كشفت وثائق موقع "ويكيليكس" المسربة حديثا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تشاورت مع مصر والسلطة الفلسطينية قبل بدء العدوان على قطاع غزة المحاصر في نهاية عام 2008 بشأن تولي السيطرة على القطاع بمجرد هزيمة حركة المقاومة الإسلامية "حماس", فيما أمرت أمريكا دبلوماسييها بجمع معلومات عن قادة حماس. وأوضحت الوثائق أن الجانبين المصري والفلسطيني رفضا الطلب الإسرائيلي لدعم العدوان، إلا أنهما لم يقطعا خلال المشاورات مع تل أبيب. وكان موقع "ويكيليكس" كشف عن أكثر من 250 ألف رسالة سرية أرسلها دبلوماسيون أمريكيون من سفارات الولاياتالمتحدة حول العالم إلى وزارة الخارجيَّة في واشنطن. وألقت الوثائق الأخيرة الضوء بفجاجة على خلفيات الدبلوماسية الأمريكية ووضعت الولاياتالمتحدة في موقف حرج. وأعلن موقع "ويكيليكس" أنه أراد بنشر هذه الوثائق إبراز "التعارض" بين الموقف الرسمي الأمريكي "وما يقال خلف الأبواب الموصدة". وحاولت الدبلوماسية الأمريكية خلال الأيام القليلة الماضية الحدّ من الأضرار عبر الاتصال بنحو عشرة بلدان لحثها على تفادي أي ردود فعل سريعة، وسارع البيت الأبيض الأحد إلى إدانة العمل "غير المسئول والخطير" المتمثل بنشر هذه الوثائق، محذرًا من تداعياته على حياة الكثير من الناس. وأشارت الوثائق إلى برقية صادرة عن السفارة الأمريكية في تل أبيب، جاء فيها أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أبلغ وفداً من الكونجرس الأمريكي العام الماضي أن إسرائيل أجرت اتصالات مع مصر والسلطة الفلسطينية قبل شن عملية "الرصاص المصبوب" على غزة. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي شن العدوان على قطاع غزة بين ديسمبر 2008 ويناير 2009، مما أوقع أكثر من 1400 فلسطيني استشهدوا وفق مصادر طبية فلسطينية. وكشفت الوثائق أن إسرائيل سألت الطرفين عما إذا كانا على استعداد للسيطرة على قطاع غزة بعد هزيمة حماس، موضحة أن "باراك تلقى ردا سلبيا", مشيرة إلى أن باراك انتقد "ضعف" السلطة الفلسطينية "وعدم ثقتها بنفسها". وأشارت البرقية الصادرة عن السفارة الأمريكية –وفق وثائق ويكيليكس- إلى أن إسرائيل أبقت "الحوار" مع مصر وحركة فتح خلال العدوان على قطاع غزة . وفي سياق متصل, كشفت وثيقة مسربة أن أن وزير المخابرات المصرية عمر سليمان أكد للسفير الأمريكي في القاهرة أن الحلّ كامنا في "إجبار حماس على الاختيار بين البقاء كحركة مقاومة أو الانضمام إلى العملية السياسية لأنه لا يمكن أن يكونا الاثنين". وأوضحت الوثيقة أن سليمان أبلغ السفير الأمريكي فرانسيس ريتشاردوني بأن حكومة مصر ستواصل الضغط على حركة "حماس"، لكنها ستحافظ على ما سماه "مستوى اتصالات منخفض مع حماس". ووفق نفس الوثيقة، قال: "رئيس جهاز المخابرات المصرية إن بلاده تريد عزل حماس ووقف هجمات صواريخ القسام"، مشيرا إلى أنه "عندما تتوقف هذه الهجمات فإن الحكومة المصرية ستطالب إسرائيل أن تردّ على التهدئة بالتهدئة". في غضون ذلك، ذكرت وثائق "ويكيليكس" أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمرت دبلوماسييها بجمع معلومات عن قادة حماس من خلال برقية موجهة إلى سفارات واشنطن في مصر وإسرائيل وعمان ودمشق والرياض. وأوضح المصدر أن الوزارة طلبت من هؤلاء الدبلوماسيين جمع ما سماه معلومات حول خطوط السفر الفعلية والمركبات التي يستعملها قادة حماس, بالإضافة لمعلومات مالية, لكنها لم تحدد الهدف من ذلك.