تصلّب الجلد، المعروف أيضاً باسم التصلّب الجهازي، هو حالة مزمنة تأتي نتيجة الإفراط في إفراز مادة الكولاجين داخل الجسم، ويعتبره البعض حالة مزمنة من النسيج الضام في الجسم، وتظل أكثر المسميات شيوعاً هو تصلّب الجلد، ورغم أنه ليس معد أو ورما سرطانيا، لكنه قد يهدد الحياة اعتماداً على شدة المرض. يصيب مرض تصلّب الجلد أعضاء الجسم كونه واحدا من أمراض المناعة الذاتية الروماتيزمية، وهو ما يعني أن نظام المناعة في الجسم يتصرف بشكل غير طبيعي، والنتيجة الرئيسية لهذا هي الإصابة بما يسمى بتصلّب الجلد وظهور التهابات وتقرحات في العديد من أجزاء الجسم، مما يؤدي إلى مشاكل في الرئتين والكلى والقلب والجهاز المعوي وغيرها من الأعضاء، وحتى الآن لا يوجد علاج لتصلّب الجلد ولكن المتاح هو علاجات بديلة فعالة لبعض أشكال المرض المتاحة. ويقول الدكتور خالد عبد العزيز أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة القاهرة: بحسب جريدة العرب اللندنية: إن أعراض تصلّب الجلد يمكن تقسيمها إلى فئتين رئيسيتين: موضعية تصيب جلد الوجه واليدين والقدمين، وجهازية تؤثر على الأوعية الدموية والأعضاء الداخلية الرئيسية في الجسم مثل الرئتين والكلى والقلب. المصابون بتصلّب الجلد الموضعي يعانون من أعراض تتعلق بالجلد فقط، أما الذين يعانون من تصلّب الجلد الجهازي قد يواجهون تصلّب الجلد، وكذلك بعض الأعضاء البانية مثل القلب والرئتين والجهاز الهضمي. وأوضح الدكتور أن الأطباء مازالوا لا يعلمون الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى تصلّب الجلد، لكن توجد أشكال متعددة أكثر شيوعا بين الفئات العمرية المختلفة تؤثر على حالة النساء أكثر من الرجال، وخاصةً الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و55 سنة ممن لديهم أعلى معدل لفرص الإصابة بالمرض، ويعتقد العلماء أن ظهوره قد يكون على أساس الجنس والتاريخ العائلي لبعض الأمراض. من جانبه أضاف الدكتور محمد القزاز أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة الأزهر؛ أن هناك أنواعا لتصلّب الجلد، فمثلاً يوجد الجلد الخطي: وهو شكل من أشكال التصلّب الذي يحدث في معظم الأحيان على الجبهة والساقين والذراعين، وهناك أيضا القشيعة: وهو شكل آخر من أشكال تصلّب الجلد الموضعي، ويأتي من خلال بقع بيضاوية الشكل من الجلد السميك على الجسم. وأكد أن من علامات ظهور مرض تصلّب الجلد، انتفاخ الأصابع، وضيق الجلد حول الوجه واليدين أو الفم، وظهور بقع تميل إلى اللون الأخضر، بالإضافة إلى أن الحساسية المفرطة أثناء التعرض لدرجات حرارة ساخنة أو باردة وشعور الشخص بأن جسمه خدّر أو حدثت تغيرات في لون الجلد، يؤكد أن هذا الشخص مصاب بتصلّب الجلد، وبيّن أن أعراض المرض تنحصر في آلام المفاصل، وظهور قروح على الجلد، والإسهال وضيق في التنفس. بينما صرح الدكتور عبد الفتاح سعيد استشاري الأمراض الجلدية، أن التعامل مع تصلّب الجلد يجعل الشخص يخضع لعدد من الاختبارات بما في ذلك قياس ضغط الدم، والأشعة المقطعية والأشعة السينية لتحديد مدى انتشار المرض، ومع ذلك فإن المكتبة الطبية لا يوجد بها علاج محدد لتصلّب الجلد، لكن يتم التعامل مع الأفراد على أساس الأعراض الخاصة بهم التي