يدلي التشيك باصواتهم السبت في اليوم الثاني من الانتخابات التشريعية المبكرة التي يرجح ان تنتهي بفوز الاشتراكيين الديموقراطيين فيها بدون ان يحصلوا على اغلبية تسمح لهم بتشكيل الحكومة بلا تحالفات. ويفترض ان تحل الحكومة المقبلة محل "حكومة الخبراء" برئاسة جيري روسنوك التي شكلت في يونيو الماضي بعد سقوط حكومة يمين الوسط بقيادة بيتر نيشاس بسبب سياستها التقشفية سلسلة فضائح. ويمكن ان تسمح هذه الانتخابات للحزب الشيوعي الذي استبعدته الاحزاب الاخرى حتى الآن، بالتسلل الى كواليس السلطة للمرة الاولى منذ سقوط النظام الشيوعي بعد "الثورة المخملية" في 1989. وتشير استطلاعات الرأي الى ان الحزب الاشتراكي الديموقراطي يمكن ان يأتي في الطليعة بحصوله على 26 بالمئة يليه الحزب الشيوعي (18 بالمئة) ثم حركة “نعم” التي يقودها رجل الاعمال الثري اندريه بابيس (16,5 بالمئة) وتوصف بالشعبوية. ويأمل الاشتراكيون الديموقراطيون في تحقيق نتيجة تسمح لهم بتشكيل حكومة اقلية بدعم ضمني من الشيوعيين. وهذا الخيار مقبول من قبل زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي بوغوسلاف سوبوتكا والرئيس ميلوش زيمان الذي كان عضوا في الحزب الشيوعي في 1968-1970. وقال سوبوتكا السبت ان "النضال ضد الشيوعية تكلل بالنجاح في 1989. اليوم لم يعد هناك خطر من ان ينقل احد ما بلدا الى مكان آخر شرقا" بحسب ما ذكرت وكالة "أونا". وتغلق مراكز الاقتراع ابوابها في الساعة 12,00 تغ بينما ستعلن النتائج النهائية للانتخابات التشريعية السادس في البلاد منذ استقلالها في 1993 حوالى الساعة 16,00 تغ. وادلى نحو اربعين في المئة من ثمانية ملايين ناخب باصواتهم الجمعة. وفي انتخابات 2010 بلغت نسبة المشاركة 62,6 بالمئة. وقال يان اوتلي المحلل في جامعة براغ ردا على سؤال لوكالة فرانس برس “اذا تطابقت النتيجة مع الاستطلاعات فسيكون الوضع صعبا لانه لن تكون هناك اي اغلبية واضحة”. وكثر هم الفنانون الذين يعترضون على التأثير المتزايد للحزب الشيوعي بعد ربع قرن على سقوط النظام الاستبدادي. وقد ظهر تمثال هائل يمثل شارة باصبع اليد للتنديد بالشيوعية امام مقر الرئيس الشيوعي السابق زيمان. وبعد عرض غنائي للروك يحمل عنوان “لن ننسى ابدا” بالروسية، علقت دمى في الشوارع تذكر بالذين اعدموا في 1989. واخيرا نصبت صورة عملاقة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في براغ في المكان الذي نصب فيه في 1955 تمثال للزعيم السوفياتي ستالين تم تفجيره بعد سبع سنوات على ذلك. من جهته، يأمل اندريه بابيس زعيم حركة “انو” التي تعني نعم باللغة التشيكية وتجمع الاحرف الاولى من “حركة المواطنين المستائين” في احداث مفاجأة بوصوله الى المرتبة الثانية متقدما على الشيوعيين. وقال رجل الاعمال الذي يملك مجموعة اغروفيرت للصناعات الغذائية والكيميائية ان "بلادنا تحتاج الى تغيير اساسي وبالتأكيد بعد بعض الوقت الى تغيير في النظام". وحذر المحلل يري بيهي من ان تحالفا محتملا بين الاشتراكيين الديموقراطيين وحركة "نعم" سيواجه انتقادات حادة من الاحزاب التقليدية و"لن يكون مستقرا". وقال بافيل فوريزيك السبت في براغ "اصوت منذ عقود للحزب الديموقراطي المدني. حكومة بيتر نيشاس لم تكن سيئة وسياسته الصارمة كانت ضروية". وخرجت الجمهورية التشيكية للتو من انكماش استمر 18 شهرا بينما بلغت نسبة البطالة فيها 7,6 بالمئة في سبتمبر الماضي. وتولت السلطة حكومات ليمين الوسط منذ 2006 وحتى سقوط حكومة نيشاس.