وافقت الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية على الحزمة المقترحة التى تتضمن مجالات تسهيل التجارة والزراعة وقضايا التنمية ، وذلك في ختام فعاليات المؤتمر الوزارى التاسع للمنظمة والذى استضافته مدينة بالى بأندونيسيا خلال الفترة من 3 إلى 6 ديسمبر الجارى بمشاركة وفود ل 160 دولة . وأعلن روبرتو دى أزيفيدو المدير لعام للمنظمة - خلال الجلسة الختامية أمس - موافقة الدول الأعضاء على الحزمة المقترحة بعد أن شهدت الاجتماعات العديد من المفاجات بدأت برفض الهند للحزم المقترحة وخاصة ما يتعلق بالتخزين الحكومى للغذاء والحفاظ على أمنها الغذائى كما طالب وفد كوبا بضرورة وضع نص فى اتفاق تسهيل التجارة يضمن عدم التمييز بين الدول فيما يتعلق بتجارة الترانزيت وهو ما أدى إلى استمرار الاجتماعات وامتداد المؤتمر يوم آخر حتى تم الاستجابة لمطلب الوفد الكوبى وهو الأمر الذى يؤكد صعوبة المفاوضات والتوصل إلى توافق من جميع الدول الأعضاء . وأوضح بيان لوزارة التجارة والصناعة اليوم السبت أنه نظرا للدور المحورى الذى قام به الوفد المصرى برئاسة منير فخرى عبد النور وزير التجارة والصناعة فى الوساطة ما بين المنظمة ممثلة فى مديرها العام والوفد الهندى فقد تم التوصل إلى حلول توافقية تحقق التوازن بين مصالح جميع الأطراف ، لا سيما وأن مصر تساند هذا الموقف باعتبارها أحد الدول النامية المستفيدة . وأكد البيان أن الوفد المصرى المشارك برئاسة عبد النور وبحضور السفيرة وفاء بسيم مندوب مصر الدائم بجنيف حظى بإشادة من جميع المشاركين بالمؤتمر وعلى رأسهم مدير عام المنظمة للمجهود الكبيرة والحرفية العالية فى القدرة على المشاركة فى إدارة المفاوضات حيث عقد الوزير لقاءات مع عدد كبير من وزراء تجارة الدول المشاركة ومنهم السعودية وأيرلندا والإمارات ونيجيريا واندونيسيا وزامبيا وإيطاليا واليونان والسودان وكينيا وتنزانيا والهند والمغرب بالإضافة إلى الممثل التجارى الأمريكى ومدير عام المنظمة والمدير التنفيذى لمركز التجارة العالمى . كما ترأس عبد النور اجتماعات المجموعة العربية لتحديد توجه وموقف موحد للدول العربية فيما يتعلق بالحزمة المقترحة وشارك بفاعلية فى اجتماعات المجموعة الإفريقية ومجموعة ال20 ومجموعة ال33 بالإضافة إلى اجتماعات البنك الإسلامى للتنمية . وقال عبد النور إن نجاح هذا المؤتمر يؤكد أهمية الدور الرئيسى الذى قامت به مصر فى القيام بدور الوساطة للتنسيق بين مختلف الوفود المشاركة وفى الحفاظ على حقوق ومصالح الدول النامية والأقل نمواً وهو ما يشير إلى استعادة مصر لمكانتها الطبيعية كأحد أهم اللاعبين الرئيسيين فى إعادة صياغة النظام التجارى العالمي . وأشار عبد النور إلى أن الحزمة التى تم الاتفاق عليها أصبحت أكثر توازناً عما كانت عليه قبل الاجتماعات حيث أكدت على حق الدول فى دعم المحاصيل الغذائية الأساسية لأغراض الأمن الغذائى دون مخالفة أحكام اتفاق الزراعة .. لافتا إلى أنه تم التوصل إلى ربط الآلية الانتقالية الحالية بالتوصل إلى حل نهائي يأخذ في الاعتبار البعد التنموي للقطاع الزراعي بالدول النامية عامة والافريقية خاصة كما ربطت ما بين التزامات الدول نحو تنفيذ أحكام اتفاقية تسهيل التجارة بالمساعدات المالية والفنية وبناء الطاقات للدول النامية . وعلى هامش فعاليات المؤتمر ، واصل عبد النور مباحثاته مع الوفود المشاركة حيث عقد جلسة مباحثات