انتقد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، قيام حكومة طاجيكستان بسحب طلابها الدارسين بالأزهر بذريعة الخوف عليهم من الأفكار المتشددة والتطرف الديني، وذلك للحد من نفوذ التعليم الديني الخارجي، مؤكدا أنه لا ينبغي للدول إلصاق ما فيها من مشكلات بالتعليم الأزهري المعروف بوسطيته. وقال الطيب في تصريح ل "المصريون" إن مقررات الدراسة في معاهد الأزهر وجامعته علي مدار تاريخه العريق تقوم على الوسطية والاعتدال وقبول التعدد وإنكار ورفض الإرهاب إقرارا لأهمية حياة الإنسان. وصرح أن التعليم الأزهري يشدد على الطلاب بضرورة احترام المخالفين في العقائد وعدم الإساءة إليهم ولو باللفظ، وان الطلاب الوافدين يتم حمايتهم من الأفكار المتطرفة التي قد تتسلل إليهم عبر بعض الجماعات المتشددة. وكان متحدث باسم اللجنة الحكومية للشئون الدينية في طاجيكستان أعلن أن شركة "طاجيك إيرلاينز" أعادت الاثنين 134 شابًا طاجيكيًا كانوا يدرسون في الأزهر الشريف في القاهرة ضمن برنامج قرره الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن، موضحا أن إعادة هؤلاء الطلاب جاء بعدما بات يخشى من تأثير التيار السلفي على الطلبة. وكان الرئيس إمام علي قد ندد في أغسطس الماضي بالمؤسسات الإسلامية في الخارج، وخاصة المدارس القرآنية، التي أكد أنها تخرج "إرهابيين"، ودعا الشبان الطاجيك الذين يدرسون فيها إلى العودة إلى بلادهم. وهذه ليست المرة الأولي التي يتهم فيها الأزهر بالإرهاب، حيث شنت الكاتبة الروسية يوليا لاتينينا الحائزة علي جائزة جولدا مائير الإسرائيلية هجوما حادا عليها، واصفة جامعة الأزهر بأنها صارت مفرخة للإرهابيين. وقالت إن المسلمين لا يتوقفون عن الإعراب عن سعادتهم بوقوع العمليات الإرهابية في الوقت الذي تواصل فيه جامعاتهم تخريج الإرهابيين الأمر الذي صاحبة موجة عارمة من المظاهرات الرافضة لهذه التصريحات في روسيا خلال الآونة الأخيرة. جدير بالذكر أن الطلاب الوافدين يلتحقون بالدراسة بالأزهر عن طريق منحة منه أو من المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أو على حسابهم الخاص، ويلتزم الأزهر بمتابعتهم وحل مشاكلهم، حيث توجد إدارة مخصصة لمراقبتهم وتذليل العقبات لهم وذلك من أجل الحفاظ عليهم وحمايتهم من الانسياق وراء الأفكار المتشددة.