يبدأ الرئيس حسني مبارك، اليوم الثلاثاء، جولة خليجية تستغرق يومين تتصمن زيارة ثلاثة دول، هي: الإمارات وقطر والبحرين، يرافقه خلالها وفد رفيع المستوى، يضم وزراء الخارجية أحمد ابوالغيط والإعلام أنس الفقي والتجارة والصناعة رشيد محمد رشيد واللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة المصرية، والدكتور وزكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية. وصرح السفير سليمان عواد، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن الجولة تأتي قبل أيام من احتفال دولة الإمارات العربية المتحدة باليوم الوطني التاسع والثلاثين، وفي إطار علاقات التشاور والتنسيق المستمر بين الرئيس مبارك وقادة الدول الثلاث، وتعكس خصوصية العلاقات التاريخية الراسخة بين مصر ودول الخليج العربي، بما تمثله من عمق إستراتيجي لمصر وجزء لا يتجزأ من أمنها القومي. وأضاف إن محادثات الرئيس مبارك خلال الجولة الخليجية ستركز على سبل تعزيز التعاون القائم فى مجالات الإقتصاد والتجارة والاستثمار والتنمية وتدعيم التواصل بين اتحادات الصناعة والتجارة والشركات والمستثمرين ورجال الأعمال على الجانبين المصري والخليجي بشتى القطاعات والمجالات. كما يجري الرئيس مبارك خلال الجولة مشاورات هامة تتناول تطورات الوضع الإقليمي بالشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، وجهود إحياء عملية السلام والمستجدات على الساحة العراقية وفي لبنان واليمن والسودان، فضلا عن الأوضاع ذات الصلة بأمن منطقة الخليج. وتكتسب زيارة الرئيس مبارك إلى قطر أهمية خاصة عن زيارتها لكل من الإمارات والبحرين، لكونها تجيء بعد فترة من التوتر الذي شاب العلاقات بين القاهرةوالدوحة، وقد سبقتها أجواء تهدئة بين البلدين، تمثلت في قيام القاهرة بامتداح الدور القطري الإيجابي فيما يخص جهودها لإعادة الاستقرار في إقليم دارفور غربي السودان. في المقابل أثنى الشيخ حمد بن خليفة آل ثان أمير قطر ورئيس وزرائه حمد بن جاسم على علاقات الدوحةبالقاهرة ووصفاها بالمتينة والتاريخية. إلى جانب توقف وسائل الإعلام في كلا البلدين عن تبادل الانتقادات، بعد إصدار أوامر للصحف المصرية بالتوقف عن توجيه أي انتقادات للدوحة كما دأبت خلال الشهور الماضية، وهو ما ردت عليه قطر بإصدار توجيهات لقناة "الجزيرة" بعدم إثارة أية قضايا من شأنها أن توتر الأجواء مع مصر. وإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، سيناقش الرئيس مبارك خلال زيارته للدوحة العديد من الملفات المهمة، منها ملف المصالحة الفلسطينية بين حركتي "فتح" و"حماس"، وغيرها من الملفات والقضايا الإقليمية. وعلمت "المصريون" من مصادر مطلعة بالجامعة العربية، أن ملف التجديد للأمين العام للجامعة عمرو موسى سيكون حاضر بقوة خلال جولة مبارك الخليجية، حيث يسعى لتأمين دعم عربي لاستمراره في منصبه لولاية ثالثة، فضلا عن بحث سبل تطوير مؤسسات العمل العربي المشترك، بما فيها جامعة الدول العربية. وستطرق مباحثات الرئيس مبارك خلال مباحثاته مع قادة الدول الخليجية الثلاث إلى الملف النووي الإيراني والوضع في العراق، في ظل استمرار حالة التأزم السياسي حتى بعد مضي أكثر من ثمانية أشهر على الانتخابات. من جانبه، يرى السفير سعد عزام مساعد وزير الخارجية المصري السابق أن هذه الزيارة تشكل بادرة إيجابية لتطبيع العلاقات بين القاهرةوالدوحة، وهو ما يمكن أن تكون له تداعيات إيجابية على الأوضاع في دارفور وعلى صعيد المصالحة الفلسطينية، في ظل ارتباط الدوحة بعلاقات طيبة مع "حماس" وقال عزام ل "المصريون"، إن ملف التجديد للأمين العام للجامعة العربة عمرو موسى أو البحث عن خليفة له سيكون ضمن مباحثات الرئيس خلال جولته الخليحية، مشيرًا إلى أن مصر تفضل استمرار موسى في منصبه وعدم تقاعده بعد أن سبق ولوح بأن الولاية الحالية ستكون الأخيرة له.