دعت حركة العدالة والبناء السورية المعارضة في بيان لها صدر أمس الاثنين القوى السياسية لمناصرة الحملة العربية والعالمية للكشف عن مصير المدونة السورية الشابة "طل الملوحي" التي اعتقلتها قوات الأمن السورية قبل حوالي العام وترددت أنباء عن مقتلها تحت التعذيب ، وقالت الحركة في بيانها : في 27 ديسمبر/كانون الأول من عام 2009 اعتُقلت المدونة السورية طل الملوحي التي كانت قد بلغت لتوها الثمانية عشر، وحتى الآن والمدونة السورية طل الملوحي (مواليد تشرين الثاني/نوفمبر 1991) مغيّبة ومخفيّة قسرياً في السجون السورية دون أن يكشف عن مصيرها بشكل رسمي منذ ذلك التاريخ، في وقت ترد فيها معلومات متضاربة حول صحتها ومصيرها، وعلى الرغم من المناشدة المباشرة التي أرسلتها والدتها للرئيس السوري، والبيانات الدولية من المنظمات الحقوقية مثل منظمة مراقبة حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية، ونداءات المنظمات الحقوقية العربية والوطنية للرئيس فإن المدونة الشابة طل الملوحي بقيت في غياهب السجون، وبدل أن يُكشف عن مصيرها بشكل رسمي فإن عائلتها تتعرض لضغوط غير إنسانية وتهديدات غير أخلاقية، في وقت أطلق نشطاء سوريون ومصريون مستقلون حملة عربية ودولية للتعريف بقضيتها الإنسانية والاحتجاج لإطلاقها في ظل تسريبات أمنية غير عقلانية لتهم لا تناسب طالبة مدوّنة في سنها، تمتلئ كتاباتها الفتية بالبراءة وبحب بلادها وأهلها في فلسطين، والعمل على النيل من سمعتها. وفي صمت مطبق من الرئيس الذي وصلته كل هذه المناشدات، فإننا في حركة العدالة والبناء نحمّل الرئيس السوري بشكل شخصي المسؤولية الكاملة عن مصيرالمدوّنة طل الملوحي، وتالياً الجهاز الأمني الذي اعتقلها، وتطالب بالكشف عن مصيرها، والإفراج الفوري عنها بدون قيد ولا شرط، ورفع الظلم والمعاناة عن عائلتها التي مورست عليها أصناف التعذيب النفسي، وتُذكّر بأنها وعائلتها في عرف القانون الدولي ضحايا للاختفاء القسري، وأن "الاختفاء القسري هو جريمة ضد الإنسانية، وجريمة مستمرة باستمرار مرتكبيها في التكتم على مصير ضحية الاختفاء ومكان اخفائه" حسب إعلان الأممالمتحدة، وأنه بدلاً من التمادي في الجريمة وتبريرها، عليهم أن يفرجوا عن فتاة بالكاد خرجت من طفولتها، وعرضها على فريق طبي مستقل وتشكيل فريق محاماة لمحاسبة الذين تورطوا في إيذائها وبث الأكاذيب عنها لتغطية جريمتهم. إننا في حركة العدالة والبناء السورية لم نكن نريد أن تكون قضية طل الملوحي المدوّنة البريئة مادة للسجال السياسي وللمعارضة مع هذا النظام الذي لا يحترم أدنى وأبسط قواعد الإنسانية، ولم نكن نريد أن نعلن موقفا في الأمر أملاً في أن يستجيب لنداء عائلتها والمنظمات الحقوقية العربية والدولية، ولكنّ النظام كان أمينا على إرثه القمعي في الإخفاء القسري الذي مارسه بحق ما يزيد عن 17000 مواطن سوري منذ مطلع الثمانينات، وأرهب شعبنا به، وعلى هذا فإننا ندعو أبناء المعارضة السورية ومناصري القضايا الإنسانية العادلة ونشطاء حقوق الانسان إلى أن ينضموا إلى حملة التضامن الدولية التي أعلنها الناشطون السوريون والمصريون وشركائهم من العرب، للتظاهر أمام سفارات النظام السوري في كل عواصم العالم والاتصال الهاتفي