نظمت جامعة الأزهر وقفة احتجاجية أمس تقدمها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، للتنديد بحادث التفجير الذي استهدف كنيسة الإسكندرية، ردد المشاركون خلالها الهتافات التي تؤكد وحدة الشعب المصري وترفض أي محاولات للوقيعة، وتستنكر الحادث ومن يقف وراءه. أكد الطيب رفض مصر رفض ومسيحيها لكل أشكال الإرهاب ودعمها لروح التسامح والإخوة بين المسلمين والمسيحيين، لمواجهة أي محاولات لإثارة الفتنة الطائفية. وجدد استنكار المؤسسة الدينية في مصر للحادث، وصوفه بأنه حادث غريب عن طبيعة الشعب المصري المتسامح وأنه قد تم التخطيط له من خارج مصر التي لم تعرف الفتنة الطائفية منذ مئات السنيين. وشدد الطيب خلال الوقفة التي حضرها الدكتور عبد الله الحسيني رئيس الجامعة وبمشاركة نواب رئيس الجامعة وبعض أعضاء هيئة التدريس واتحاد الطلاب، على ضرورة وحدة أبناء شعب مصر بمسلميه ومسيحييه لمواجهة هذه الحادثة العابرة، وتفويت الفرصة على أي دخيل بين شعب مصر. من جانبه، أكد الدكتور عبد الله الحسيني رئيس جامعة الأزهر إدانة الجامعة وأعضاء هيئة التدريس والطلاب لحادث الإسكندرية الإرهابي. وشدد على تماسك شعب مصر لمواجهة هذا الحادث، مشيرا إلى روح التسامح التي تجمع بين أبناء شعب مصر وترفض اي محاولات للوقيعة بينهم، وقدم التعازي باسم الجامعة والطلاب لضحايا حادث كنيسة الإسكندرية متمنيا الشفاء العاجل للمصابين. من جانبه، أعلن تيار التجديد الاشتراكي عن تنظيم وقفة احتجاجية صباح الخميس أمام مجمع محاكم الجلاء تحت شعار "لو كان التضامن مع الأقباط تهمة فكلنا متهمون"، للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين على خلفية تضامنهم مع مطالب الأقباط، مؤكدا تضامنه مع مطالب الأقباط المشروعة. وقال بيان للتيار إنه "في تصعيد خطير من وزارة الداخلية تم تحديد محاكمة جنح عاجلة للنشطاء الثمانية المعتقلين على خلفية تضامنهم مع مطالب إخواننا الأقباط أمام كنيسة مسرة شبرا اليوم الخميس الساعة 9 صباحا". وأوضح أن التهم الموجهة للنشطاء هي "المشاركة في التجمهر والصياح وازدراء الدستور والقانون وإتلاف ممتلكات عامة وتنتهي بالتعدي على 15 عسكري أمن مركزي و4 ضباط وإتلاف 11 سيارة لوري و9 سيارات خاصة وسيارتين ميكروباص و 2 بيك آب شرطة وتحطيم الرصيف". والنشطاء هم: مصطفى محيى ومصطفى شوقي ومحمد ناجى، ومحمد عاطف وتامر الصادي وأحمد رفعت وضياء أحمد ربيع وعمرو أحمد حسن. يأتي ذلك فيما حذر الدكتور يحيى القزاز عضو حركة "كفاية" وأحد مؤسسي "مجموعة 9 مارس لأساتذة الجامعات" من استمرار المظاهرات والزيارات "الرسمية" المنددة بحادث كنيسة القديسين، ووصفها بأنها "غباء سياسي يؤدي لاعتراف ضمني بقيام دولة الكنيسة داخل مصر". وقال فى تصريحات ل "المصريون": "نحن المصريين نقر بعظم وفداحة مصاب مصر في كنيسة القديسين ولا يمكن لأحد المزايدة على أحد في ذلك، لكن خروج مظاهرات النفاق الرسمية بهذه الكثافة، وبهذا الشكل يمثل خطورة شديدة على وحدة مصر، حيث أن هذه التصرفات تؤسس لتفتيت مصر ووضع حجر الأساس لتكوين دولة الكنيسة الحقيقية بعد أن ذهب إليها المسئولون وافتعلوا المظاهرات وكأن الكنيسة باتت دولة داخل الدولة". وأشار إلى أن هؤلاء المسئولين الذين يقودون المظاهرات ويخطبون الخطب العصماء لم يشاهدهم أحد يخرجون فى مظاهرة لقضية تهم الشأن العام ولم يصدر أحد منهم حتى برقية عزاء واحدة يوم أن مات أكثر من ألف مصري غرقا فى حادثة العبارة الشهيرة. وأضاف أن الأمن الذي سمح بخروج عشرات المظاهرات حتى الآن بالجامعات لم يسمح بقيام أي مظاهرة أو حتى شبهة مظاهرة تضامنا مع ضحايا حادثة العبارة وقطار الصعيد وغيرها من الكوارث التي لحقت بالمصريين فى السنوات الأخيرة. وتابع قائلا: "يجب أن لا يفوت الجميع أن الأقباط داخل مصر لم يطالبوا فى يوم من الأيام بقيام دولة مستقلة لهم وإنما يطالبون فقط بالحصول على حقوق المواطنة مثلهم فى ذلك مثل أي مواطن مصري يؤمن بحقه فى المواطنة ويرفض التفريط فى هذا الحق بينما تأتي التصرفات غير المسئولة التي يرتكبها أذناب النظام المصري بغباء منقطع النظير ليضع كتلة محددة للمسيحيين كما لو كانوا كتلة منعزلة لا علاقة لها بالوطن الأم، أو كأنها دولة داخل الدولة وهو غباء سياسي يرفضه الأقباط نفسهم". وأعرب القزاز عن اعتقاده بأن استهداف المسيحيين فى التفجير الأخير لم يكن موجها لشخص المسيحيين بقدر ما كان موجها للولايات المتحدة التي تدعم الاستبداد فى الدول العربية، ولأن هذه الجماعات لم تتمكن من النيل من تلك النظم المستبدة فإنها اختارت الحلقة الأضعف التي تعتقد أنها تحظى بدعم الولاياتالمتحدة التي تؤكد ليل نهار أنها راعية المسيحيين في العالم.