قوبل القرار بتقليص المقررات الدراسية على طلاب الصف السادس الابتدائي والثالث الإعدادي بنسبة 20 بالمائة باعتراض النائب البرلماني علي لبن، الذي اعتبر قرار الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم، حلقة جديدة من المخططات الأمريكية بدأها الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب عندما كان وزيرًا للتعليم، وخلفه الدكتور حسين كامل بهاء الدين، والتي قال إنها تهدف إلى تخريب الهوية المصرية والعربية والإسلامية، عبر "التخلص من مناهجنا الوطنية وهويتنا وتقدمنا". ووجه لبن عضو الكتلة البرلمانية ل "الإخوان المسلمين" في سؤال برلماني العديد من التساؤلات إلى الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء ووزير التربية والتعليم حول ماهية الإستراتيجية المصرية لتطوير التعليم؟ وكيف سيتم هذا الحذف المفاجئ والعام الدراسي الجديد سيبدأ بعد حوالي أسبوعين؟ ومتى سنختار المطورين؟ ومتى ستتم المراجعة ثم الطباعة وغيرها؟ وما معنى أن رئيس لجنة التطوير عندنا هو نفسه مستشار هيئة المعونة الأمريكية الدكتور حسن الببلاوي؟ واتهم لبن وزير التربية والتعليم ب "خداع الشعب المصري واتباع أسلوب الدجل السياسي خاصة وأن حجة الوزير هي الحذف من أجل تطبيق نظام التقويم الشامل، في حين أن المحكمة الدستورية العليا قد حكمت بعدم دستورية هذا النظام"، كما اتهمه بتجاهل مجلس الشعب وأيضا المؤسسات التعليمية الوطنية ونقابة المعلمين والمجلس القومي للتعليم والمجلس الأعلى للتعليم في عرض هذا القرار عليهم وأضاف: للأسف فإن الدلائل والمؤشرات تؤكد أن الدول المانحة تنفرد بوضع نظمنا ومناهجنا التعليمية وليس مجرد المشاركة، فضلا عن عدم امتلاك بدر حتى مجرد مناقشة ما تصدره هذه الجهات "المشبوهة" من قرارات، وتساءل: ماذا سيتبقى من مناهجنا الوطنية بعدما تم في السابق على يد الدكتور أحمد فتحي سرور ومن بعده الدكتور حسين كامل بهاء الدين من التخلص من مناهجنا الوطنية لصالح الأجندة الأمريكية الإسرائيلية، على حد قوله. وقال لبن إن في عهد سرور وبهاء الدين شهدت كتب التربية الإسلامية تقليصًا في صفحات السيرة النبوية من 472 صفحة إلى 169 صفحة في عهد الأول، ثم خفضت بعد ذلك إلى 105 صفحة في عهد خلفه، وكذا باقي فروع مادة التربية الإسلامية، فضلا عن حذف واختزال معظم غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وبخاصة غزواته ضد يهود المدينة، وأيضا إلغاء الآيات التي توجب تطبيق الشريعة الإسلامية وآيات الحكم بما أنزل الله، وإلغاء الأحاديث النبوية التي تحض على الجهاد، ووضع الخمور تحت عنوان" الممنوعات" بعد أن كانت تحت عنوان "المحرمات". وأشار أيضا إلى أنه تم حذف حكم الشرع في وجوب حجاب المرأة، وحذف قوله تعالى {قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن}، وأيضا عرض موضوع تنظيم الأسرة بشكل يتعارض مع الحديث النبوي الشريف الذي يحض على التناسل، وحذف موضوع أضرار الزواج بالأجنبيات فضلا عما أشار إليه من تشويه حقائق الدين الإسلامي في عهد بهاء الدين، مدللا على ذلك بالإدعاء بأن أبرهة الحبشي بنى بيتًا ليحج إليه الناس والحقيقة أنه بنى كنيسة أسمها القليس ليحج إليها الناس. واتهم لبن أيضا الحكومة بحذف وتشويه 71 موضوعا تربويا قوميا وإسلاميا في كتب اللغة العربية وحذف أبيات من الشعر وأيضا حذف موضوع البطل الصغير للصف الثاني الابتدائي الذي