بها للسؤال عن طل الملوحي، والضغط عليها من أجل الكشف عن مصير طل الملوحي والإفراج عنها. وإذ ندرك أن هذا النظام - الذي غاظه حجاب طل المحافظ - ليس محلاً للمناشدة، فنظام يعتقل البراءة والموهبة ويعتقل النساء، بدل أن يهيئ لها ما يرعى مواهبها، هو نظام يفتقد إلى أبسط مشاعر الإحساس الإنساني، فإننا ندعو كل القوى السياسية الوطنية، وكل محبي الحرية من سياسيين وإعلاميين وحقوقيين إلى التحرك بفعالية لمطالبة النظام بالكشف عن مصير المدونة الأسيرة طل الملوحي وشقيقاتها وإطلاق سراحهم (أمثال تهامة معروف، ورغدة الحسن، ونادرة عبده وسواهن الكثيرات ممن أخفين دون أثر منذ الثمانيات)، ونؤكد على أن قضية طل تشكل رأس قمة الجليد من الظلم الذي يحيق بأهلنا وشعبنا في سورية. حركة العدالة والبناء دراسة روسية: الغرب يلعب كثيرًا بورقة الأصولية الإسلامية إعداد : نجاح شوشة (المصريون) صدرت مؤخرًا عن المؤسسة البحثية الروسية "أوبزيرفر ريسيرتش فونديشن" المعروفة اختصارًا ب (ORF) دراسة حول مدى لعب الغرب بورقة الأصولية الإسلامية واستخدامها لتحقيق مآربه وأغراضه. ففي الدراسة التعاونية التي قام بها باحثون من المركز الإبداعي التجريبي بالهند بالتعاون مع المؤسسة البحثية الروسية خلص فيها الباحثون إلى أن الولاياتالمتحدة ورثت عن بريطانيا العظمى وفرنسا أسلوب استثمار الدين في الوصول إلى غاياتها الاستعمارية. وعقد فريق البحث مؤتمرًا صحفيًا بالعاصمة الروسية موسكو في وقت مبكر من هذا الأسبوع لخصوا فيه أهم ما حوته الدراسة التي تناولت بالبحث تقديم منظور جديد لمفهوم الغلو في الدين الإسلامي ، مع الأخذ في الاعتبار التأثير السياسي والفلسفي على الغلاة، مع دراسة الجذور الحقيقية لظهور الصحوات الإسلامية وانتشار مظاهرها في العالم الإسلامي ورصد أنشطة الإسلاميين في جنوب آسيا، والجمهوريات الإسلامية بآسيا الوسطى ، إضافة إلى إيران والشرق الأوسط وأوروبا ودول الاتحاد السوفيتي السابق. وسلطت الدراسة الضوء على احتراف الغرب ممثلاً في بريطانيا وأمريكا اللعب بورقة الإسلاميين حيث كان لبريطانيا السبق في ذلك عندما قسمت شبه القارة الهندية على أسس دينية وعرقية أدت إلى تعزيز النزعة الانفصالية لدى شعوب المنطقة. ومن جهته ذكر مدير مركز العلاقات الدولية أن البريطانيين كانوا أول من استخدم الصراعات الدينية لتحقيق أغراض سياسية ؛ وتعلم منهم الأمريكان تلك اللعبة عندما شجعوا المجاهدين الأفغان على مقاومة الغزو الروسي. وقال الدكتور سيرجي كونجينيان أن الولاياتالمتحدة حاولت إعادة السيناريو الأفغاني في الشيشان بعيد انهيار الاتحاد السوفيتي. دراسة "الإسلام الراديكالي" ظهرت بطبعتيها الروسية والإنجليزية وتم توزيعها في موسكو ونيودلهي ، ويعتزم فريق الباحثين مواصلة المزيد من البحوث والدراسات الإسلامية ، وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك. ويرى مراقبون أن استخدام الأمريكان للإسلاميين في ضرب الاتحاد السوفيتي أدى بدوره إلى تدريب المجاهدين في ساحات حرب حقيقية؛ خرج منها فيما بعد تنظيم القاعدة الذي تمكن في النهاية من ضرب الولاياتالمتحدة في الحادي عشر من سبتمبر. http://www.thehindu.com/opinion/op-ed/article807230.ece