استنكر الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، تصريحات الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" التي هاجم فيها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، على خلفية موقفه من التطورات السياسية في مصر. وقال علام في بيان صحفي مساء الاثنين، إن "الأزهر هو المرجعية الأولى للمسلمين في مصر والعالم والذي لم ولن تنال منه مثل هذه التصريحات". وأكد أن "هذا التطاول وتلك الإساءات الموجهة إلى الأزهر وشيخه الجليل، والتي تصل إلى حد السب والقذف، لا تصلح أن تصدر من طالب علم فضلا عن شيخ حمل رسالة الأزهر وتشرف بارتداء عمامته". ووصف المفتي الأزهر بأنه "الحصن الحصين لمصر وللأمة الإسلامية، ودوره ورسالته تتسامى فوق كل الصراعات الحزبية والمصالح الفردية الضيقة، وهو الحامي من التيارات المتشددة والأفكار الشاذة التي يحملها بعض أفراد المجتمع. كما أنه ومازال حائط الصد المنيع أمام كل محاولات النيل من مصر وشعبها ودورها الإقليمي والعالمي". وأشار إلى أن "الأزهر الشريف لم يكن يومًا خادمًا لحكم أو طالبًا لسلطة، وإنما دوما كان حاميًا للدين وحارسًا أمينا على الأمة ومصالحها دون تحزب، وظل دومًا منارة العلم الشرعي الصحيح والوسطي البعيد عن تيارات التشدد والمغالاة". ولفت إلى أن دور الأزهر لا يمكن أن يزايد عليه أحد، كما أن المصريين يدركون طبيعة الدور التاريخي الذي جعل من الأزهر ملاذًا ومرجعية يأوي إليها كل المصريين على اختلاف توجهاتهم، مما جعله إحدى الضمانات الأساسية لوحدتهم على مر التاريخ، مطالبًا جميع المصريين بالالتفاف حول الأزهر الشريف وشيخه. وأكد مفتي الجمهورية، أن الأزهر مستمر في القيام بدوره الوطني، وتحقيق آمال وتطلعات الشعب المصري ونشر الفكر الأزهري الوسطي المستنير، ليظل دومًا رأس القوة الناعمة للإسلام والمسلمين حول العالم. وكان القرضاوي ظهر مساء الأحد على شاشة قناة "الجزيرة مباشر مصر"، معتبرا أن "نتائج استفتاء الانقلاب في مصر باطلة لأن ما بني على باطل فهو باطل" كما أكد أن الاتهامات الحالية الموجهة لجماعة الإخوان المسلمين "ظالمة وباطلة، وتخالف نهج الإخوان المؤسس على المسالمة طوال تاريخهم." وتساءل القرضاوي حول تعاون المجلس العسكري مع الإخوان في السابق إن كانت الجماعة بالفعل إرهابية، واعتبر أن ما حصل في الثالث من يوليو الماضي "ليس عزلا، بل اختطافا لرئيس منتخب، من خلال انقلاب عسكري" وأضاف : "لو حكم (الفريق أول عبدالفتاح) السيسي مصر سيكون حكما باطلا وظالما، لأنه ليس مبنيا على اختيار شعبي." كما استنكر موقف الأزهر قائلا إن مهمته ليست "تأييد الحاكم والتطبيل له" وأن مواقف شيخه باتت "عارا على مصر".