يحث على الجهاد، وموضوع الولد الشجاع للصف الثاني الابتدائي أيضا وهو يحكى عن شجاعة عبد الله بن الزبير، وموضوع "الكعبة المشرفة"، والعفو عند المقدرة، وموضوعات عظماء في الطفولة علي ابن أبي طالب وأحمد بن حنبل و"الفروسية" و"الفداء العظيم" وانتصار في اللعب والحرب". وأشار كذلك إلى تعديل بعض الموضوعات التي تصب ضد الإسلام والقومية في عهد سرور، ومنها موضوع أهلا وسهلا للصف الثاني الابتدائي، بعد حذف عبارة "السلام عليكم" وحذف عبارة العدو المحتل من موضوع شجاعة مصرية عن حرب العاشر من رمضان للصف الرابع الابتدائي، وحذف عبارة العرب يرتبطون بالتاريخ واللغة والدين في موضوع "وطني العربي"، وأيضا إلغاء درجة الامتحان المخصصة لمادة النحو بعد دمجها مع مادة النصوص. وأشار النائب أيضا إلى حذف وتقليص الموضوعات العلمية والرياضية وتخفيف موضوع دودة القطن وطرق مقاومتها، وصار يدرس بدلا منها دورة حياة الصرصور والضفدعة وتسطيح الموضوعات التي تفيد محصولاتنا القومية، وأيضا حذف باب الفيزياء النووية، وحذف باب تحضير الفوسفوريك وصناعة الأسمدة الفسفورية، وحذف موضوع استخلاص الألومنيوم، وحذف موضوعات المواد الكيماوية المستخدمة في الحروب، مثل المواد المتفجرة والقنابل الحارقة والفسفورية والغازات الحارقة، وحذف طرق الوقاية منها، وحذف الامتحان العملي للطلاب بالمعمل في العلوم الطبيعية والرياضيات. وحول ما تم حذفه في كتب اللغات الأجنبية أشار النائب إلى حذف الموضوعات القومية والتثقيفية البناءة لتحل محلها موضوعات عن الرقص وال "بوي فرند" وغيرها من الثقافات الغربية الفاسدة وتدريس الثقافة الجنسية مقابل منحة هزيلة 23.4 مليون دولار. وتحدث أيضا عن تخفيض درجة النجاح في الجانب العلمي من كل مادة إلى 15% وذلك لحساب الجانب النظري الذي ارتفع إلى 85% بعد أن كانت الدرجة 50% لكل جانب، وذلك في المواد التقنية والعلمية في التعليم الثانوي الفني "الزراعي والصناعي والتجاري"، الأمر الذي أدى إلى عزوف الطلاب عن الجانب العلمي. ووجه النائب لبن اتهامات عنيفة إلى منظمة الإسلام والغرب التي وصفها بالمنظمة العالمية المشبوهة التي نجحت في إفساد المناهج الدراسية بالبلاد الإسلامية، والتي انبعث منها مركز تطوير المناهج الأمريكي بمصر الذي استعان ب 166 خبيرًا أمريكيا ونجاح هذا المركز بحذف وتقليص الرموز الوطنية، مثل طلعت حرب ومصطفى كامل وأحمد شوقي وعمر بن الخطاب وخالد بن الوليد، مع صدور مجموعة من الكتب والقصص عام 2007 من هيئة المعونة الأمريكية،وزودت بها مكتبات المدارس تحمل العري والجنس وتبرير السرقة كوسيلة شريفة. وتساءل: أين دور الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم من إعادة الهوية المصرية والعربية والإسلامية؟ وهل سيستمر مثل باقي الوزراء السابقين في هدم التعليم المصري وتخريبه؟ وأين دوره في مطالبة الدول الغربية بحذف ما يسيء إلى الإسلام من كتبهم الدراسية؟ ولماذا لم يقم بإعادة تدريس مئات الموضوعات القومية والعلمية والإسلامية الجيدة التي تم حذفها من كتبنا الدراسية بزعم باطل أنها تسيء إلى الغرب. وشدد لبن في سؤاله العاجل على ضرورة عقد اجتماع طارئ للجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشعب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ووقف قرارات بدر بحذف 20 بالمائة من المناهج الدراسية والتي تعد مخالفة للدستور والقانون، على حد قوله.