واجه ثلاثة من مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية والدفاع ووكالة المعونة الأميركية أسئلة متلاحقة وانتقادات لاذعة من النواب حول موقف الإدارة الأميركية من التطورات في مصر، وذلك خلال جلسة استماع في لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس تحت عنوان "الخطوات القادمة بشأن مصر" عقدت أمس الثلاثاء. وخلال الجلسة، أكدت إليزابيث جونز، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، أن الولاياتالمتحدة حريصة على استمرار العلاقات مع مصر وتنفيذ خارطة الطريق وتلبية مطالب المصريين في تحقيق الديمقراطية. وأكدت حرص الإدارة الأميركية على مساعدة الجيش المصري في عمليات مكافحة الإرهاب في سيناء، وشددت على دور بلادها في تدريب أفراد الشرطة ودعم المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والعمل على حماية الأقليات، خاصة الأقباط. وانتقد النواب قيام الإدارة الأميركية بقطع جزء من المعونة العسكرية لمصر في وقت يكافح فيه الجيش لحماية سيناء من المتطرفين، ووجه أحد النواب انتقادات غاضبة لحوادث حرق الكنائس. وقال النائب الديمقراطي إد رويس: "منذ سقوط الرئيس مبارك شهدت مصر اضطرابات سياسية واقتصادية واجتماعية وضعت مصر في خطر ووضعت مصالحنا في المنطقة في خطر أيضا". وشدد على أن مرسي جرى انتخابه بطريقة ديمقراطية، لكنه حكم مصر بأسلوب استبدادي مطلق، وأن الإدارة الأميركية اتخذت موقفاً سلبياً تجاه الأسلوب الاستبدادي الذي اتبعه مرسي في الحكم. وقال رويس أيضاً: "الإخوان المسلمون كانوا ملتزمين التزاما عميقا بالعنف والاستبداد، وهؤلاء المتطرفون معادون للمصالح التي تربطنا بالحكومة المصرية". وطالب بدعم العلاقات العسكرية القوية مع مصر وأن تستخدم الولاياتالمتحدة نفوذها للمساعدة في توجيه الحكومة الجديدة نحو دستور ديمقراطي يحترم الحريات الفردية بما في ذلك النساء والأقليات. وقال النائب الديمقراطي اليوتانجل إنه لو كان الخيار أمامه بين حكم جماعة الإخوان المسلمين وحكم الجيش لاختار أن يحكم الجيش مصر، مشيراً إلى أن وقف المساعدات الأميركية لمصر سيكون له تأثير سلبي على المصالح الأميركية في الشرق الأوسط وعلى نفوذها في المنطقة، وقال: "المعونة لمصر تدعم مصالح الولاياتالمتحدة من خلال السماح للطائرات الأميركية بالتحليق في المجال الجوي والسماح للسفن الأميركية بحق المرور في قناة السويس". ومن جانبه أكد داريك شوليت المسؤول بوزارة الدفاع الأميركية على متانة العلاقات والتعاون الوثيق بين البنتاغون والجيش المصري، رداً على سؤال أحد النواب حول النفوذ الروسي ومحاولات روسيا الدخول في مجال المساعدات العسكرية لمصر بحسب ما ذكر موقع العربية نت. من جانبه، قال أحمد صوان، عضو اللجنة الاستشارية للحزب الجمهوري بالكونغرس الأميركي، إن عقد جلسة استماع حول الأوضاع المصرية، دليل على أن الجانب الأميركي هو من يحتاج تعديل العلاقات مع مصر. وأضاف خلال مداخلة هاتفية على إحدى الفضائيات المصرية: "إن الجانب الأميركي يقلق من أن تقوم مصر بعلاقات مع الروس، لأن ذلك سيؤثر في موازين القوى بالعالم والشرق الأوسط"، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة لا تريد أن تحدث تلك العلاقات، لأنها لا يمكنها الاستغناء عن العلاقة مع مصر. ومن جهته، قال الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس: "إن آراء النواب داخل مجلس النواب الأميركي لا يجب التعويل عليها، لأن ما يحدث هناك الآن هو صراع داخلي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي". وأضاف زهران في تصريحات صحفية تعليقاً على جلسة الاستماع الخاصة بمصر، أن كلا الفريقين يظهران صراعهما السياسي، فهما يتصارعان حول أهمية وثقل مصر، وكل طرف منهما يريد كسب الشارع الأميركي، وكل منهما يرى أن فقدان مصر يسبب الخسارة لأميركا، لكنهما يتفقان على دعم الإخوان ولو بشكل غير مباشر، وهما متفقان على أن الإخوان يخوضون حرباً لصالح أميركا. يذكر أن اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الاستراتيجي، علق بأنه ليس من حق الكونغرس تقييم أداء الحكومة المصرية، لافتاً إلى أن مصر ليست الدولة الوحيدة التي تتلقى معونة من أميركا، مشددًا على أن الأمريكان هم المستفيدون من هذه المعونة في تشغيل مصانعهم. وأضاف اليزل خلال مداخلة تلفزيونية على إحدى الفضائيات أن أميركا تشجع بل وتنحاز إلى الإرهاب الذى يسعى لنشر الفوضى وقتل الأبرياء، ما يدل على أنها تكيل بمكيالين. جدير بالذكر أيضا في نفس السياق، قال الدكتور وليد فارس، مستشار الكونغرس لشؤون الإرهاب، إن هناك قوى كثيرة في الكونغرس تعارض سياسة إدارة أوباما في هذا الموضوع، ولكن حزمة المساعدات لهذا العام قد أقرت، ولكن الإدارة تريد أن تأخذ من الكونغرس شرعية الانتقاص منها تدريجياً. وشدد، خلال مداخلة تلفزيونية، على أنه من الخطأ الاستراتيجي أن تقوم الإدارة الأميركية بوضع ضغوط أكثر على الحكومة المصرية دون أن تفهم ما تريده الأكثرية الشعبية في مصر.