية والكشري وغيرها دون أي رقابة أو أدنى إجراءات الأمن والسلامة. .. وكما لو أن خبراءنا «الاستراتيجيين» استفاقوا إلى حقيقة وجود «حرب» مع الإرهاب، يستخدم فيها كل أسلحته، ولا يهمه من يقتل من أبناء هذا الوطن – طالما يعتمدون الفتوى الذهبية بأن الضحايا الأبرياء سيبعثون على نياتهم!! - وأن إسقاط الدولة والنظام هو المطلوب، ولذلك استفاق الخبراء محذرين من احتمالية وجود شبهة جنائية – كما قال اللواء عادل العبودي مساعد وزير الداخلية الأسبق – وإمكان وضع عبوات ناسفة أسفل الكباري، بشكل فني ينسف «مفاصل» ودعاميات الكباري ما يؤدي إلى انهيارها، وطالب بضرورة تكثيف الرقابة الأمنية على الكباري الرئيسية في مصر كلها!! وتعيين حراسة عليها، واستخدام كاميرات للمراقبة الإلكترونية أعلى وأسفل الكباري مع وجود تحرك سريع للتدخل عند الاشتباه. الحقيقة يا سادة أن الحالة «العشوائية» التي نعيشها ليست وليدة اليوم، ولا حتى السنوات الثلاث الماضية، بل نشأت «العشوائية» وتدللت وترعرعت وانتشرت وتوسعت وتغلغلت في كل مناحي حياتنا منذ عشرات السنين، وإذا كان «حريق في عشة» يؤدي إلى انهيار كوبري ضخم كما شاهدنا جميعاً. فيجب أن تدق أمامنا مئات من أجراس التحذير، وتشتعل أمام أعيننا آلاف اللمبات الحمراء. .. حريق في عشة.. أدى لانفجار أنابيب غاز.. فاشتعل كابل كهرباء «عار» أسفل الكوبري.. هكذا ببساطة! لكن أحداً لم يذكر أن أغلب قواعد الجسور عندنا «مكشوفة» وان هيئة الطرق و«الكباري» والسكة الحديد، لا تقوم بعملها في صيانة الكباري وإزالة الإشغالات من تحتها، أو أنها «تبلغ» الجهات المعنية بالمخالفات، لكن «هذه المعنية» لا «يعنيها» أن تزيل الإشغالات! وفي النهاية يموت الأبرياء، ويُهدر المال العام، ونواصل السلوك العشوائي، بانتظار كارثة جديدة نصورها، ونتفاعل معها، ثم ننساها! للأسف هذا حالنا.. وأعيد {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter@hossamfathy66