علمت "المصريون" أن هناك ضغوطا شديدة يمارسها رجل الأعمال نجيب ساويرس على الشركة المصرية للاتصالات للانسحاب من المناقصة الخاصة بالحصول على رخصة شبكة المحمول الثالثة رغم أن الشركة قامت بشراء كراسة الشروط وأكدت في عدد من المحافل عزمها التقدم للحصول على الرخصة الثالثة. وأشارت مصادر مقربة من الشركة إلى أن ساويرس حاول إغراء الشركة بالانسحاب من المناقصة عبر تقديم وعود لها بالتدخل لدى الحكومة لإقناعها بالموافقة على إدخال زيادات على الاشتراك في التليفون الأراضي وتعريفة المكالمات المحلية بنسبة 25% ، وهو ما يدر على الشركة أكثر من مليار جنية سنويا ، وذلك تعويضا للشركة عن الانسحاب من مناقصة الشركة الثالثة. ونبهت المصادر إلى أن تحجج الشركة بعدم المغامرة بفقدان أسهمها في شركة فودافون مصر ، المالكة لشبكة المحمول الثاني في مصر والتي تقدر بنحو 25% من أسهمها ، ما هو إلا ذر للرماد في العيون وإيجاد أرضية لانسحاب الشركة من مناقصة الشبكة الثالثة. ووافقت المصرية للاتصالات في 2003 على التخلي عن رخصة ثالثة غير مستخدمة ، وبمقتضى الصفقة حصلت المصرية للاتصالات على حصة في فودافون مصر. وذكرت تقارير إعلامية في وقت سابق إن المصرية للاتصالات بدأت محادثات لبيع حصتها البالغة 25.5 في المائة في فودافون مصر في إطار الاستعدادات لتقديم عرض للرخصة الجديدة ، لكن المصرية للاتصالات نفت تلك التقارير. وشددت المصادر على أن ساويرس يقوم بنفس الدور الذي قام به مع الشركة المصرية للاتصالات مع الهيئة القومية للبريد لإقناعها بعدم المشاركة في مناقصة الرخصة الثالثة عبر تقديم وعود وضمانات اقتصادية لها ومشاركتها في بعض المشروعات الأخرى لتعويضها عن الانسحاب من المنافسة على الرخصة الثالثة للمحمول. وأبدت الكثير من الشركات العالمية والإقليمية والمحلية اهتمامها الشديد بدخول المنافسة للحصول علي الرخصة الثالثة للتليفون المحمول. ومن المتوقع أن تتكون تحالفات من هذه الشركات للتقدم للمزايدة. وسوف تعطي الأفضلية في التقييم لهذه التحالفات لمن يطرح جزءاً من الأسهم في البورصة المصرية بعد عامين من تاريخ تشغيل الشبكة . وقامت أكثر من 21 شركة بشراء كراسة الشروط والمواصفات الخاصة بالرخصة، وقالت شركة تليكوم ايطاليا إنها تبحث التقدم بعرض للفوز بالرخصة ، فيما قالت شركة الاتصالات المتنقلة الكويتية وشركة الإمارات للاتصالات (اتصالات) إنهما ستنافسان على الرخصة في حين قالت شركة تركسيل التركية إنها ستسعى للوصول إلى المرحلة النهائية من عملية المزايدة على الرخصة. وتشغل شركتا فودافون مصر وموبينيل شبكتي المحمول القائمتين في مصر حاليا واقترب عدد مشتركيهما من 13 مليون مشترك بنهاية ديسمبر الماضي ، فيما يتجاوز عدد سكان مصر 73 مليون نسمة. وفي سياق متصل ، أكدت المصادر أن ضغوط ساويرس على الحكومة المصرية تقف حائلا دون تنفيذ الالتزامات الحكومية الخاصة بتحرير قطاع الخدمات وعلى رأسها الاتصالات وهو ما يسمح لشركات أجنبية بالعمل في مجال الاتصالات حيث يرى ساويرس أن دخول الشركات الأجنبية هذا المجال سوف يتسبب له في خسائر تقدر ب25% من أرباح شركة موبينيل سنويا ، وهو ما يعرضها لكارثة. وحذرت المصادر من إمكانية تعرض مصر لعقوبات اقتصادية إذا استمرت الحكومة في الانصياع لرغبات ساويرس خصوصا بعد تهديد مدير بنك الاستثمار الأوروبي فيليب دوفيليبان بإعادة النظر في تمويل المشروعات المصرية إذا لم تتبن القاهرة تحريرا كاملا لقطاع الخدمات وتنفذ التزاماتها الدولية.