نفى مصدر مسئول في وزارة الخارجية السعودية جملة وتفصيلا التصريحات المنسوبة لوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بشأن مصر، والمنقولة عن قناة "فوكس نيوز" الأمريكية. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المصدر قوله في سبتمبر إن الفيصل لم يلتقِ أو يتحدث مع قناة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية أو غيرها من وسائل الإعلام مؤخراً. وكانت مواقع على شبكة الإنترنت تناقلت في 4 سبتمبر تصريحات منسوبة لقناة "فوكس نيوز" قيل فيها على لسان الفيصل إن السعودية ساعدت مصر قبل الثورة وبعدها, وإن أن السعودية قدمت مبالغ مالية ضخمة بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي لمساعدة مصر في التغلب على الأزمة السياسية في البلاد والركود الاقتصادي الخانق. وأضاف الفيصل, في التصريح الذي تم نفيه, أن دعم الرياض للقاهرة لن يستمر إلى الأبد وأن على الحكومة المصرية العثور سريعاً على حل للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي, وذلك فيما اعتبره البعض محاولة للإيقاع بين الرياضوالقاهرة. ومعروف أن السعودية كانت قررت، بعد عزل مرسي، تقديم حزمة مساعدات لمصر بخمسة مليارات دولار، تشمل مليارين على شكل وديعة نقدية بالبنك المركزي المصري، ومليارين آخرين على شكل منتجات نفطية وغاز، ومليارا خامسا يقدم نقدا. وكشف السفير السعودي لدى القاهرة أحمد قطان أواخر أغسطس الماضي أن بلاده تدرس طلباً تقدمت به مصر يتضمن تفاصيل احتياجاتها المالية خلال العام المقبل لدعم اقتصادها المتداعي وذلك ضمن "خطة مارشال" تقدم بها رئيس الوزراء المصري المؤقت حازم الببلاوي لدول خليجية. وفي 16 أغسطس, وبعد يومين من فض اعتصامي رابعة والنهضة, أعلن ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز عن دعم بلاده لمصر في مواجهة ما اعتبره "إرهابا"، ودعا الدول العربية إلى دعم السلطة القائمة في مصر. وكان الفض الدامي لاعتصامي رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس الماضي واجه إدانات دولية واسعة، من بينها دعوة مجلس الأمن لوقف العنف وتأكيد الرئيس الأمريكي باراك أوباما تنديده بالإجراءات التي اتخذتها السلطات المصرية. وقال الملك عبد الله في بيان تلي في التليفزيون الرسمي إن بلاده وقفت وتقف مع أشقائها في مصر ضد ما سماه "الإرهاب والضلال والفتنة". وأضاف أن على من وصفهم برجال مصر والأمتين الإسلامية والعربية أن يقفوا في وجه كل من يحاول زعزعة مصر. ودعا الملك عبد الله إلى الوقوف في وجه ما سماه "إرهابا" يستهدف مصر، وهي العبارة ذاتها التي تستخدمها السلطة الانتقالية في مصر لوصف احتجاجات معارضيها من جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم. وكان الملك السعودي من أول من هنأوا رئيس مصر المؤقت عدلي منصور مباشرة بعد عزل مرسي في الثالث من يوليو الماضي. وفي المقابل, أصدر حوالي خمسين عالم دين سعودي بيانا وصفوا فيه عزل مرسي ب"الانقلاب"، وهو الموقف ذاته الذي عبر عنه عضو مجلس الشورى السعودي النائبة صدقة فاضل.