مع مايكل فرومان الممثل التجارى الأمريكى تناولت مستقبل العلاقات التجارية بين مصر وأمريكا خلال المرحلة المقبلة واستعراض موقف البلدين إزاء القضايا المطروحة على مائدة مفاوضات منظمة التجارة العالمية خاصة ملف التنمية وإنقاذ جولة الدوحة من الفشل. وأوضح الوزير أن اللقاء تناول أهمية تطوير العلاقات المشتركة وذلك فى ضوء الشراكة الإستراتيجية بين مصر وأمريكا .. مشيرا إلى ضرورة وضع رؤية جديدة لمستقبل التعاون التجارى بين مصر والولاياتالمتحدة ترتكز على المصالح المشتركة للبلدين . واستعرض عبد النور مع الممثل التجارى الأمريكى أهمية تعزيز التعاون التجارى وتفعيل دور مجلس الأعمال المشترك والذى تم إعادة تشكيل الجانب المصرى منه خلال سبتمبر الماضى ، لافتا إلى أهمية اتخاذ البلدين لكافة الإجراءات اللازمة للقضاء على المشكلات التى قد تعوق انسياب الصادرات المصرية إلى السوق الأمريكية وقد تم مؤخراً موافقة الجانب الأمريكى على السماح بدخول الموالح المصرية إلى السوق الأمريكية وتعظيم الاستفادة من النظام المعمم للأفضليات ( GSP) والمناطق الصناعية المؤهلة . من جانبه ، أكد مايكل فرومان الممثل التجاري الأمريكي حرص الإدارةالأمريكية على استعادة مصر للاستقرار الكامل وقدرة الحكومة المصرية على الانتهاء من تنفيذ خارطة الطريق وهو الأمر الذى سيسهم فى جذب العديد من الاستثمارات خاصة وأن هناك شركات أمريكية كبيرة ترغب فى الاستثمار فى مصر ولكن تتنظر استقرار الأوضاع .. لافتا إلى أن مصر تمثل أحد أهم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط ولذا فإنها حريصة على مواصلة المشاورات واللقاءات مع المسئولين المصريين لإزالة كافة العقبات والتحديات التى تقف عائقاً أمام تدفق التجارة فيما بين البلدين . وحول موقف الولاياتالمتحدة من مفاوضات منظمة التجارة العالمية ، أكد الممثل التجارى الأمريكى حرص بلاده والتزامها التام بمساعدة المدير العام للمنظمة للتوصل إلى حزمة بالي نظراً لأهميتها في دفع جولة الدوحة قدماً ونظراً لخطورة عدم التوصل إلى اتفاق وهو الأمر الذى سيؤثر على مصداقية النظام التجاري متعدد الأطراف . وفى نفس السياق ، التقى عبد النور بأرنشا جونزاليز المدير التنفيذى لمركز التجارة الدولى حيث بحث معها أهمية استفادة مصر من البرامج والمساعدات الفنية التى يقدمها المركز من أجل تنمية التجارة من خلال مساعدة الشركات المصرية فى تحسين فرص النفاذ بصادراتها إلى الخارج . وقد أكدت المدير التنفيذى لمركز التجارة الدولى أن مصر تأتى على رأس قائمة أولويات المركز بالنسبة لبرامج المساعدة الفنية من أجل تنمية التجارة ، لافتةً إلى أنها عقدت مؤخراً لقاءات مع مسئولى البنك الإسلامى للتنمية ، والحكومة الكندية ، ومسئولى حكومات الدول الأعضاء فى مبادرة ( الدوفيل ) للتباحث حول مصر وقد كان هناك اتفاق من الجميع على أهمية استفادة مصر من البرامج التى يقدمها المركز ، ولذا فإن المشاورات والمناقشات بين المركز ومصر ستستمر لصياغة برامج التعاون الفنى لتنمية التجارة فى الفترة المقبلة . وضم الوفد المصرى المشارك فى اجتماعات المؤتمر الوزارى التاسع لمنظمة التجارة العالمية كلا من السفيرة وفاء بسيم مندوب مصر الدائم لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف ، والوزير المفوض التجارى هانى بسيونى رئيس المكتب التجارى بجنيف إلى جانب ممثليين لقطاع الاتفاقات التجارية.