قالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية أن قادة جماعة الإخوان المسلمين الذين يعيشون في المنفى هرباً من قمع السلطات في مصر هم من يرسمون مستقبل الجماعة الآن في الداخل. وأشارت الصحيفة إلى أن قيادات الجماعة التي تمكنت من الهرب خارج مصر قبل أن يتم إعتقالها يعيشون الآن في المنفى بعدد من الدول من بينها قطر وتركيا وبريطانيا وسويسرا، غير أن غالبية أولئك الذين نجوا من حملة القمع المميتة التي تشنها الحكومة الجديدة ضد الجماعة في مصر لجأوا للعاصمة القطريةالدوحة. وفي ردهات فنادق العاصمة القطرية حيث يقيم أعضاء الجماعة الفارين بدأت تتشكل قيادة جديدة لجماعة الإخوان المسلمين، وهذه القيادة الجديدة هي التي ترسم من المنفى مستقبل الجماعة في مصر بل وربما تضع إستراتيجية وأيديولوجية الإسلام السياسي الجديدة في البلاد. وفي الدوحة، إلتقت مراسلة الصحيفة الأمريكية بإيهاب شيحه رئيس حزب الأصالة الذي قال "نحن لسنا من النوع الذي يهرب. نحن لا نفضل المنفى، ولكن لدينا مهمة وهي نقل الأزمة المصرية وإيصال الرسالة للعالم". ونفي شيحه أن يكون هناك هيكل قيادي بالمنفى، ولكنه أكد أن هناك "نوع من التنسيق"، مشيراً إلى أن القادة المنفيين يعقدون إجتماعات دورية ويتصلون بنظرائهم في جنيف ولندن، حتى أنه قال بأن الجماعة تتواصل بصفة مستمرة مع أيمن نور، مؤسس حزب غد الثورة، والذي يعيش بدوره في المنفى بالعاصمة اللبنانية بيروت. وقال شيحه "نحن الآن لسنا في مرحلة سياسية، نحن في حالة ثورية. وفي الثورة لا نتحدث عن أحزاب. نحن نتحدث فقط عن الثورة ضد النظام الظالم، ونتحدث عن المشاركة في الجهود التي نبذلها". من جانبه أكد مسؤول رفيع بالخارجية المصرية للصحيفة أن الحكومة على علم بأن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين عقد عشرات الإجتماعات في الدوحة وتركيا وباكستان منذ الإنقلاب، وأن التمويل الأجنبي يدعم الجماعة في الداخل، على حد قوله. وقالت الصحيفة أن عمرو دراج، وهو القيادي الإخواني الوحيد الذي تم السماح له بالبقاء طليقاً ليكون حلقة الوصل في المفاوضات بين الجيش والجماعة تم إيقافه في مطار القاهرة يوم الاثنين الماضي وهو يحاول بدوره السفر إلى الدوحة، مما أعتبرته مؤشراً على إلى أي حد أصبح احتمال التوصل لحل سياسي للأزمة في مصر بعيداً. ويؤكد دراج على أنه كان مسافراً إلى الدوحة في رحلة عمل، وقال "إنهم يعتقدون أننا إذا سافرنا فإننا سنلحق بعض الضرر بشكل ما". وأضاف "لا يبدو أن أحداً من جانب الجيش مهتماً بالتوصل إلى حل سياسي. كل ما يحدث هو إستمرار للقمع".