تحدث الدكتور محمد علي بشر القيادي بجماعة الإخوان المسلمين وعضو "التحالف الوطني لدعم الشرعية" عن آخر ما انتهت إليه المفاوضات بشأن مبادرة الفقيه الدستوري الدكتور أحمد كمال أبو المجد حول إيجاد مخرج للأزمة السياسية المتفاقمة في البلاد. وخلال اتصال هاتفي بقناة "الجزيرة مباشر مصر", أوضح بشر أن الحديث مع أبو المجد انتهي إلي التأكيد على عدة نقاط هامة, وهي عدم التنازل عن "شرعية الرئيس المنتخب محمد مرسي", بالإضافة إلى إعادة العمل بدستور 2012. وأضاف أن مرسي لم يرفض إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ولكنه قرر اتخاذ هذه الخطوة بعد انتخابات مجلس الشعب. وتابع بشر أن القبض على المتظاهرين وتكميم الأفوه يؤكد أن المناخ الحالي غير صحي لإجراء أي تفاوض، وأشار إلى عدد من الشروط للعودة للتفاوض حول مبادرة أبو المجد, قائلا :"في حالة توقف الجهات الأمنية عن مطاردة المتظاهرين, ستعود جماعة الإخوان للتفاوض من جديد، بالإضافة إلى إلغاء كل ما ترتب من آثار الانقلاب". واستطرد بشر "لا نملك الآن سوى الاحتجاج السلمي"، وأشار إلى أن المسيرات اليومية تؤكد رفض الشعب المصري لما حدث من "انقلاب", متسائلا " ألا تنحاز القوات المسلحة لإرادة الشعب كما تدعي؟". وكان بشر أكد في بيان له في 13 أكتوبر تمسك التحالف الوطني لدعم الشرعية ب "الشرعية الدستورية"، متهمًا أبو المجد بالانحياز لطرف علي حساب الآخر. وجاء بيان بشر بعد لقاء عقده وفد من تحالف دعم الشرعية مع أبو المجد في 9 أكتوبر, وقال بشر حينها إن اللقاء تم بناء على دعوة موجهة من أبو المجد إلى التحالف الوطني، لا إلى حزب الحرية والعدالة أو جماعة الإخوان المسلمين، وأضاف أن اللقاء كان في مجمله حوارا عاما يتعلق بالشأن المصري، وأنه لم يتضمن طرح أي مبادرة محددة أو حلول نهائية أو خطوات تنفيذية، وأن هدف أبو المجد الأساسي كان محاولة تهيئة الأجواء المتوترة قبل الدخول في أي حوارات سياسية. وشدد بشر في بيان صحفي نشره الموقع الرسمي لحزب الحرية والعدالة، على أن التحالف أكد خلال اللقاء أن أي خطوة للحلول النهائية لابد أن تكون في إطار الشرعية الدستورية، وأن موقف التحالف لم ولن يتغير في هذا الخصوص، وأن التحالف لا يستطيع أن يتخذ أية مواقف لا تعبر عن مطالب الجماهير, التي تخرج يوميا برسائل واضحة لا لبس فيها. ومن جانبه, قال أبو المجد في بيان صادر عنه في 12 أكتوبر إنه ينتظر ردًا رسميًا من جانب جماعة الإخوان المسلمين على موقفها من المبادرة المطروحة من جانبه للخروج من الأزمة السياسية الراهنة، والتي التقي بشأنها عددًا من قيادات الجماعة منذ أيام. وطالب أبو المجد الجماعة بتحديد موقفها من المبادرة "بصدق وصراحة وترفع بعيدًا عن كل صور المناورة"، مشيرًا إلى ضرورة استئناف "حوار وطني جاد" حول ما ينبغي أن تلتزم به جميع القوى الوطنية في المرحلة الانتقالية. وتابع "هذا البيان جاء للرد على بيان القيادي بجماعة الإخوان المسلمين محمد علي بشر، الذي التقاه في محاولة لفتح النفق المظلم الذي تعيشه البلاد، والذي تمثل في انقطاع أهم نقاط التواصل بين سلطة الحكم في مصر وتيار الإسلام السياسي الذي تمثله الجماعة المذكورة"، على حد قوله . وطالب أبو المجد جماعة الإخوان بالتوقف عن "سياسة التصعيد الإعلامي والإعلاني، والتي تجعلها في مواجهة مع سائر قوى شعب مصر"، مشيرًا إلى أن هذه المواجهة "خاسرة" للجماعة, وستؤدي إلى مزيد من الخسارة للوطن . كما شدد على ضرورة تقديم تنازلات وضمانات من كل القوى السياسية لنجاح هذا السعي المشترك و"الاعتراف بسلطات الحكم الثوري القائم" والتعاون معه في كل ما يعين على الخروج من الأزمة. *******