عقد الرئيس حسني مبارك مباحثات ظهر الأحد مع نظيره الإسرائيلي شيمون بيريز تناولت إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، والاقتراح بالانتقال من المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى مرحلة المفاوضات المباشرة بهدف التوصل إلى حل الدولتين. وقال السفير سليمان عواد، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس مبارك أكد خلال اللقاء أن هناك رغبة أكيدة في التوصل إلى سلام بإطلاق مفاوضات مباشرة بعد أن أعطت لجنة المتابعة العربية الضوء الأخضر للرئيس الفلسطيني محمود عباس للانتقال من التفاوض غير المباشر إلى التفاوض المباشر. وأكد الرئيس مبارك ضرورة أن تكون هذه المفاوضات جادة ومستمرة وذات إطار زمني محدد ومرجعيات واضحة، كما طالب بضرورة تهيئة الأجواء المواتية لإطلاق هذه العملية التفاوضية، بحسب المتحدث باسم الرئاسة. وأوضح عواد أن هناك كثيرا من الاستحقاقات على الأرض في إطار الإجراءات المطلوبة من إسرائيل من قبيل بناء الثقة سواء في الضفة الغربية مثل وقف الاقتحامات ورفع الحواجز وتسهيل انتقال المواطنين وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، وهناك أيضا استحقاقات بناء الثقة المطلوبة في قطاع غزة، مثل إنهاء حالة الحصار والذي يسبب معاناة لأكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني بالقطاع. وأضاف المتحدث الرئاسي، إن العنصر الثالث بعد المرجعيات الواضحة والإطار الزمني الواضح وبعد تهيئة الأجواء لإجراء مفاوضات جدة لبناء الثقة، يتمثل في إطلاق هذه المفاوضات حيث لابد أن يتوقف الجانب الإسرائيلي عن أية مواقف استفزازية تعرقل سير المفاوضات وتهدد بفشلها. وقال إن بيريز أكد التزام إسرائيل بالسلام والتزام الائتلاف الحاكم الحالي في إسرائيل برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالسلام، وقد أبدى الرئيس الإسرائيلي اتفاقه مع ما ذكره الرئيس مبارك بشأن الركائز الثلاث المطلوبة في الوقت الحالي. من جانبها، قالت الإذاعة العبرية إن اللقاء ناقش عددا من القضايا والملفات، أبرزها تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين المصري والإسرائيلي في مختلف المجالات، بالإضافة إلى ملف الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط والملف النووي الإيراني، علاوة على إيجاد سبل لتحقيق انطلاقة من أجل الانتقال إلى مفاوضات مباشرة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني. وكان بيريز قد وصل إلى القاهرة أمس في زيارة استغرقت عدة ساعات واستقبله بالمطار أحمد أبو الغيط وزير الخارجية، وقد واجه قبل مغادرته إلى مصر مشكلة تتعلق بتوفير طائرة لاستقلالها في التوجه إلى القاهرة. فقبل ساعات من زيارته لمصر، رفض سلاح الجو الإسرائيلي توفير طائرة لبيريز دون توضيح السبب وقد استخدم طائرة خاصة تحتوي على 13 مقعدا بخلاف مقعده، الأمر الذي اضطره إلى تقليل عدد مرافقيه الرئاسيين في زيارته لمصر، وفقا لما كشفته صحيفة "ذا ميكر" الإخبارية الإسرائيلية أمس. وقالت الصحيفة إنه وفقا للبرنامج الذي كان معدا للزيارة كان على بيريز استخدام طائرة تابعة لسلاح الجو، لكن ما حدث أنه أعلن عدم استطاعته توفير طائرة له قبل زمن قصير من بداية الرحلة لمصر، و قامت الحكومة الإسرائيلية بإجراء مناقصة لاختيار طائرة يستقلها بيريز لمصر موضحة أن المناقصة قامت بها شركة "عنبال" الحكومية الإسرائيلية المتخصصة في سفريات ورحلات مسئولي الحكومة.