دفع غياب جهاز مركزي للاشراف على الذبح الحلال بعض الخبراء للشك في أن الحيوانات تذبح وفقا للاجراءات السليمة التي تحددها الشريعة الاسلامية. وتشير تقديرات الى أن نسبة اللحوم التي تحمل علامة "حلال" لكنها لا تتفق مع قواعد الشريعة الاسلامية تتراوح بين 40 و80 في المئة. ويعيش في فرنسا أكبر عدد من المسلمين في غرب أوروبا ويبذل المنتجون جهودا كبيرة للحصول على حصة من سوق اللحوم الحلال التي يبلغ حجمها 5.5 مليار يورو (7.05 مليار دولار). وتقضي الشريعة بذبح الحيوانات بعد التسمية والتكبير عليها في اتجاه القبلة وبتصفية الدم تماما. ويرى علاء جافوري من معهد حلال لادارة صناعة الغذاء في باريس أن ما يصل الى 80 في المئة من اللحوم والمنتجات الاخرى التي تحمل علامة حلال يحتمل في تقديره أنها غير مطابقة للمواصفات. وقال جافوري الذي يتولى تدريب القصابين والمفتشين على طريقة الذبح الحلال "انهم يتولون التصديق (على المطابقة لقواعد الشريعة) بأنفسهم." وتشير تقديرات كامل قبطان امام المسجد الكبير في ليون الى أن ما بين 40 و45 في المئة من المنتجات الحلال التي تباع في فرنسا لم تخضع لتدقيق صارم. ولم يوضح اي من الخبيرين الاسس التي بنيت عليها تقديراته. ولا توجد هيئة مركزية للاطمئنان الى مدى صحة المنتجات الحلال ولا معيار موحد يتفق عليه كل المسلمين ولذا يصعب تحديد مدى مطابقة المنتجات الحلال للمواصفات. ولم تصرح الحكومة الا للمساجد الكبرى في باريس وليون وايفري بالاشراف على عمليات الذبح الحلال واصدار شهادات بذلك لكن جماعات غير رسمية في أنحاء فرنسا تصدر موافقات لمنتجاتها. وقالت دنيا بوزار المتخصصة في علم الاجتماع "ما نشهده هو اتجاه يخضع بالكامل لعوامل السوق لان البعض وجدوا فرصة لتحقيق الربح." وأضافت أن عددا متزايدا من المسلمين في فرنسا يعتقدون أنهم "اذا لم يأكلوا حلالا فسيذهبون الى الجحيم." ويريد مجلس مسلمي فرنسا الرسمي أن تتفق مساجد البلاد وجماعاتها الاسلامية على ميثاق وطني يحدد قواعد واضحة للذبح الحلال من أجل مساعدة المسلمين في البلاد عند اختيار مشترياتهم. ويصل حجم سوق المنتجات الحلال الى مثلي حجم سوق الاطعمة العضوية في فرنسا التي يعيش فيها خمسة ملايين مسلم يتوقع أن يزيدوا بنسبة 20 في المئة سنويا مع اتساع نطاق الطبقة المتوسطة المسلمة. وأشار استطلاع أجري حديثا الى أن 60 في المئة من المسلمين الفرنسيين يشترون بصفة منتظمة المنتجات الحلال التي تشمل الوجبات المعلبة ومستحضرات التجميل التي تصدر لها شهادات خلو من اي مكونات مستخلصة من اللحوم. وقال الشيخ السيد شيخ نائب امام المسجد الكبير في باريس ان وضع علامة "حلال" على الاطعمة المغلفة طريقة يتبعها المنتجون لاجتذاب المستهلكين المسلمين. وأضاف "لكن ذلك لا يعني أنهم يستطيعون أن يفعلوا ما يشاءون. نحتاج الى مجموعة واحدة من المواصفات وطريقة واحدة لاصدار الشهادات وشعارا واحدا." ويتسم الموضوع بالحساسية في وقت تريد فيه الحكومة فرض حظر كامل على النقاب وتشديد قوانين الهجرة. وتسلط القضية الضوء على صعوبة التكيف مع مباديء الاسلام في المجتمع الفرنسي. وقالت الممثلة السابقة بريجيت باردو الناشطة في مجال حقوق الحيوان والمعروفة باراءها العنصرية في تصريحات لاذاعة أوروبا 1 ان اللحوم الحلال غزت الاسواق المحلية و"ينبغي ألا تفرض على المستهلكين الفرنسيين". وطالب ناشطون في مجال حقوق الحيوان بمنع الطريقتين الاسلامية واليهودية في ذبح الحيوانات قائلين ان تصفية الدماء تسبب معاناة هائلة للحيوانات