تصدرت محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي و14 آخرين من قيادات تنظيم الإخوان بتهمة قتل المتظاهرين في أحداث قصر الاتحادية خلال شهر ديسمبر الماضي اهتمامات القنوات الفضائية العربية والعالمية والتي تسابقت لرصد أصداء المحاكمة . فمن جانبها، علقت قناة (العربية) على محاكمة مرسي، قائلة "إنها تبقي المشهد السياسي المصري مفتوحا على الأصعدة كافة ولاسيما بعد تأجيل المحاكمة إلى الثامن من يناير المقبل ودعوة ما يسمى ( بالتحالف الوطني لدعم الشرعية) لتظاهرات غدا /الثلاثاء/ دعما وإشادة بثبات رئيسهم الشرعي خلال ظهوره اليوم - على حد قولهم " . ولفتت القناة في تغطيتها للمحاكمة إلى ضجة أنصار مرسي خارج مقر المحاكمة، التي دخلها ببذلة رسمية ليخرج منها بزي الحبس الاحتياطي، مطالبين بعودته رئيسا للجمهورية الأمر الذي دفعه إلى ترديد شعاره القديم "إنه رئيس الجمهورية الشرعي وأن تلك المحاكمة باطلة ولا يجوز للمحكمة أن تحاكمه ". وألمحت القناة إلى أن وسائل الإعلام المختلفة ووكالات الأنباء كانت هدفا لأنصار المعزول الذين اعتدوا على الكاميرات وسيارات البث، مؤكدين أنهم جاءوا للدفاع عن الرئيس الشرعي مسجلين اعتراضهم على المحكمة التي وصفوها ب "الباطلة" و الهزلية" التي يرفضها أكثر من 60 مليون - على حد قولهم - من أفراد الشعب المصري. فيما رصدت القناة الأراء المعارضة لمرسي التي طالبت بمحاكمته وتوقيع أقصى عقوبة عليه لما اقترفه من جرائم بحق أبناء الشعب، مشيرة إلى تبادل مرسي الابتسامات العريضة مع بعض الحضور، والتصفيق الحاد من قبل المرافقين له في قفص الاتهام، ومن بينهم محمد البلتاجي وعصام العريان، رافعين جميعا شعارات رابعة. بدورها .. ركزت قناة (سكاي نيوز) في سياق تعليقها على مطالبة منظمة العفو الدولية بالإفراج الفوري عن مرسي وحصوله على كافة حقوقه في الدفاع القانوني عن نفسه .. وحثت المنظمة على تمكين محامي مرسي من الدفاع عنه خلال جلسات محاكمته ، وال و14 قيادي. وأشارت القناة إلى أن يوم المحاكمة لم يشهد تظاهرات حاشدة من قبل أنصار مرسي كما توقع الكثيرون، مستشهدة برأي الكاتب الصحفي عبدالحليم قنديل الذي عزا عدم اندلاع اشتباكات ومرور الأمور بسلام وسلاسة إلى ما وصفه ب "الحرفية" التي تصرفت بها قوات الأمن المصرية ولم تتسبب في إراقة المزيد من الدماء، وهو الأمر الذي ترغبه بشدة قيادات تنظيم الإخوان التي بذلت كل ما بوسعها إلا أنها فشلت في الحشد - على حد قوله. أما قناة (روسيا اليوم) فقد بثت على موقعها الإليكتروني نبأ بعنوان "محاكمة مرسي معول لبتر الإخوان" متساءلة هل لو كان مرسي قد قبل التنازل عن الحكم، فهل كان سيحاكم؟ مع التذكير بأن الأغلبية الساحقة للمصريين غير معترضة على محاكمته ويظهر ذلك الأمر في حجم الحشد بالشارع فلم تكن تظاهرات أنصار مرسي بالحجم الذي كان متوقعا ولم تشهد اشتباكات عنيفة واقتصرت على ترديد الشعارات المناهضة للسلطة الحالية وبعض المناوشات مع قوات الأمن والمعارضين التي مرت بسلام. بدورها، ذكرت قناة (الجزيرة) أن جلسة المحاكمة شهدت توترا كبيرا، وسادت فيها حالة من الهرج بسبب دخول عدد من الأشخاص من غير المسموح لهم بحضورها، سواء من أنصار مرسي أومن معارضيه. وخلال الجلسة تبادل محامون من هيئة الدفاع عن المتهمين السباب والاشتباك بالأيدي مع بعض الحاضرين في الجلسة، وردد كل طرف شعارات مؤيدة لرأيه على نحو تسبب في رفع الجلسة بعد عشر دقائق من بدئها . وركزت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) على تصريح مرسي أثناء انعقاد جلسة المحاكمة بأنه لايزال رئيس جمهورية مصر العربية، وأن محاكمته غير شرعية. من ناحية أخرى، ألقت شبكة "سي إن إن" الأمريكية الضوء على ما جرى أثناء الجلسة من لغط وهرج داخل قاعة المحاكمة من جانب فريق المحامين المدافعين عن مرسي، وهو الأمر الذي تسبب في رفع الجلسة مرتين وتأجيلها في النهاية . أما شبكة "سي بي إس" الأمريكية، فقد وصفت مشهد محاكمة مرسي بأنه كان أشبه ب"سيرك كامل" في ظل حالة اللغط التي سادت الجلسة بسبب المحامين والصحفيين، فيما علقت شبكة "إن بي سي" الأمريكية أيضا بأن مرسي تخلى عن نبرة المدافع عن نفسه، وذلك بمهاجمته الحكم العسكري وإصراره على أنه الرئيس الشرعي للبلاد. وعلى صعيد مختلف، اهتمت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية بما وصفته بتنامي المشاعر العدائية للولايات المتحدة في الشارع المصري، ولاسيما مع بدء محاكمة مرسي، قائلة إن واشنطن فقدت أصدقاءها على كلا الجانبين، سواء مؤيدي الإخوان، أو مؤيدي الحكم العسكري . وأرجعت الشبكة ذلك إلى اتهام الولاياتالمتحدة من جانب مؤيدي الإخوان بأنها وقفت وراء "العلمانيين" في مصر ودعمتهم للإطاحة بمرسي "الإسلامي" من سدة الحكم، بينما اتهم أنصار العسكر الولاياتالمتحدة أيضا بمساندة الإخوان والتشبث باستمرارهم في حكم مصر لأنهم يحققون المصالح الأمريكية.