اعتبر الدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء، وزير التعاون الدولي، أن إنجاز دستور جديد لمصر يحقق أول مرحلة من مراحل المرحلة الانتقالية التى تجتازها بكل مصاعبها وتحدياتها، بعد أن أسقطت مصر "حكمًا مستبدًا في 30 يونيه"، وأشار إلى أن الساحة السياسية مفتوحة لكل من ينبذ العنف. وقال بهاء الدين في كلمة له أمام افتتاح المنتدى المصري الخليجي بالقاهرة، إن هناك أربعة عناصر لهوية مصر الجديدة بعد 30يونيه أولها يأتي علي الجانب الدستوري الذى تحقق بإنجاز لجنة الخمسين لمشروع دستور مصر الجديد. وأضاف أن انتهاء لجنة الخمسين من إعداد مشروع دستور جديد يمثل خطوة هائلة في تطبيق خارطة الطريق والالتزام بها، وأن هذا الدستور تحقق من خلال توافق عام ومساحة مشتركة. وامتدح بهاء الدين ما جاء في مشروع الدستور من مواد تتعلق بحقوق المرأة وبعدم التمييز وبحرية العقيدة وبالحقوق الاجتماعية والاقتصادية وبتأكيد الطبيعة المعاصرة للنظام القانوني المصري. وقال بهاء الدين: "أقول للمصريين لا تقلقوا من اختلاف الآراء حول الدستور ولا تعتقدوا أن الإجماع ممكن أو مطلوب، فهذه طبيعة الدساتير، ولكن المهم أن يأتي معبرًا عن الضمير الجمعي للشعب المصري مهما كان فيه من اختلافات وآراء". وعلى الجانب السياسي، أكد بهاء الدين، أن واجب الحكومة والمصريين سوف يظل الحفاظ على المسار الديمقراطي والدفاع عنه والتمسك بأن يكون الاستفتاء القادم والانتخابات التي تليه نزيهة وحرة ومتاحة للجميع، وان يظل المجال السياسي مفتوحًا لكل من ينبذ العنف ويحترم القانون ويشارك وفقا لخارطة الطريق ويرفض التمييز بكل أشكاله. وأضاف: "علينا احترام الاختلاف وتقدير التعدد في الرأي - داخل الحكومة وخارجها - لأن الاختلاف رحمة والتعدد دليل صحة وهو ما يؤدي إلى القرار الصائب والمتوازن ويحمي تحالف القوى التي شاركت جميعا في الإطاحة بحكم مستبد، ولها جميعًا أن يكون لها صوت في صنع مستقبل البلد. وطمأن المصريين بقوله: "لا تخافوا من الاختلاف والتعدد لأنه ليس خطرًا على وحدة الوطن بل ضمانة له". وعلى الجانب الاقتصادي والاجتماعي، اعتبر بهاء الدين، أن مصر تتجه إلى أن تجد توازنا اقتصاديا جديدا، يعبر عن القاسم المشترك الأكبر لأبناء الشعب المصري وعن توافق بينهم، وهو التوازن بين تشجيع حرية العمل والإنتاج والملكية والاعتماد على القطاع الخاص والاستثمار الخاص. لكنه أكد أن "ذلك سيكون في إطار جديد وعادل من الحماية الاجتماعية التي لا تكتفي بمجرد منح المواطن بعض المسكنات بل تعطيه فرصة كاملة وعادلة لكي يكون منتجا ومشاركا في التمتع بثروات وطنه ومحميا من تقلبات الزمن والظروف الخارجة عن إرادات". من جانب آخر، قال بهاء الدين، إن مصر سوف تظل عضوا فاعلا في المجتمع الاقتصادي الدولي، لها مكانها في مؤسساته ومنظماته ولها حقوق لا تفرط فيها وعليها واجبات لا تتنصل منها. واعتبر أنه إذا كانت المرحلة الانتقالية الراهنة قد بدأت بما يشبه العزلة والمقاطعة من المجتمع الدولي فيما عدا مساندة الأشقاء العرب، فإننا اليوم، بفضل ما تحقق ومساندة أخواتنا العرب وما قطعناه من خطوات على خارطة الطريق، نجد أنفسنا وقد استعدنا مكانتنا في المجتمع الدولي وعادت معظم برامج التنمية والتعاون الاقتصادي بيننا وبين باقي الدول والمؤسسات الى وتيرتها المنشودة وسوف تتسارع كلما قطعنا خطوات جديدة للإمام وكلما زدنا تمسكا بالمسار الديمقراطي الذي وعدنا به المصريين قبل أن نعد به العالم. وأشار إلى أن مصر مقبلة على ميلاد جديد يشارك فيه كل أبنائها ممن اختاروا أن يساهموا في بناء وطن يحمي أمن مواطنيه وحرياتهم وحقوقهم والمساواة بينهم وعلينا أن نحافظ على تعدد المجتمع وتنوعه واختلاف الآراء فيه لكي يخرج مشروعنا معبرا عن مصر وعن تسامحها وترابط مجتمعها، رجالا ونساء، مسلمين ومسيحيين، شيوخا وشباب، يمينا ويسارا ووسطا، لان هذا هو حصننا المنيع وملاذ مصر والعرب الأخير. وشدد على أن قيمة مصر ووزنها يأتي مما تتمتع به من تنوع وتعدد تراكم على مدى آلاف السنين ولا يجوز لنا أن نفرط فيه ولا أن نخاف منه، وأخيرا للمستثمرين العرب الذين يشرفوننا اليوم أقول لهم أنكم قد تحملتم الكثير في السنوات الأخيرة كما تحملنا ، ولان مصر بلدكم ووطنكم الثاني فهذا واجب عليكم ومسؤولية تتحملوها كما نتحملها ولكن بإذن الله فسوف نخرج معا من هذه المرحلة الصعبة والحاسمة موفقين وغانمين وسنذكر يوما وسيذكر أبناؤنا كيف وقفنا معا وكيف نجونا بالبلد معا."
من ناحية أخري انتهي زياد الدين من زيارة للندن يومي الأول والثاني من ديسمبر والتقي خلالها بوزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط ووزير الدولة البريطاني للتعاون الدولي وعدد من المسولين بالبنك الأوروبي لإعادة التعمير والتنمية