دشن منشقون عن حركة "تمرد" حملة جديدة باسم "تمرد تصحيح المسار"، بعد إعلان عدد من قيادات الحركة أبرزهم محمود بدر، وحسن شاهين، ومحمد عبد العزيز تحول الحملة إلى حركة سياسية، فيما انضم بعض الأعضاء البارزين لحملة "مرشح الثورة" التي تطالب بدعم مرشح مدني للرئاسة، بعد تصريح قيادات بالحركة بدعم وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي كمرشح للرئاسة، فيما دشن عدد آخر حملة جديدة موازية على "فيس بوك"، لسحب توقيعاتهم من "تمرد"، لما اعتبروه "انحراف الحركة عن المسار الذي وقعّوا عليه في استمارات سحب الثقة من الرئيس المعزول". وقال إسلام همام، أحد مؤسسي الحملة المنشقين ومدير مكتبها الإلكتروني للإذاعة الألمانية "دويتشه فيله": "عندما أسسنا حملة تمرد كان لهدفين هما؛ إسقاط الرئيس محمد مرسي، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. نجحنا في المطلب الأول، وما زلنا ننتظر تحقيق الهدف الثاني، وبالتالي فإن أي أشخاص يحاولون أن يأخذوا شكلاً مختلفًا عن الحملة فهم بالتالي خارج الحملة، مثلما قام عدة أشخاص لا يتعدى عددهم 14 شخصا يتزعمهم محمود بدر وحسن شاهين ومحمد عبدالعزيز باتخاذ قرار منفرد بتحويل الحملة إلى حركة سياسية". ويوضح همام الفرق بين الحملة والحركة، قائلا "الحملة تعبر عن جموع الشعب المصري وهي أكبر من أي حركات سياسية، فالحركات السياسية تنطوي تحتها وتدخل في الحملة مثلما حدث قبل عزل مرسي عندما أعلنت الحركات السياسية عن تضامنها معنا والاستجابة لدعوتنا للنزول إلى الشارع لإسقاطه". أما محب دوس، المنسق العام لحملة "تمرد"، وأحد مؤسسي الحملة الأصلية، فيتهم بعض قيادات الحملة التي تحولت إلى حركة بأن "هناك بعض الشبهات المالية تثار حولهم، خاصة تلقيهم أموال لخدمة الحملة وحصلوا عليها لمنافع شخصية، ووضح آثار هذه الأموال على الأوضاع المادية للبعض، وكنا ننتظر ردًا منهم على هذه الاتهامات لكنهم لم يردوا". وأضاف أن تحالف بعض مؤسسي الحركة مع النظام الحالي وموافقتهم على كل ما يفعله كان من ضمن الأسباب الرئيسية التي أدت لانشقاقهم، واصفا هذا التحالف ب"المشبوه"، موضحًا أن من بين المواقف رفضهم إدانة السلطة على خلفية وقف البرنامج الساخر لباسم يوسف لسخريته من شعبية الفريق عبد الفتاح السيسي. من جانبها تقول منى سليم، التي انشقت عن الحملة بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة بالقوة من قبل الجيش والشرطة مما أدى إلى مقتل المئات، حيث رفضت الحملة إصدار بيان تدين فيه العنف المفرط في فض الاعتصامين؛ "كنا مختلفين حول فكرة التفويض وفض الاعتصام بالقوة، وأنا كنت من ضمن الذين يرفضون أن تقوم قوات الشرطة والجيش لقتل كل هذا العدد من المصريين حتى لو كان هناك سلاح داخل الاعتصام"، مطالبة بتحقيق مستقل في كل الأحداث السابقة. وحول حملة "مرشح الثورة" التي انضمت إليها مؤخرا تقول: "هذه حملة مستقلة وتهدف للالتفاف حول مرشح مدني للرئاسة للحفاظ على فكرة المرشح المدني وعدم نجاح أي عسكري في سباق الرئاسة وأقصد هنا بالخصوص الفريق أول عبد الفتاح السيسي"، مضيفة أن من يطرحونه كمرشح للرئاسة هو حمدين صباحي، مؤكدة أن الحملة ليس لديها مانع أن تدعم أي مرشح مدني آخر إذا توافقت عليه القوى المدنية والثورية. في المقابل رفض حسن شاهين المتحدث باسم الحركة الرد على هذه الاتهامات، قائلاً: "لا تعليق ردا عليهم..وهذه الاتهامات لا تستحق الرد في ظل حالة التخبط التي تعيشها البلد.. لابد لفصائل الثورة أن تضع لنفسها خطة وتتحول من الاندفاع الثوري إلى الحكمة". وحول تحالفهم مع النظام الحالي برر شاهين ذلك قائلا: "من الممكن أن تكون هناك شراكة في مرحلة ما مثل المشاركة في لجنة الخمسين حتى أصل لمرحلة استقرار بالبلد لأنه حتى الآن ليس هناك نظام ولا دولة"، معترفا في الوقت ذاته بأن هناك انتهاكات جسيمة ترتكب من السلطة الحالية". وحول الانقسام الذي يعصف بالحركة من جديد بسبب المرشح الرئاسي يقول شاهين: "هناك وجهتين نظر مختلفتين داخل الحركة.. هناك من يرى أن السيسي بطل شعبي ويجب أن يخوض الانتخابات الرئاسية، وهناك من يرى أيضا مثلي أنه بطل شعبي ويجب ألا يخوض الانتخابات الرئاسية حرصا على مكانته اللي اكتسبها".