علمت "المصريون" أن الداعية الإسلامي الشيخ خالد الجندي، رئيس قناة "أزهري" زار الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في مكتبه بمشيخة الأزهر أمس الأول، للرد على هجومه العنيف ضد القناة في تصريحات صحفية حملت انتقادات عنيفة ضدها وشكوكًا في مصدر تمويلها. وجرى اللقاء في أجواء إيجابية، قام خلالها الجندي بتوضيح الأهداف التي تعمل القناة على تحقيقها منذ إطلاقها قبل عام كمنبر للتيار الإسلامي الوسطي، المتمثل في الأزهر، موضحًا له أن جميع ضيوفها من علماء ومشايخ الأزهر، وأن القناة مشروع لا يهدف إلى الربح كما قال، وإنما يقوم في الأساس على خدمة الدعوة ونشر فهم صحيح الدين دون غلو أو تطرف، بعد انتشار تيار التشدد. وحاولت "المصريون" الحصول على تعليق من الجندي حول فحوى اللقاء وأهم ما دار خلاله، إلا أنه رفض دون إبداء أسباب، فيما عزاه مقربون منه إلى رغبته في عدم إفساد الجهود الرامية لاحتواء الأزمة التي فجرتها تصريحات الطيب، وكان أبرزها اللقاء الذي جمعه مع شيخ الأزهر في مكتب الأخير لتنقية الأجواء، وتوضيح بعض الأمور التي ربما كانت غائبة عنه بشأن القناة. وكان الجندي نفى الاتهامات التي أثارها الطيب في تصريحاته إلى مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين ونشرتها جريدة "الأهرام"، وقال في تصريحات لبرنامج "مصر النهاردة" على التلفزيون المصري، إن قناة "أزهري" وقفية لم يدخل جيوب القائمين عليها مليم واحد، وإن مصادر تمويلها ليست مشبوهة، وأضاف: حتى وإن كان تمويل القناة بأموال غير مصرية فهي أموال حلال"، وطالب من لديه اتهامًا ويملك دليلاً على غير ذلك أن يتجه للنائب العام أو الرقابة الإدارية. وبدا لافتًا هجوم الطيب على قناة "أزهري" على رغم إطراء سلفه الدكتور محمد سيد طنطاوي عليها وتخصيص برامج له على شاشتها، وأيضًا لمفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة، وهو ما دفع متابعين للأزمة إلى الربط بين انتقادات الطيب وموقف بعض المقربين منه من القناة، ومن بينهم عضو بارز بمجمع البحوث الإسلامية شغل مناصب رفيعة بجامعة الأزهر انتهت بإقالته من إحدى الكليات الشرعية إثر أزمة مع رئيس الجامعة آنذاك الدكتور أحمد عمر هاشم. ويتردد- بحسب مصادر مطلعة- أن السر وراء هذا الموقف هو تجاهل قناة "أزهري" التعاقد مع هذا العضو لتقديم برنامج أسبوعي على شاشتها، علمًا بأن أنباء سابقة ربطت بينه وبين قيادة المعسكر المناهض لتعيين الدكتور علي جمعة شيخا للأزهر، خلفًا للدكتور محمد سيد طنطاوي عقب وفاته في مارس الماضي، ما أثار تكهنات على نطاق واسع بوقوفه شخصيًا وراء حملة الهجوم على القناة. فضلاً عما أثاره توقيت الهجوم من تساؤلات، حيث جاء بالتزامن مع انتقادات وجهها الجندي لقيادي بارز بالحزب "الوطني"، على خلفية قيام الإعلام الرسمي المقرب منه بشن حملة شديدة اللهجة ضد القناة بسبب تفنيدها لافتراءات ما يسمون ب "القرآنيين"، وطعنهم في السنة، عبر استضافتهم في قنوات الدولة الرسمية وإعطائهم الفرصة للهجوم علي القناة والدفاع عن فكرهم بشكل مثير للانتباه. وذهبت تكهنات البعض إلى الربط بين حوار شيخ الأزهر مع مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين، وموقف مدير القناة الصحفي محمود سعد منه إبان الانتخابات على منصب نقيب الصحفيين، حيث كان من أبرز المؤيدين لمنافسه الأبرز ضياء رشوان، وعزز من ذلك، استمرار الحملة بشكل أكثر عنفًا على صفحات مجلة "المصور" التي كان نقيب الصحفيين يرأس تحريرها في السابق.