"الحمد لله فى السراء والضراء.. أنعم الله على بسبب القضاء بنعمة عجَزَ الكثير من القضاة أن ينالوها هى حب الناس واحترامهم ويكفيني هذا من القضاء" بتلك الكلمات نعى المستشار وليد شرابي المتحدث باسم حركة قضاة من أجل مصر، قرار مجلس التأديب والصلاحية برئاسة المستشار محفوظ صابر رئيس محكمة استئناف المنصورة بعزله من منصبه القضائي بتهمة تكدير السلم والأمن العام لعضويته في حركة "قضاة من أجل مصر". "شرابي" الذي يبلغ من العمر 41 عامًا قضى خلالها أكثر من 15عامًا في بهو القضاء قال: "إن أبنائي وأحفادي سيتباهون بما قدمته أثناء عملي فى القضاء، مؤكدًا أن كل ما حدث لا يهمه لكنه شدد على أنه يسأل الله أن يكون البيع قد ربح عنده، مضيفًا: "وأشهد الله أن الأيام لو عادت لفعلت مثل الذى فعلت بل قد أزيد".
وأكد "شرابي" في تدوينات له عبر فيس بوك عقب قرار عزله "إنى احتسب عند الله أنى كنت من أشد القضاة إزعاجًا لهؤلاء الفسدة وخروجي من عباءة القضاء زادني إصرارًا على محاربة الباطل وحرية فى طرق مواجهته".
كانت التحقيقات قد جرت مع "شرابي" بشأن عضويته بحركة "قضاة من أجل مصر" التي اتهمت بتكدير السلم والأمن العام, وإحداث الفتنة بين القضاة والإساءة إليهم, والاشتغال بالعمل السياسي علي نحو يخالف أحكام القانون, ومشاركته في إعلان نتيجة رئاسة الجمهورية قبل إعلانها رسميًا مما وصفت الجهة المختصة بذلك وهى لجنة الانتخابات الرئاسية.
أصدقاء شرابي والمقربون له رأوا أنه كان من الأفضل الابتعاد عما وصفوه بالمنظومة الفاسدة، حيث قال أحدهم "الله أكبر ولله الحمد والله إنه لنصر كبير لك سيدي أن تم استبعادك عن تلك المنظومة الفاسدة الحقيرة، متسائلاً: "كيف يجتمع الأطهار مثلك فى مؤسسة نجسة مثل هؤلاء". كما وصف أحد أصدقاء شرابي بأنه من أرفع القضاة خُلقًا وأكثرهم أدبًا، فكتب قائلاً: "بذلت وناضلت بحسب ما أوتيت من علم في سبيل قضية آمنت بها, فرُميت بالسهام فلم تردها على غيرك، ونيل منك فلم تنل من غيرك، وما ذلك إلا لطهارة قلبك ونبل أخلاقك.. جزاك الله خيرًا وجمعنا وإياكم في مستقر رحمته". فيما كتب آخرون في تدوينة قصيرة "سلطة الموت والبطش والقهر يسهل عليها العزل والإقصاء لكل من عارضهم ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين". وبالرغم من ذلك فإن انتقادات عدة وجهت لقاضي التحقيق ومن حوله من عدد من النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك متهمين إياه بالمحاباة للمستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة بالرغم من أنه كان يعمل بالسياسة منذ أن أعلنت نتيجة انتخابات الرئاسة وفوز الدكتور محمد مرسي بها بل وقبيل ذلك عندما تدخل في أعمال البرلمان وافتعل العديد من المشاكل مع أعضائه سواء كان بمجلس الشعب أو باللجنة التأسيسية ما أثار علامات استفهام ربما فندها البعض بأنها ضريبة كان لابد منها يجنيها أنصار الديمقراطية والحرية.