تصاحب المرض. وهناك علاجات مستخدمة تؤدي في المقام الأول إلى التخفيف من حدة المرض وتشمل: بعض الأدوية للمساعدة في التنفس، العلاج بالضوء للمساعدة في مكافحة سماكة الجلد، أدوية ضغط الدم والأدوية المضادة للالتهابات، ومع ذلك فإن الحالات الشديدة من تصلّب الجلد يمكن أن تكون قاتلة في كثير من الأحيان لعدم وجود علاج لهذا المرض. وفي السياق ذاته أشار الدكتور محمد الظواهري أستاذ الأمراض الجلدية بالقصر العيني، إلى أن مرض تصلّب الجلد ينتشر بين جميع الأجناس في أرجاء العالم، ولكن النساء أكثر عرضة للإصابة به مقارنة بالرجال، ونادرا ما يُصاب الأطفال بتصلّب الجلد الجهازي، ويتم تشخيص المرض بين معظم البالغين بعد بلوغهم سن الثلاثين وقبل بلوغهم سن الخمسين، مؤكداً أن تصلّب الجلد هو مرض النسيج الضام ويظهر سماكة الجلد، التي يمكن أن تنطوي على ظهور ندب ومشاكل في الأوعية الدموية، وظهور درجة الالتهاب المتفاوتة ويترافق هذا المرض مع نقص نشاط الجهاز المناعي. وتابع الدكتور محمد الظواهري قائلا: تعتبر أمراض المناعة الذاتية هي الأمراض التي تحدث عندما يتعرض الشخص لخلل في أنسجة الجسم، تؤدي إلى ظهور ما يعرف بتليف في الجلد، ومع ذلك فإن سبب تصلّب الجلد مازال غير معروف، لكن يبدو أن البيئة تلعب دورا في هذا المرض، مما تسبب في أضرار تلحق بالبطانة الداخلية للأوعية الدموية الصغيرة، وإصابة الأنسجة التي تؤدي إلى تشكيل ندب وتراكم الكولاجين الزائد. أما الدكتور مهند عبد الجواد استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية والعقم فأوضح أن تصلّب الجلد مرض مزمن ونادر الحدوث نسبيا، وأكثر من 75 بالمئة من الأشخاص الذين يعانون من تصلّب الجلد هم من النساء، وهناك عدة أنواع من تصلّب الجلد وأمراض أخرى ذات صلة به، بالإضافة إلى وجود كثير من الأضرار التي تلحق بالأعضاء الداخلية مثل القلب والأوعية الدموية والرئتين والمعدة والكلى، كما أن آثاره التي تؤثر في أجزاء الجسم وتهدد الحياة تختلف اعتمادا على مدى انتشاره. وأضاف أن من علامات ظهور المرض هو تغيير لون الجلد إلى الأزرق أو الأبيض أو الأحمر التي تحدث غالبا في الأصابع وأحيانا أصابع القدم بعد التعرض لدرجات الحرارة الباردة، حيث ينخفض تدفق الدم إلى اليدين والأصابع مؤقتا، وهذه واحدة من أولى علامات المرض، وقد يصبح الجلد أيضا لامعا أو داكنا بشكل غير عادي في بعض الأماكن، فالمرض يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى تغيرات واضحة في شكل الجلد، لا سيما في الوجه واليدين، ويحدث هذا في حال وجود رواسب الكالسيوم في الجلد أو في مناطق أخرى، أو وجود مشاكل في الكلى، بجانب وجود مشاكل أخرى في الجهاز الهضمي مثل الصعوبة المتمثلة في بلع الطعام، أوالإمساك، أو مشاكل في امتصاص المواد الغذائية مما يؤدي إلى فقدان الوزن. وأكد الدكتور محمد عامر أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة الزقازيق أن المرض يعيق المصابين أثناء ممارسة بعض الأنشطة اليومية بسبب قيود الألم وعدم الإحساس بالأطراف، ومن هنا لا بد على الشخص المريض ارتداء الجوارب والأحذية والقفازات، وتجنب الغرف الباردة والانتقال إلى مناخ أكثر دفئا، كما أن بعض المرضى تحدث لهم انتكاسة نفسية أمام