يستأنف الأمريكيون والروس محادثاتهما حول تفكيك ترسانة سوريا الكيماوية. وفي حين اتهمت الأممالمتحدة نظام دمشق بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وطالبت المجتمع الدولي بتحرك حازم، استبعد مسؤولون أمريكيون الخيار العسكري ضد الأسد. يستأنف الأميركيون والروس السبت (14 سبتمبر/ أيلول 2013) في جنيف محادثاتهما للتوصل إلى خطة لتفكيك الترسانة الكيماوية السورية، التي دخلت في مرحلة "حاسمة" تحت ضغط الأممالمتحدة التي اتهمت أمس الجمعة نظام دمشق بارتكاب "العديد من الجرائم ضد الإنسانية". ومن جهة أخرى، قال مسؤولون كبار في إدارة الرئيس باراك أوباما إن الولاياتالمتحدة لا تتوقع أن يتضمن قرار لمجلس الأمن الدولي بخصوص الأسلحة الكيماوية السورية احتمال استخدام القوة العسكرية بسبب معارضة روسيا. وأشارت تصريحاتهم إلى أن واشنطن لن تصر على أن يتضمن قرار الأممالمتحدة استخدام القوة. وقال المسؤولون الذين تحدثوا مع مجموعة من الصحفيين بشرط عدم الكشف عن أسمائهم إن الولاياتالمتحدة ستصر بدلاً من ذلك على أن يشمل القرار عدداً من العقوبات إذا رفضت سوريا التخلي عن الأسلحة الكيماوية بشكل يمكن التحقق منه ،وفق ما جاء بالتلفزيون الالمانى هذا وقد أسدل الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الجمعة ظلالاً قاتمة حول المحادثات التي بدأت الخميس في سويسرا، مؤكداً أن تقرير خبراء المنظمة الدولية "سيخلص بشكل دامغ" إلى استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، دون أن يحمل النظام السوري مسؤوليتها مباشرة. لكنه الأمين العام اتهم بوضوح الرئيس بشار الأسد بارتكاب "العديد من الجرائم ضد الإنسانية" وأعرب عن "اقتناعه بأن المسؤولين سيحاسبون حين ينتهي كل شيء". وأكد بان كي مون أنه "يشاطر" المجتمع الدولي "تشكيكه" في رغبة دمشق بتفكيك ترسانتها الكيماوية تحت إشراف دولي كما اقترحت موسكو. كما طالب بان "المجتمع الدولي بالقيام بتحرك حازم وحاسم" إذا ما خلص تقرير لجنة خبراء الأممالمتحدة إلى أن الهجوم الذي تعرضت له غوطة دمشق استخدمت فيه أسلحة كيماوية. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، في مقابلة مع قناة "فرانس 24"، أن الأممالمتحدة تبذل قصارى جهدها كي تنظم "خلال أكتوبر/ تشرين الأول" مؤتمراً للسلام في سوريا بات يعرف باسم "جنيف 2"، لكنه استدرك قائلاً: "سيكون علينا أن نقوم بعمل شاق جداً" للتوصل إلى عقد هذا المؤتمر. ويُنتظر صدور تقرير خبراء الأممالمتحدة يوم الاثنين بحسب باريس. وهم الخبراء الذين حققوا ميدانياً بشأن الاتهامات بارتكاب مجزرة بالسلاح الكيماوي في 21 أغسطس/ آب قرب دمشق. وأسفر الهجوم بالغاز السام عن سقوط نحو 1400 قتيل. لكن مهمة الخبراء لا تقضي بتحديد المسؤولين عن استخدام هذا السلاح.